لا أجافي الحقيقة إذا قلت إن الفساد هو الهم الوطني الأكبر في حياتنا سواء على الصعيد الحكومي أو الشعبي.. زمر الفساد لا تريد أن تترك لنا ولا حتى مساحة للحلم.. تمتص دماءنا دون وازع من دين أو ضمير.ورغم الجهود المبذولة هنا وهناك لاقتلاع هذا الوباء اللعين من حياتنا من خلال عمليات الإصلاح المالي والإداري الجارية على قدم وساق إلا أن هذا السرطان أو الغول أو.. سموه ما شئتم.. لا يبارح مكانه أبداً!!لماذا لا يبارح مكانه؟! لأن الخطط الموضوعية تغيب عنها الدقة ويغلب عليها طابع العشوائية وعدم الاهتمام بالوقت (يعني جماعة يشتغلون بالراحة وعلى ضرب الطاسة).والحقيقة المشرقة أمام أعيننا كالشمس في رابعة النهار إن اللجان المشكلة لمحاربة الفساد هنا وهناك كسلحفاة تسابق ثعلباً ماكر وجباناً.ولا يسعني أنا العبد الفقير كاتب هذا المقال إلا أن أصرخ في وجه هذا التهاون وهذا التقاعس وهذه اللامبالاة والسير السلحفائي لاجتثاث السرطان.. هذا الورم الخبيث الذي بات يهددنا ومستقبل الأجيال القادمة.. في غدنا الأجمل والأعظم بإذن الله تعالى.إن الضمير الإنساني وقبل ذلك ما أمر به الله الحق سبحانه ولإخلاص للوطن ومعاينيه السامية والإيمان الحقيقي بقضية الثورة والوفاء لدم الشهيد الزكي الذي سال على الجبال والوديان وأزقة المدن الباسلة يحتم على الجميع المضي والسعي الحثيث لتنفيذ الخطط والبرامج الإصلاحية مالياً وإدارياً, مدنياً وعسكرياً والخروج سريعاً من بوثقة هذا «التقاعس» في الأداء وهذه الرتابة في تحريك الآلية لمعالجة الفساد على اعتبار أنه مرض وبائي فتاك يهدد حياة الأمة والوطن.يا أخوتي يا أبناء جلدتي, فلنشمر السواعد ولنرص الصفوف ونؤلف بين القلوب.. فلنمضِ بعزائم الرجال الحقيقيين الذين ينتصرون لأوطانهم وكبريائهم على حساب مصالحهم النفعية الآنية لنقتلع هذه النبتة الشيطانية التي هدمت جمالية العطاء الوطني الإنساني الجاري في مؤسساتنا من قبل كوكبة كوادرنا ونوارسنا القيادية المجربة وفي مقدمتهم ابن اليمن البار فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح - حفظه الله.علينا أن ندرك جيداً سلطة ومعارضة ومنظمات مجتمع مدني ومواطنين أن همنا واحد وأملنا واحد وعدونا واحد وجبهتنا واحدة.. هي جبهة نواجه منها الفساد الذي أفرز البطالة والفقر وأزمة الإسكان وطمس معالم التوهج الإنساني الحقيقي مغيباً الإبداع الذي أنفرط عقده بيد فاسدين مغرورين تفوح منهم رائحة عفنة لبغال ميتة رغم العطور الباهظة التي يشترونها من عرق وخبز الشعب.
|
اتجاهات
السرطان
أخبار متعلقة