صنعاء / سبأ :ارتفعت نسبة رسوب طلاب جامعة صنعاء في بعض المقررات لبعض الكليات متجاوزة 50 % حسب كشوفات درجات بعض الكليات. وحسب كشف الدرجات الصادر عن كلية التجارة والاقتصاد والمتعلق بالمواد التي تزيد نسبة الرسوب فيها عن 35 % وصلت نسبة الرسوب في قسم المحاسبة في مادة «نظرية محاسبية « للمستوى الرابع 72بالمئة للعام 2003م تراجعت في العام 2006 إلى 42بالمئة فيما بلغت نسبة الرسوب في مادة تكاليف (ج) للمستوى الرابع أيضا في العام 2005 نحو 60 % تراجعت في العام 2006 إلى 42 % وفي تكاليف (أ) للعام 2006 وصلت نسبة الرسوب 51 % بواقع 827 طالب رسبوا من أصل 1080 طالباً في المستوى الثالث لقسم المحاسبة . وفي كلية الهندسة - حسب بيانات حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبا) على نسخة منها - وصلت نسبة الرسوب للعام 2005 / 2006 في مقرر التحليل الإنشائي للمستوى الثالث إلى 50 % من الطلاب وفي مقرر مبادئ الكترونيات للمستوى الثاني 48 % ومثلها رياضيات 2 للمستوى الثاني. ووصلت نسبة الرسوب في كلية التربية / كلية العلوم في مادة كيمياء عضوية( 1) للمستوى الثاني للعام 2003 / 2004 58 % وفي مادة كهرومغناطيسية للعام 2004/ 2005 لنفس المستوى 57% وفي مادة كيمياء عضوية( 3) للعام 2003/ 2004 للمستوى الثالث 41 % وفي مادة «برمجة حاسوب» للعام 2005 /2006 للمستوى الرابع 43,7 %. ويرجع بعض الأكاديميين و المختصين ظاهرة ارتفاع معدلات الرسوب في بعض المقررات الدراسية في الجامعة إلى عدة أسباب تتعلق أولا بتجهيزات القاعات الدراسية والمعامل وثانيا بالمقرر وأهدافه والساعات المعتمدة لدراسته والمستوى الذي يدرس فيه بالإضافة إلى الأسباب المتعلقة بمراجع المقرر ومحتوياته ولغته وشروحه وثالثا تتعلق باختبارات المقرر صعوبتها وطولها والوقت المخصص لها وغموض أسئلتها وبعضها يكون خارج المقرر ولا تراعي قدرات الطالب وظروفه. ولم ينس الأكاديميون أن يضعوا ضمن الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة تلك الأسباب المتعلقة بالطالب نفسه من حيث حضور المحاضرات , وعجز الطالب عن تحقيق ذاته وجهله بقدراته وإمكاناته مما يعرضه للشعور بالنقص وخيبة الأمل , وإلحاح الخبرة السابقة على ذهنه ,ونقص معرفة الطالب بالمادة وعدم متابعة دروسه ومذاكرتها أولا بأول, وارتفاع مستوى طموح الطالب بما يتجاوز قدراته وإمكاناته , بالإضافة إلى أسباب تتعلق بالأسرة وأسباب تتعلق بالمدرس كعدم مراعاة ما إذا كان للمقرر متطلبات سابقة والتأكد من امتلاك الطالب لها وعدم امتلاك القدرة الكافية لمساعدة الطلاب على فهم المقرر وتعلمه وكذا عدم الاكتراث لمدى فهم الطلاب للمقرر من عدمه وعدم قدرته على توصيل المادة العلمية وعدم استخدام طرق التدريس المناسبة وتنويعها بالإضافة إلى عدم استخدام وسائل تعليمية. وأشار مدير مركز الإرشاد التربوي والنفسي بجامعة صنعاء الدكتور احمد علي الجرموزي إلى ان فشل الطالب في دراسته وعدم قدرته التغلب على صعوبة الامتحان تؤدي إلى آثار نفسية ومعرفية سلبية فالآثار النفسية يحس الطالب وهو في قاعة