صـباح الخـير
لاول مرة منذ الوحدة المباركة .. قام مكتب الأوقاف والإرشاد في عدن بسن ضوابط للعمل الارشادي والدعوي والمسجدي وعبئت في حوالى اثنتي عشرة صفحة مزودة بالادلة الشرعية من كتاب الله - عز وجل - وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ومختومة بالعقوبات الشرعية والقانونية للمخالفات الجسيمة التي تشوه العمل الدعوي والارشادي وتمس جوهر الرسالة المسجدية المقدسة التي اعلنت في كتاب الله تعالى في قوله من سو رة البقرة "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها .. أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين .. لهم في الدنيا خزي، ولهم في الآخرة عذاب عظيم" .. وكذا في قوله تعالى من سورة التوبة : "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر واقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله .. فعسى أولئك _أن يكونوا من المهتدين".وفي اشارة الى علو مضمون رسالة المسجد قال الله تعالى في سورة النور "في بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه .. يسبح له فيها بالغدوّ والآصال، رجال لاتُلهيهم تجارة ولابيعٌ عن ذكر الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، يخافون يوماً تتقلبُ فيه القلوب والابصار..".وأذكر انني اول من ناديت في مقابلة صحفية عام 29م الى سن قانون خاص بالمساجد اسوة بقانون الوقف الشرعي يعمل على ضبط مسار الدعوة والارشاد ويضرب على ايدي العابثين الذين وجدوا من اعراض مخالفيهم في الرأى والفقه والتفكير منالا سائغا تلوكه السنتهم الحداد بالسب والشتم والاذى والتفسيق والتكفير(!) .. وقلت : ان غياب هذا القانون يمهد السبيل لقوى التطرف والظلام والتكفير .. وينمي (مجاهل) الارهاب ويشبع مناهله(!).ولقد اهتدت حقا كثير من الدول الاسلامية ومنها بعض دول الجوار الى سن مثل هذه الضوابط .. والتي خففت الى حد كبير من تعالي "الرويبضة" على منابر الارشاد! .. واحتراف الجهلة والشتامين مهنة الدعوة والارشاد بغير حق!!.وانتصار هذه الضوابط في مدينة عدن .. وان كان تأخر وقتها بكثير .. انما جاء حقا، والحق يقال بفضل الوعي المتميز والعناية المدروسة للاستاذ الفاضل / فؤاد البريهي مدير عام اوقاف عدن الذي لم يمضي على توليه هذه المهمة الجديدة اكثر من شهرين.. وكذا بفضل التوجيه المثمر والاشراف المباشر والمتواصل للاستاذ / احمد الكحلاني محافظ المحافظة .. هذا الجهد المشترك ساهم في اخراج هذه الضوابط الى الوجود (!) بعد ان "استعصى" على غيرهم من قبل (!) لغرض في نفس يعقوب .. ولكن لله الحمد من قبل ومن بعد!!.ولاشك في ان مدينة عدن هي مدينة محبة وسلام .. تعانقت فيها قديما - وفي ظلال الاسلام - اديان عديدة، ومذاهب شتى .. ولم تعرف الصراع الطائفي او الديني!.. ومنذ تفشي اتجاهات الظلام الفكري والديني والمذهبي .. وتنامي التطرف باشكاله .. وولادة الإرهاب .. وزعيق عشاق الفوضى والغوغاء من منابر شتى يدعون الى نبذ المجتمع بشرائحه المدنية والى الهجر والعنف وتغيير المنكر ولو باستخدام القوة(!) .. وتبديع التصوف .. وتفسيق الاجتهاد والتنوير .. وتكفير دعوة الانتصار لقضايا المرأة والفكر والحرية والتنوير، وكل ذلك باسم الدين(!) .. وباسم الجنة والنار (!) .. لذلك كله جاءت هذه الثمرة .. اعني ثمرة الضوابط الارشادية والمسجدية هدية لايجوز ان يعبث بها العابثون .. فينبغي على معالي الاخ الكريم / احمد الكحلاني ونائبه العزيز الاستاذ القدير / عبدالكريم شائف .. وسائر المجالس المحلية ورؤسائها ومختلف اشكال المجتمع المدني ومؤسساته دعم هذا المشروع بقوة،، ومساندته صيانة للوحدة الوطنية وحماية للدين والشريعة الاسلامية ومبادئها النيرة والمستقيمة .. ودفعا للعابثين وتقزيما لهم وتهوينا لشأنهم اذا اردنا حقا الاعتزاز بكل ما انجزته وحدة اليمن من خير .. على يد قائدها العظيم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح -حفظه الله-.واخيرا ادعو كل رجال القانون .. واهل العلم الذين لم تسترقهم الحزبية والتعصب .. وكل المهتمين قراءة هذه الضوابط .. والمساعدة في تطويرها وتنفيذها واضفاء المزيد مما كان ربما قد فاتها وذلك عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ان الناس اذا رأوا الظالم ثم لم يأخذوا على يديه أوشك ان يعمهم الله بعقاب من عنده" وفي مثل ذلك يقول الله : "وتعاونوا على البر والتقوى .. ولاتعاونوا على الإثم والعدوان". (صدق الله العظيم).وكم اتمنى ان تصبح هذه الضوابط عامة لكل محافظات الجمهورية ولايعيبها انها لم تأت من المركز او من فوق (!) لان هذه العقدة قد تحرم الوطن الخير الكثير .. والمؤمن الحق هو اولى بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : "الحكمة ضالة المؤمن، اينما وجدها فهو أحق بها".. وإنا لمنتظرون.