صـباح الخـير
نحتاج وفي هذه الأيام التي نعيشها أن نكون أكثر حرصاً على حماية الهوية القومية ، لأن ما أخشاه ضياع الهوية في زمن باتت القُطرية هي التي تسود، وبات منطق مصلحتنا فوق مصلحة الجميع، وبات منطق "نحن مالنا" ، و"خليهم يتحملون مسؤوليتهم بأنفسهم" ، ونحن لسنا ملكيين أكثر من الملك ، وكلام كثير ومفاهيم جديدة أصبحنا نسمعها ، بعد أن أصبح القطب الواحد يحكم العالم ويحدد أمن واستقرار الشعوب ، ويقول: "من ليس معي فهو ضدي" ، فسارع ويسارع البعض ليكون معه حتى يسلم من الشر والأذى كما يعتقدون ، وآخر يبتعد عن الموقف العربي شيئاً فشيئاً . وهذا ما دعاني وفي هذه المقالة المتواضعة أن أدعو إلى استمرار الشعور القومي العربي والعودة إلى مقوماته .ألم تكن القضية الفلسطينية مقوماً هاماً من مقومات الشعور والاستمرار في الانتماء القومي العربي ؟، وإلا ما معنى النضال الطويل الذي خاضه العرب للدفاع عن فلسطين وعروبتها؟ ، ألم يكن الشعور العربي هو الذي جمع العرب حول الشأن الفلسطيني؟، وإذا قلنا إن شعب فلسطين وقضيته يتعرضون اليوم لأبشع أنواع العدوان والمؤامرة والتصفية لحقوقه الوطنية ، أليس من الملح وفي هذه الحالة تنمية الشعور القومي والالتفاف حول هذه القضية الوطنية؟ .أليس شأن العراق المحتل اليوم والذي تمزقت هويته يحتم علينا حمايته ؟ ، وما يجري في لبنان أليس كفيلاً بأن نعيد النظر في مواقفنا ، ونلتف حول هويتنا القومية العربية ونحميها من خطر الشرق الأوسط الجديد الذي تدعو إليه رايس ومن لفّ حولها ؟.إننا نعيش مأزقاً قومياً عربياً ، والأحداث في فلسطين والعراق ولبنان عمقت من هذا المأزق في الوقت الذي يتطلب تعزيز الشعور القومي! .مما لاشك فيه أن الأشقاء العرب يدركون حجم التآمر على أمتنا العربية ، ويدركون أن هناك مشروعاً يستهدف إعادة رسم خريطتها ومن جديد ، وفق التصورات والمصالح الأمريكية ، وبما يخدم مصالح اسرائيل في المنطقة ، ومثل هذا المشروع الذي يستهدف السيطرة على خيراتنا وثرواتنا ومنافذنا البحرية ومواقعنا الاستراتيجية ، وتقسيم بعض الدول إلى دويلات ، مثل هذا المشروع سيواجه كل قطر عربي وبشكل منفرد . فأمريكا في سياستها تتفرد بالعرب اليوم وتحيّد هذا النظام أو ذاك في محاولة لاقناعه بأنه مستثنى من الترتيبات القادمة، ومثل هذه السياسة ستضعف الموقف العربي وتجعله سهل المنال لكل الدوائر المعادية .فلا مجال أمامنا إلاّ وحدة الصف العربي والحفاظ على هويتنا الوطنية القومية لكي نحمي أنفسنا .