الاجتياح الحالي أوسع وأشد الحملات العسكرية على بيت حانون منذ "58" عاما
بيت حانون الجريحة / متابعات : لم يتوقع سكان بيت حانون ممن سلمت أرواحهم، الحالة التي بدت عليها بلدتهم صبيحة إعادة انتشار قوات الاحتلال من البلدة المكلومة التي نهشتها الآلة العسكرية من كافة أرجائها على مدار ستة أيام متوالية.وبحسب الإفادات من كبار السن في البلدة فإن شكل وحجم الدمار الذي تكبدته بيت حانون وأبناؤها هذه المرة لا يمكن مقارنته بأي من المجازر والجرائم التي تعرضت لها البلدة، في حرب العام 1967 إبان احتلال قطاع غزة، أو حرب العام 1956م أو حتى إبان حرب العام 1948م التي اغتصبت فيه العصابات الصهيونية معظم فلسطين.ويقول الحاج أبو قصي الزعانين من سكان البلدة إن الاجتياح الإسرائيلي لبيت حانون يعد أوسع وأشد الحملات العسكرية التي تعرضت لها على مدار الـ58 عاما الماضية.وأضاف أن البلدة باتت غريبة عن سكانها، مشيرا إلى أن حجم الدمار والخراب الذي ألحقه الاحتلال وآليته العسكرية بالبنية التحتية والمزروعات حول أجزاء واسعة جدا منها إلى مدينة أشباح متقطعة الأوصال تطفح شوارعها المدمرة بمياه الصرف الصحي ومياه الشرب المنسابة من الشبكات المدمرة.وأوضح الزعانين أن ممارسات جنود الاحتلال في اقتحام المنازل لم تختلف عن ممارسات العصابات الصهيونية إبان مهاجمتها للقرى الفلسطينية قبل العام 1948م، مشيرا إلى الإسرائيليين أجبروا آلاف الرجال على الخروج من منازلهم والتجمع في إحدى المدارس على أطراف البلدة.وأكد الحاج السبعيني أن الجنود القناصة، الذين اعتلوا منزل ابن أخيه، أعدموا باليوم الخامس من الاجتياح اثنين من المعتقلين رميا بالرصاص أثناء عودتهما من مركز الاعتقال المؤقت بعد أن أنهى رجال المخابرات الإسرائيلية استجوابهما وأمروهما بالعودة إلى منزليهما.وتحدث العديد من سكان البلدة الذين تعرضت منازلهم للتفتيش عن سرقة الجنود لبعض مقتنيات منازلهم، وأشار عشرات السكان ممن التقتهم الجزيرة نت في البلدة إلى أن عمليات النهب تركزت على الأموال ومصوغات النسوة وأجهزة الهواتف النقالة.كما تعرضت مئات المنازل لعمليات تخريب وتحطيم محتوياتها ومقتنياتها، وفي بعض الحالات التي طالب فيها أصحابها الجنود بالكف عن التدمير تعرضوا للضرب بأعقاب البنادق أو الطرد من المنزل أو تجميعهم بإحدى حجراته أو أحد طوابقه إذا كان المنزل متعدد الطبقات.ويصف قائد شرطة البلدة ما حدث للبلدة -بتسونامي- لافتا إلى أن الاحتلال جعل عالي بيت حانون سافلها، وأذاق رجالها ونساءها وأطفالها أبشع صور المهانة والعذاب.وأشار العميد ماجد الكفارنة إلى أن استخدام جنود الاحتلال للكلاب البوليسية، أثناء اقتحام المنازل وتفتيشها بعد تدمير أجزاء منها بشكل مفاجئ، تسبب في ترويع أطفال البلدة ونسائها.كما دعا كافة الضمائر الحية في العالمين العربي والإسلامي إلى نصرة البلدة المنكوبة ومد يد العون لها، وإعانتها على الصمود والوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية التي تستهدف النيل من أهلها.وتشير إحصائيات بلدية بيت حانون الأولية وإحصاءات ومركز الميزان لحقوق الإنسان إلى أن عدد شهداء البلدة وحدها بلغ 35 شهيدا، وأكثر من مائتي جريح من بينها 45 امرأة.وبيّنت الإحصائيات أن عدد المنازل المدمرة بدرجة متفاوتة بلغت 400 منزل فيما تجاوزت مساحة الأراضي الزراعية المجرفة مائة دونم، ووصل عدد المنشآت العامة والتجارية خسمين من بينها ثلاثة مساجد أحدها مسجدا أثري دُمر بالكامل.