أضواء
المنحدر الذي تتجه فيه بعض القوى العربية نحو الخراب الشامل خطير للغاية، لهذا أرجو أن تكون المناقشة والحوار - من قبلنا كمجموع عربي معتدل ومقبول عالمياً - أن تكون متجهة إلى عقل القارئ.. عقل المواطن المحتاج فعلاً إلى ترسيخ قناعاته بحقائق منطقية تجعله يساند قدرات الاعتدال في مهمة حمايته من مخاطر الانسياق وراء ما يصح أن يسمى بأشباه الدول وأشباه الحكومات.. حيث لا رصيد مقنعاً دولياً أو محلياً في مواقع تحركاتهم يوحي للمواطن بالأمان.. الشأن العربي يمر بمرحلة ستكون الأخطر في مراحل تاريخية لو توفرت استجابة من طرف مواطن منح عاطفته لا عقله من موقع اعتدال ومنطقية حكوماته إلى ما يشبه مظاهرات الغوغاء رغم التلبس بتسميات مثيرة لكنها واهنة.. أليس من المخزي أن يكون الحضور في القمم العربية مناسبات مفتعلة تحضرها أقلية لكنها تفتح وسائل الإعلام الموالية كي تجرح أصحاب المواقف النزيهة والنبيلة توسيعاً لفرص خلاف وربما اقتتال.. لماذا لا، مادام أن أحمدي نجاد بين الحضور.. أولاً وعبر الأسماء المعلنة في قطر نستطيع أن نلمس وبيقين واضح أن الثقل العربي لم يتواجد في الدوحة وأن من تداولوا الحوار غير مؤثرين دولياً أو محلياً لكن مهمة تأثيرهم في الشارع العام داخل مجتمعات تعودت الاكتفاء بالتظاهرات والشعارات وشتم الآخرين بدائل عن البناء الداخلي وتقديم أي إيجابيات للقضية الفلسطينية.. هذا معروف تاريخياً ومعروفة نتائجه في بؤس حياة تلك المجتمعات وبؤس انقسام الفئات الفلسطينية.. ثم نأتي إلى الشواهد المضحكة والتي لا يدعيها أحد لا يحترم من فعلوها أو قالوها لكنها من واقع تصرفاتهم ومن نص عبارات أقوالهم.. طالما أنه لم يتوفر النصاب القانوني فلماذا الإصرار على عقد قمة بمن حضر؟.. ومن حضروا من أصحاب القرار لم يتجاوز عددهم الستة فقط، وإذا أضيف لهم من ليسوا رؤساء سيكون العدد ثلاثة عشر مع عدم مشروعية حضور فئات متناقضة مع فئة أخرى احتجاجاً على حضور هذه الفئات، مما جعل عدم الاهتمام بغياب الرئاسة الفلسطينية شرخاً يطعن بنزاهة الاجتماع.. ماذا يعني وجود ستة قادة.. أو ثلاثة، عضوية خالية تماماً من وجود الدول المرموقة المؤثرة.. يخرج علينا صاحب جريدة لا أقول مشبوهة فقط بل مدانة بأنه تصدرها سفارة معينة في لندن، وطالبناه أكثر من مرة بأن يوضح لنا كيف يسدد أسعار ورق الطباعة ومرتبات الموظفين وأجرة الطباعة وإيجار المقر، وهو الذي لا يوجد في صحيفته إعلان واحد.. يخرج فينشر فضائع عبر أسوأ وسيلة إعلامية عربية.. قناة الجزيرة.. وما هو سيئ كثير.. فيساهم في حمى الانقسام العربي على حساب مستقبل قضيته لو كان فلسطينياً بحق.. ويأتي قيادي لمنظمة فلسطينية راديكالية - اشتراكي فلسطيني - فيطعن في خطة السلام العربية التي رعاها الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائلاً: كيف أذهب إلى السعودية ومعي العلم الإسرائيلي؟.. لا أدري لماذا ذهب إلى الدوحة وإلى جانبه يوجد فيها العلم الإسرائيلي وتتكاثر القوات الأمريكية في قاعدة العديد قريباً منه، وأمريكا الداعم المعلن لعدوانية إسرائيل.. هل كانت خطة السلام العربية بدعة سعودية أو اجتهاداً شخصياً؟.. لا.. فأعرف أنه كان يتم التداول لها منذ قمة تونس العربية قبل ثلاثين عاماً تقريباً.. ثم ألم يقبل ياسر عرفات بمساعي السلام ويشارك فيها؟.. لقد تحمل الملك عبدالله - هو النزيه الحازم الذي رحّبت المحافل الدولية برؤاه الموضوعية واحترمت القيادات السياسية الدولية وجاهة حزمه في معالجة قضايا أمته، وأكرر للمرة الرابعة أنه وبضخامة أهمية تداخل قدرات بلاده بالدول الأهم كاد أن يخرج من هذا التميز عندما رفض مرتين أن يستجيب لتوجه التحريف في مسار السلام من قبل واشنطن وتل أبيب.. من فعل مثل ذلك غيره؟.. تحترمه العواصم الكبرى وتسميه عواصم الثقافات ملك الإنسانية - تحمل مسؤولية تقديم الرؤية العربية للسلام المطلوب نظراً لمكانته الدولية ومكانة بلاده، ولا أتصور أن واحداً من ثلاثة أرباع من حضروا قمة الدوحة قادر على مجادلة قبرص مثلاً لمساندة مشروع سلام فلسطيني.. ثم ما هي الأرض التي تتم عليها محادثات محاولات إيقاف الاجتياح.. أليست مصر؟.. لماذا لم تكن طهران أو دمشق؟.. إذا كان أن هناك رفضاً للسلام مع عدو مشترك فالاتجاه إذاً نحو الحرب.. حسناً.. لن يعترض أحد، لكن ما هي الترتيبات التي اُتخذت بهذا الشأن خصوصاً وأن هناك مساحتين حدوديتين (شبعا والجولان) تصبح معهما غزة الثالثة لتقسيم قدرات الجيش الإسرائيلي إلى ثلاثة مواقع وبالتالي إنهاكه..لماذا افتعال عقد قمة بين قمتين.. ألم تكن الغوغاء الإعلامية هي أبرز النتائج؟..[c1]* عن (صحيفة الرياض السعودية)[/c]