الامتحان باضطراب نفسي وتوتر شديد وشعور بعدم الاستقرار وانعدام التركيز ونقص الانتباه لمهمة الإجابة عن أسئلة الامتحان مما يؤدي إلى صعوبة في استرجاع المعلومات التي سبق وان ذاكرها ويحس بالشعور بالعجز وتقلب المزاج واليأس والإجهاد وضعف الثقة بالنفس وعدم الراحة وفقدان السيطرة على النفس , أما الآثار المعرفية فيشعر الطالب بالنسيان والصعوبة في تنظيم المعلومات واستدعائها والتردد في اتخاذ القرار وتزاحم الأفكار المزعجة والشرود الذهني والتشاؤم وتوقع الفشل مؤكدا أن الخوف وتوقع العجز في الأداء خاصة إذا كانت مصحوبة بتوترات انفعالية وانشغالات ذهنية تقلل من التركيز أثناء الامتحان مما يؤثر سلبا على أداء الطالب وهذا ربما نتيجة لضعف ثقة الطالب بنفسه ونقص مهاراته على استيعاب المادة أو استذكارها. وأكد الدكتور الجرموزي إمكانية معالجة ظاهرة الرسوب لدى طلاب الجامعة من خلال اتخاذ عدد من الخطوات يتحمل مسؤوليتها الطالب والمدرس فالطالب يجب ان يلتزم بالحضور الدائم لجميع المحاضرات جسما وعقلا مع المشاركة الفعالة داخل قاعة المحاضرات, والتعود على المذاكرة اليومية بنشاط وفاعلية من خلال استخدام عملية التلخيص وإعطاء الأمثلة وطرح الأسئلة والإجابة عليها , و تنظيم أوقات المذاكرة للاختبارات النهائية في جدول زمني واختيار المكان المناسب للمذاكرة بحيث يكون هادئا ومشمسا او في الهواء الطلق ان أمكن , تدوين الملاحظات أثناء المحاضرات بالإضافة إلى الحرص على الجلوس في مقدمة الصفوف أثناء المحاضرات والتركيز وتجنب مشتتات الانتباه وتنمية الثقة بالنفس. أما المدرس فله - حسب الجرموزي - دور مهم في العملية التعليمية من خلال عرض المادة بطريقة مناسبة لأذهان الطلاب وترتيب الحقائق ومناقشتها وربطها والتطبيق عليها , كما يجب على المدرس أن يحرص على تحديد الأهداف و معرفة الصعوبات التي تحول دون تحقيق الهدف من اجل العمل على تذليلها وحلها، منوها بأهمية إلمام المدرس بأهم عناصر التدريس والمتمثلة في الاستعداد النفسي والتهيئة الذهنية لإلقاء الدرس وإعداد الأسئلة التي سيوجهها للطلاب والاستعداد للإجابة عن الأسئلة الصعبة واختيار الطريقة المناسبة للتدريس من خلال الإلقاء الجيد و استخدام الأمثلة بين ما يدرس و مواقف الحياة والربط بين المادة الدراسية والبيئة المعاشة , وكذا على المدرس مراعاة الفروق الفردية لدى الطلاب و استخدام الوسيلة الأفضل في عملية التدريس. واعتبر مدير مركز الإرشاد التربوي والنفسي الجامعي استخدام الوسائل التعليمية من أهم الأدوات التي تساعد المعلم في نقل المعرفة كما أنها تفيد الطالب من حيث استثارة اهتمامه وإشباع حاجته للتعلم كما تساعد على زيادة خبرات الطالب وتجعله أكثر استعداد للتعلم , وتقلل من عملية الاستخدام الدائم للإلقاء المباشر الذي قد يولد الملل والوسائل تؤدي إلى زيادة مشاركة الطالب في اكتساب الخبرة وتنمية قدرته على التأمل ودقة الملاحظة وإشباع رغبة الطالب في التفكير العلمي.
ارتفاع نسب رسوب طلاب الجامعة في بعض المقررات مسؤولية يتقاسمها المدرس والطالب
أخبار متعلقة