تتخذ قرارا اليوم الثلاثاء بخصوص الانتخابات وهبوط البورصة
يترحمون على بوتو فوق قبرها
إسلام أباد/14 أكتوبر/رويترز: قالت الحكومة الباكستانية أمس الاثنين إن البلاد تكبدت أضرارا هائلة بسبب أعمال الشغب التي اندلعت بعدما اغتيلت زعيمة المعارضة بينظير بوتو وبلغت قيمة الخسائر في قطاع السكك الحديدية وحده نحو 200 مليون دولار. وقتلت رئيسة الوزراء السابقة بوتو في تفجير وإطلاق نيران أثناء مغادرتها تجمعا انتخابيا حاشدا في مدينة روالبندي يوم الخميس. وبدأ العنف مع انتشار أنباء مقتلها خاصة في إقليم السند مسقط رأسها في الجنوب. ووقعت أعمال عنف متقطعة مرة أخرى في السند أمس ولكن لم ترد أنباء عن سقوط المزيد من القتلى بعد أربعة أيام من الاضطرابات التي سقط فيها 47 قتيلا. وقالت الحكومة المؤقتة في بيان بعد اجتماع وزاري في إسلام أباد « الأضرار التي لحقت بالممتلكات العامة والبنية الأساسية هائلة.»، وأضافت «تضررت الصناعات والعائدات والصادرات بشدة.» وتضررت بشدة شبكة السكك الحديدية التي تعاني أصلا من نقص شديد في العربات والقاطرات بعد إحراق 22 قاطرة و140 عربة تماما كما تضرر نظام الاتصالات والإشارات في السكك الحديدية. وقالت الحكومة إن إجمالي الخسائر في شبكة السكك الحديدية بلغ 12.38 مليار روبية (200 مليون دولار).، ولم تقدم الحكومة تقديرات للخسائر التي لحقت بقطاعات عامة أخرى أو لممتلكات خاصة ولكنها قالت إن الاضطرابات أثرت على إمدادات الوقود والأغذية في جميع أنحاء البلاد. وقال رئيس الوزراء المؤقت محمد ميان سومرو «الفقراء هم الأكثر تضررا.»، وأضاف «استغلت عناصر إجرامية هذه المأساة في السلب والنهب... تدخلت الحكومة لمنع هذه الأزمة ولكن للأسف كان قدر كبير من الخسائر قد وقع.» من جهة أخرى سيتخذ مسئولون انتخابيون باكستانيون اليوم الثلاثاء قرارا بشأن ما إذا كانوا سيمضون قدما في إجراء الانتخابات العامة في موعدها في الثامن من يناير وسط توقعات بتأجيل الانتخابات لما يصل إلى شهرين في دولة غرقت في فوضى بعد اغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو. إلا أن حزب الشعب الباكستاني الذي كانت ترأسه بوتو قال أمس إن الحزب لا يريد تأجيل الانتخابات العامة المقررة الأسبوع المقبل لأن أي تأجيل سيساعد منافسي الحزب السياسيين. وقالت فرزانا راجا المتحدثة باسم الحزب بعد أن اجتمعت اللجنة الانتخابية أمس لاتخاذ قرار بخصوص تأجيل الانتخابات «لا نريد أي تأجيل.. هذا هو ما طلبناه.» وتراجعت الأسهم في باكستان نحو 4.7 في المائة في المعاملات الصباحية أمس إذ أن اغتيال بوتو أثار قلق المستثمرين من إمكانية اضرار عدم الاستقرار السياسي باقتصاد البلاد وحجمه 145 مليار دولار. وكانت الأسواق أغلقت لمدة ثلاثة أيام حدادا. وقال أسعد إقبال المدير الإداري بشركة إسماعيل إقبال للسمسرة «كان هذا أمرا محتوما... معظم صغار المستثمرين يحاولون الخروج من جراء الأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي.» وبعد أن كانت قبل أقل من عام منطقة استثمارية واعدة أصبحت باكستان حليفة الولايات المتحدة الوثيقة في حربها ضد الإرهاب محاطة بمخاوف من هجرة رأس المال إذا ازدادت الأوضاع الأمنية سوءا. وقال مسؤول بحزب حاكم سابق إن من المرجح تأجيل الانتخابات في باكستان مدة تصل إلى شهرين لكن حزب بوتو تعهد بالمشاركة في الانتخابات كما قال حزب معارض آخر يقوده رئيس الوزراء السابق نواز شريف إنه قد يشارك على الأرجح أيضا. وقال كانوار ديلشاد سكرتير اللجنة الانتخابية إن اللجنة طلبت تقارير من الحكومات الإقليمية ومفوضي الانتخابات الإقليميين بخصوص الأوضاع مضيفا أن التقارير ستصل للجنة لاحقا.