واشنطن/14 أكتوبر/ رويترز : حثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون صربيا وكوسوفو على تسريع وتيرة المحادثات السياسية بينهما مشيرة إلى أن واشنطن تعتزم التدخل لأنها لا تزال مهتمة بالمنطقة.وقالت كلينتون إن المحادثات ينبغي أن تركز على كافة القضايا بدلا من الاقتصار على مشكلة استقلال كوسوفو ورفض صربيا قبول انفصالها.وخلال زيارتها لكوسوفو, دعت كلينتون صربيا إلى وضع الخلافات الإثنية جانبا كي لا تهمش أوروبيا، كما جددت تأييدها الكامل لاستقلال كوسوفو. وفي بلغراد وبريشتينا، دعت كلينتون قادة الصرب وألبان كوسوفو إلى تنحية مسألة السيادة جانبا واللجوء للحوار المباشر، ملوحة بتحسن العلاقات مع الغرب في حال تبنيهما ذلك. وأعلن كل من رئيس وزراء كوسوفو هاشم تقي والرئيس الصربي بوريس تاديتش أن حكومتيهما لديهما الرغبة والاستعداد لإطلاق الحوار. ولم يتم تحديد تاريخ أو جدول أعمال أو مقر للمحادثات المرتقبة التي من المنتظر أن تركز على قضايا مشتركة كالطاقة والنقل والبنية التحتية والتعليم ومكافحة الجريمة المنظمة. وكان تقي قد وافق في وقت سابق على إقامة حوار تحت إشراف الاتحاد الأوروبي لكن كلينتون تصر على وجود الولايات المتحدة في الحوار. من جهة ثانية أشادت الوزيرة الأميركية بجهود صربيا، التي لم تثمر حتى الآن، للقبض على مجرمي الحرب وتقديمهم أمام المحكمة الجنائية الدولية، وبخاصة الجنرال راتكو ملاديتش المتهم بارتكاب إبادة جماعية. وبالرغم من انتقاد هيئة الادعاء بالمحكمة لصربيا لتقاعسها عن اعتقال ملاديتش، رغم أنه «في متناول يدها»، فإن كلينتون قالت إن بلغراد تبذل «جهودا صادقة»، و»يجب الاعتراف بهذا الجهد» مشيرة إلى طلب صربيا في الالتحاق بالاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن تسافر كلينتون لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل حيث قالت إنها ستبدأ العمل مع نظرائها من الاتحاد الأوروبي «لبناء هذا الحوار». وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008 بعد تسع سنوات من إخراج الناتو لقوات بلغراد من الإقليم لإنهاء عملية قمع وحشية للأغلبية الألبانية. وأيدت الولايات المتحدة وأغلبية الدول الأوروبية انفصال كوسوفو، لكن بلغراد خففت من تشددها مؤخرا تحت ضغوط هائلة من الاتحاد الأوروبي فوافقت على إجراء محادثات مع بريشتينا. وحظيت كلينتون بترحيب واسع حيث نزل آلاف من سكان بريشتينا عاصمة الإقليم إلى الشوارع أمام تمثال زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الذي لا يزالون يتذكرون تأييده في عام 1999 لحملة الناتو التي دفعت صربيا للانسحاب من إقليم كوسوفو.