إننا غضبنا للصور الكاريكاتورية التي رسمها الفنانون الدنمركيون للرسول عليه الصلاة والسلام، فمقامه العظيم لا يصح أن يتناوله أحد بهذه الخفة.. أو بشيء آخر غير الاحترام العظيم لمقامه الرفيع عند ألف مليون مسلم. وقيل إنهم يفعلون ذلك مع السيد المسيح فهناك أفلام عن عذاب المسيح، وكيف يتعذب ويئن ويحمل صليبه في طريق الآلام إلى قمة جبل الجلجثة، في عشرات الأفلام، ولا يرون في ذلك اهانة للمسيح، وفي العام الماضي ظهرت دراسة تقول، إن المسيح عليه السلام كان يحب السيدة مريم المجدلية، ودراسات عن أخوة المسيح، والديانة البروتستانتية ترى أن مريم العذراء هي سيدة عادية ولكن ابنها المسيح غير عادي، بينما المسلمون والكاثوليك والأرثوذكس يؤمنون بأن السيدة مريم عذراء ـ هكذا قال ربنا، آمنا بالله. وغضبنا وثرنا وتظاهرنا. ولكن ما الذي يفعله بعضنا بالرسول عليه الصلاة والسلام، ان الذي يفعله هذا البعض ليلاً ونهاراً على الشاشات وفي الصحف أسوأ كثيراً جداً مما فعله فنانو الدنمارك، فهم ينسبون للرسول عليه الصلاة والسلام أحاديث كاذبة وغير منطقية وغير معقولة، ويصرفوننا عن جوهر الدين، ويشغلون الناس عن دينهم بأكاذيب وخرافات، مثلاً: أحد العلماء يقول: ان المرأة لا حق لها في أن تزيل الشعر بين الحاجبين إلا بأمر زوجها، ويشدد على ذلك، هل هذا معقول؟ وأية جريمة في هذا، وماذا لو فعلت هذا الشيء التافه، وهل من المعقول أن يقف الاسلام كله بعظمته وجلاله على شعرة واحدة هنا أو هناك. أحد علماء مصر يقول عن تحريم وجود الكلاب في البيت، ويرى أن الكلاب الحلال هي التي للحراسة أو الدراسة أو للبيع أو الشراء، أما الكلاب التي نحبها ونلعب بها ونرى أنها ألطف وأخلص من بني آدم، فهذا حرام، لماذا؟ وإذا كانت ملايين الكلاب تسعد مئات ملايين الناس، بل أن بعض الناس يتركون ثرواتهم لكلابهم، أي ضرر في ذلك. يقول صاحب الفضيلة إن وجود الكلاب في البيت يطرد الملائكة ـ والحديث عن فلان وعلان. هل من المعقول أن نجيب عن هذا السؤال وأن نشغل الناس وننشغل أيضاً: ماذا يحدث إذا عاش الانسان في الشمس، وهي لا تغيب فكيف نعرف مواقيت الصلاة؟! فيكون الرد عليه: ان هذا مستحيل، ويكون الرد على الرد: نفرض، يا أخي نفرض! وتدور مناقشة حول ذلك، فهل هذا معقول؟ فإذا اختلفنا لجأنا إلى القنبلة! عن صحيفة / (( الشرق الأوسط ))
|
ابواب
وبعضنا أيضاً يشوه صورة الرسول!
أخبار متعلقة