، وتابع أن قرارا حول ما إذا كانت الانتخابات البرلمانية ستؤجل سيتخذ اليوم الثلاثاء. وتهدف الانتخابات إلى تحويل باكستان من الحكم العسكري إلى الحكم المدني. وكانت اللجنة الانتخابية قالت يوم السبت إن مكاتبها في العديد من المناطق في إقليم السند في جنوب البلاد أحرقت كما دمرت مواد خاصة بالتصويت بما في ذلك القوائم الانتخابية.، وأضاف ديلشاد أمس مشيرا إلى عشرة من مكاتب اللجنة في السند «أشعلت النيران في كل السجلات. كل القوائم الانتخابية أحرقت.» وأشارت اللجنة أيضا إلى أن المخاوف الأمنية في منطقتين أخريين بشمال غرب البلاد تثير الشكوك حول إمكانية إجراء انتخابات هناك. ومن منزل بوتو في نوديرو بجنوب باكستان قال زوجها آصف علي زرداري الذي اختير رئيسا مشاركا لحزب الشعب الباكستاني مع نجله بيلاوال «رغم هذا الوضع الخطير فسوف نخوض الانتخابات وفقا لوصيتها وتفكيرها.»، إلا أن المسئول بالحزب الحاكم السابق قال «يبدو من المرجح بدرجة كبيرة أن الانتخابات ستؤجل». وكانت بوتو تأمل في الفوز بالانتخابات لتشغل منصب رئيس الوزراء للمرة الثالثة رغم أن محللين توقعوا تقسيما ثلاثيا للسلطة بينها وحزب شريف والحزب الذي يدعم مشرف. وعادت الحياة إلى المدن الباكستانية الرئيسية أمس لأول مرة منذ اغتيال بوتو بعد أن سادتها الفوضى التي أصابت التجارة في البلاد بالشلل. وبدأت مدينة كراتشي أكبر مدن البلاد تعود لنشاطها المعتاد بعد أن كانت بمثابة مدينة أشباح في مطلع الأسبوع بعد أن أصيب مشاغبون بهياج وأشعلوا النيران في متاجر وبنوك وسيارات. وفتحت بنوك ومتاجر أبوابها وعادت السيارات والدراجات النارية للشوارع وفتحت بعض محطات البنزين أبوابها للعمل بعد إغلاق دام ثلاثة أيام. ولكن الاختناقات المرورية المعتادة لم تظهر في المدينة التي يقطنها 14 مليون نسمة إذ أن المدارس ما زالت مغلقة كما أن العديد من العاملين لم يخرجوا من منازلهم بعد أربعة أيام من اغتيال بوتو.وقال محسن صديقي (25 عاما) الذي يعمل في قسم الخزانة بشركة يونيلفر في كراتشي «الوضع ما زال متوترا للغاية الآن. الجميع يشعر بالخوف.، «الأمر الجيد هو أن حزب بوتو دعا للهدوء وسيشارك في الانتخابات. نأمل أن يساعد ذلك على تهدئة الأوضاع... الحياة بدأت تعود تدريجيا لطبيعتها.» واختار حزب الشعب الباكستاني أمس الأحد نجلها وزوجها لخلافتها في رئاسة الحزب. وقال بيلاوال نجل بوتو إن صراع الحزب الطويل من أجل الديمقراطية سيثأر لوالدته مضيفا «كانت والدتي تقول دائما إن الديمقراطية هي أفضل طريقة للثأر.» وقال زرداري إنه لن يتنافس في الانتخابات ولن يكون مرشحا لرئاسة الوزراء لكنه أشار إلى احتمال ترشيح نائب رئيس الحزب مخدوم أمين فهيم. وكانت واشنطن شجعت بوتو وهي ليبرالية معتدلة بحسب المعايير الباكستانية ومناوئة للتطرف الإسلامي. وعادت من منفاها الاختياري في أكتوبر ونجت من تفجير انتحاري استهدف موكبها بعد ساعات من وصولها وأسفر عن سقوط نحو 140 قتيلا. وقوض اغتيالها آمال الولايات المتحدة بشأن اتفاق لاقتسام السلطة مع مشرف الذي تولى السلطة في انقلاب عسكري عام 1999 لكنه تنحى عن قيادة الجيش الشهر الماضي ليصبح رئيسا مدنيا.