رأي صريح
في أحايين كثيرة تخيم عليّ سحابة قاتمة إزاء وضعنا الرياضي (عامة) والكروي (خاصة) .. فابتعد عن متابعتها لأنها تستفز مشاعري حد الغثيان.. وربما وضعي كإعلامي رياضي هو ما يدفعني ( مرغماً) على المتابعة .. أما دون ذلك فألجأ لمتابعة المسابقات الكروية الأوروبية و(بعض) المسابقات الكروية العربية – وتحديداً – الدوري العام السعودي والمصري.. وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك شاهدت إحدى مباريات الدوري العام في الشقيقة مصر, والتي جمعت (الزمالك) الكبير وصاحب الإنجازات الكثيرة وبنجومية لاعبيه وخبراتهم وجماهيريته الواسعة والذي يحتل المركز الثاني في الدوري العام المصري.. بفريق (بتروجيت) المغمور, والذي لا يمتلك سوى حيوية شبابه وإرادتهم.. وأصدقكم القول عندما حدثت نفسي بأن المباراة غير متكافئة وستكون من طرف واحد هو الزمالك .. ولكن ومنذ بدء المباراة شدني كثيراً فريق بتروجيت والذي نسج بشبابه صوراً وأشكالاً متعددة للإبداع الكروي.. شاهدت مواهب كروية شابة مصقولة فنياً.. ولا أقول ذلك لأن بتروجيت هزم الزمالك.. فكرة القدم تبقى فوزاً وخسارة وبينهما التعادل.. وهناك أمثلة كثيرة وعلى الصعيد الدولي شاهدنا فرقاً صغيرة تعبث بفرق كبيرة مرصعة بأفضل نجوم العالم وتلحق بها الهزائم.. ولهذا أكرر بأن مبعث إعجابي بفريق بتروجيت, ليس لأنه هزم الزمالك, ولكن مشاهدتي للاعبين شباب ضمن صفوف بتروجيت أمثال : وليد سليمان , محمود عبدالحكيم, أسامة محمد, وأحمد شعبان – صاحب هدف الفوز والذي جاء في الوقت بدل الضائع من زمن المباراة وأصاب الزملكاوية في مقتل – ولد في نفسي اعتقاد راسخاً بأن الكرة المصرية بخير.. وإنها قادرة على إنجاب الفرسان الكروية والتي تلعب بعقولها وأقدامها.. فيما نحن في اليمن (السعيد) مازلنا نفكر بجمود الصخر, نردد أنشودة (الغرق) .. أنشودة (المنفى) – (الضنك) .. والغريب إننا نردد هذه الأنشودة بسعادة فائقة وتلذذ عجيب!!( نهاية المطاف ) :- ما رأي اتحاد الكرة والكابتن / محسن صالح, فيما لو اقترحت عليهم, خوض منتخبنا الوطني لمباراة تجريبية أمام فريق (بتروجيت) المصري.. ولا أقول الأهلي المصري, أو المنتخب الوطني المصري؟!!.- متى سنشعر بأن مراكبنا الكروية آمنة.. قباطنتها سيقودونها نحو حياة كروية تبعدها عن التحطم والغرق.. أم أننا سنظل في عمق المحيط تتلاطم بمراكبنا الأمواج والفشل في الوصول إلى اليابسة؟!!.