تحرص القيادة السياسية بزعامة فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على المساهمة الفاعلة في اكساب فعاليات القمم العربية الدورية حالة من الزخم والحيوية من خلال تقديم رؤى وتصورات تهدف الى اصلاح النظام العربي ممثلا بالجامعة العربية وازالة كل مايعتور انشطتها ومهامها.واذا كانت جهود اليمن قد كللت بنجاح العديد من الافكار والمبادرات التي تقدمت بها والهادفة الى تقوية البناء المؤسسي للعمل العربي المشترك ومده بكل ما من شأنه ان يحرك فيه المياه الراكدة ويدفع بجهود القيادات العربية نحو اهداف قادرة على تحقيق وبلورة طموحات الشارع العربي، فالقيادة اليمنية قد استطاعت ان تعبر بنسبة كبيرة عن تطلعات الوحدويين العرب فان هذه المواقف في الوقت ذاته تواجه بحالة من السخرية التي يندفع اليها البعض من منطلق تعصبات قطرية تجد في هذا الاسهام اليمني تقزيما لانظمتها التي تعتقد انها يجب ان تكون في صدارة العمل العربي المشترك وفي صدارة منْ يسهمون في صنع حاضره وافاق مستقبله في الوقت الذي لايدرك هؤلاء ان القيادة اليمنية لاتنطلق في مبادراتها ورؤاها السياسية والمؤسسية من تلك الحيثيات وانما من خلال حرصها على الاسهام في كل ما من شانه خدمة الامة.واذا كانت بعض وسائل الاعلام العربي قد حاولت التقليل من شان المبادرة اليمنية فإنها في الوقت ذاته لم تستطع حجب الرؤى امام المواطن العربي المتابع لفعاليات قمة سرت حيث وجد نفسه مشدودا مع الاهداف والمبادئ التي ترمي المبادرة اليمنية الى تحقيقها خدمة للامة العربية وبغض النظر عما اذا كانت هذه المبادرة جاءت من الموطن الاول للعرب ام غيره المهم انها حركت لديه شجونه،وعواطفه الوحدوية المنتصرة للوحدة العربية بل ولمختلف قيم ومثل العمل العربي المشترك.ولعل خير دليل على هذا التفاعل ما ابدته الفعاليات الليبية من تفاعل كبير مع كافة المضامين التي حملتها كلمة فخامة الاخ علي عبدالله صالح من مصداقية في الطرح المسئول لابرز متطلبات الواقع العربي الراهن والمتمثل في العمل العربي المشترك عن طريق تطوير وتحديث الجامعة العربية وبالصورة التي تتفق مع تطلعات وطموحات كل عربي.. وما شهدته قاعة اعمال المؤتمر من هتافات وحدوية من قبل الفعاليات الليبية مع مضامين كلمة فخامة الاخ الرئيس الا واحدة من التفاعلات التي هزت وجدان مختلف الفعاليات العربية التي ماتزال تبدي انتصارها مع كل مبادرة اومقترح يهدف الى انتشال الامة من واقعها المزري والمؤسف.اذا فالقيادة السياسية اليمنية التي دابت منذ مرحلة مبكرة على الاهتمام بتطوير العمل العربي المشترك من خلال البحث المسئول عن اسباب المشكلات والعوائق والصعوبات التي تعترض سير اداء الجامعة العربية قد استطاعت ان تقدم اليمن الجديد في اعظم صورة، ذلك ان الوحدة اليمنية وما تمثله من قيمة وطنية وقومية وانسانية ودينية.. الخ من القيم الحضارية قد جعلت القيادة اليمنية ومن خلال تعاملها مع هذه القيم التي فرضها الواقع اليمني الوحدوي - تتفهم اكثر من غيرها ابرز معطيات العمل العربي المشترك خاصة انها تدرك عبر تجربتها في ادارة شئون البلاد احتياجات العمل العربي المشترك من منطلق الخبرة والممارسة والتعامل الايجابي مع متطلباته على الصعيد القطري حيث تشهد اليمن في ظل وحدتها تطورات وتحولات مهمة جعلت فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يحرص من وقت لآخر على التوجه الفاعل والايجابي الهادف الى تهيئة الفرصة للفعاليات الوطنية للمشاركة في صنع الحاضر اليمني وتحديد مسارات مستقبله بثقة واقتدار.واذا كانت المبادرة اليمنية لاصلاح الواقع العربي بكل نظمه ومؤسساته قد انطلقت من الواقع الوحدوي اليمني، فانها قد استطاعت ان تلامس وجدان ومشاعر المواطن العربي الذي وجد فيها التعبير الامثل والاجدى والاقوى عن اماله وتطلعاته، وكما قال الاخ الرئيس القائد خلال كلمته ان الجامعة العربية والتي انشئت في الاربعينيات قد واجهت تحديات كبرى وخاصة على الصعيد الراهن، فان النظام العربي مطالب اكثر من اي وقت مضى بضرورة الانتقال بنظام الجامعة العربية الى نظام اكثر تعبيرا وقدرة على التعاطي مع التحديات الراهنة وهي تحديات توجب على النظام العربي السير باتجاه بلورة كافة الاسس والقواعد ذات الصلة التي من شأنها ان تجعل من الحضور العربي اكثر فاعلية في عصرٍ يتسم بالتحولات المتسارعة وبتشكيله للتجمعات والاطارات المختلفة التي من شأنها ان تقرب بين الشعوب وتختصر المسافات وتقدم لها نتائج مثمرة على صعيد تفاعلاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وان تهيئ في الوقت ذاته مزيدا من المناخات المواتية الكفيلة بابعاد شعوبها عن كل بؤر التوتر والانقسام والتصدع، والدفع بها باتجاه تحقيق الآمال والتطلعات الكبيرة.واذا كانت مبادرة اليمن قد حظيت بذلك القدر من التفاعل والتي كان للبرلمان العربي النصيب الاكبر في مناقشتها واثرائها بكل الاراء والتصورات التي تخدم اهدافها، فقد باتت اليوم وبكل المقاييس والمعايير اعظم رؤية تقدم بهدف اصلاح النظام العربي وبصورة جريئة هدفها الاول والاخير ملامسة المشكلات العربية وايجاد المخارج المناسبة والمعالجات الناجعة لها.وهي مبادرة لاريب في ان قمة سرت العربية سوف لن تتجاوزها، فقد عبر عنها مبكرا قائد الثورة الليبية معمر القذافي عقب كلمة فخامة رئيس الجمهورية في القمة، حيث قال: لقد صفقنا مرتين لمبادرتك، وتلك اشارة واضحة إلى ان القمة العربية ستوليها جل اهتمامها، ومهما كانت النتيجة التي سوف تخلص اليها القمة العربية، فاننا نستطيع القول ان المبادرة قد دخلت قلب كل عربي، واستطاعت في الوقت ذاته ان تعبر عن نفسها وان تقول للملأ انا امثل المشروع العربي الوحدوي الطامح الى استعادة المجد العربي.وخلاصة فان القيادة السياسية اليمنية وانطلاقا من مشاعرها الوحدوية الجياشة وايمانها بالعمل القومي الفاعل والايجابي قد انطلقت في مبادرتها من خلال هذه الحيثيات، وهو سر نجاحها كاعظم مبادرة جريئة تقدم بشفافية وموضوعية لاصلاح النظام العربي.
أخبار متعلقة