عيدروس عبدالرحمن وترحل عنا، كغيمة صيف، داكنة حوت في جوفها مطر الربيع، واحزان اقلامنا الخائرة، الحائرة, النازفة سطور عزاء، وكلمات شاخت قبل بيان نعي حزين.وترحل فينا، سكوناً ودعة، كما كنت تدلف محراب أكتوبرك كنسمة صبح تعلن عنها ضحكتك المجلجلة، لنعرف ان شكيباً وصل.. كنا نراك قبل القدوم ونسمعك قبل الحديث وننتظر مرورك علينا لاسماعنا آخر نكات الضحك مرسومة على شفتي وجه عبوس!!آه شكيب ماذا تبقى لنا من رعيل الصحافة، معروف حداد وابو ريام، ويا خوفنا، إن جاء الكتاب قبل الأوان هل كان رحيلك .. ياشكيب صحيفة نكران جميل تدفع به افواهنا.. أم تهمة جحود تطبع عليه نهاية عهد رجال المواقف.. وانتحار (الرجل النبيل) ..لانا تركناك.. واحتفلنا باسقاط روح التكافل والزمالة يوم صدور قرار التقاعد.. عفواً الموت قاعد.. وقال الكثير هم.. وانزاح.تركناك تصارع هموم الحياة وامواجها دون مجداف ولا حتى فنار، لتعرف خط المسار دون انكسار.. آه شكيب، لماذا تأخر رحيلك.. وأنت العليم ان زمانك ولى، منذ عقد ونيف.. وان رسل الصحافة الاماجد وضعوا الامانة على طاولة كافتيريا الوجبات السريعة والهمبورجر.لماذا كان رحيلك.. دليل إدانة.. بل صحوة متأخرة للضمير اللاهث صباحاً مساء بحثاً عن ضرورات الحياة ولقمة ام الجهال.لماذا كان رحيلك .. نأي حزين عزف طويلاً قبل ان يتوقف.. ولم نلتفت ان ذاك الصوت يحوم فوق رؤوس الجميع.. كالقضاء والقدر.عرفناك منذ كنا صغاراً في مدرسة السيلة وأنت تلقي علينا دروس التاريخ وتحشو أذهاننا بحضارات اليمن السعيدة.. عرفنا منك يا أستاذ شكيب حضارة قتبان ومأرب ودولة سبأ.عرفناك من مدرسة السيلة.. ان جميع رحلاتنا المدرسية كان لها اتجاه دار السينما .. نشاهد فيلماً ونستمتع بتلك الشروح البسيطة حسب اعمارنا اليانعة عن ما نشاهد وكنا نحب المشاهد والافلام لان استاذنا الحبيب شكيب يحب.. عفواً حبيب سيما!!من قال ان رحيلك حزين.. وأنت تشذب أذهاننا لأكثر من ربع قرن .. ما لذ وطاب.. وأدب الشباب.. جعلت الثقافة .. ياذا الحبيب بعشرة ريال مشاع للجياع.. قرأنا القصائد على صفحات وجهك وقت الأصيل.. وكنت ثقافة ثلاثين عاماً بل يزيد .. ومن بعدك صارت ثقافة وأدب الصحافة.. فاقدة للصحافة.رحيلك .. ياذا الحبيب.. عطر فرنسي يداعب احداقنا والأنوف.. وبكرة تشوف ان نسينا هذا الجسد.. فإحساسنا لم يزل شغوف بضحكة شكيب المجلجلة.رسمت التواضع .. يا شكيب سيرة ذاتية ووجبة شعبية.. وكوب شاي احمر من أنامل خالة نظيرة.إذا كان حان الرحيل.. فارحل جسداً ياشكيب لانك للصحافة (وتد) وأب وجد.. حتى الولد.إلهي.. يا من خلقت القلم.. هذا العلم.. كان رحيماً بنا فارحم اللهم يا مجيب هذا الحبيب .. شكيب. وكفى.
وترحل عنا كغيمة صيف
أخبار متعلقة