أقلام جعلت قضايا تعاني منها غالبية الدول حتى الغنية أهم من فتنة الحوثي وأعماله الإرهابية
من يعتقد أن خطر الجماعة الحوثية الإرهابية سيظل محصوراً في محافظة صعدة ، فإنه إما جاهل وغير متتبع الأحداث الجارية حولنا في المنطقة وما جاورها ، أو إنه متعاطف على أقل تقدير مع الفكر الضال لهذه الجماعة يوهم نفسه أنه بجهله أو صمته وتعاطفة الرعن سيكون بعيداً عن الخطر إذا لم تحسم الدولة الموضوع (الحوثي) بشكل نهائي وبالأسلوب الذي تعرفه الجماعة الإرهابية.. وهو حسم طالب به ممثلو الشعب في البرلمان وأعضاء مجلس الشورى ومؤسسات المجتمع المدني وبعض الأحزاب والتنظيمات السياسية ، فيما ظل الصمت والمراوغة حتى اليوم يكتنف مواقف بعض أحزاب اللقاء المشترك التي تتجاهل مع الأسف إدراك حقيقة أن خطر ( الحوثي ) الطائفي سيداهم الوطن كله بابنائه ، خاصة بعد أن تكشفت الكثير من الحقائق جراء الأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه الجماعة هذه الأيام في صعدة في إطار محاولتها الثالثة لإشعال نار الفتنة الطائفية في اليمن وفق ماهو مرسوم ومخطط ومدعوم من الخارج .لقد نفد صبر الدولة وقوبلت كل محاولاتها لإعادة هذه الجماعة الضالة إلى الطريق الصحيح والاستفادة من قرار العفو العام الذي أصدره فخامة رئيس الجمهورية وكذلك من الإجراءات التي اتخذت في معالجة أثار الفتنة الأولى والثانية للحوثيين .. وتعويض المتضررين منهم والسماح لهم في إطار الدستور والقوانين النافذة والنهج الديمقراطي بإنشاء حزب سياسي يعبرون من خلاله عن رؤاهم ومطالبهم.. نقول إن كل هذه المحاولات قوبلت بالمزيد من التعنت والاستعلاء على الدولة وهيبتها وكأنهم – أي الحوثيين – فوق الجميع – فوق الوطن .. الوطن الذي يريدون تمزيقة بعد إعادته إلى الخلف إلى العهد الأمامي المستبد والمتخلف وهو أمر من رابع المستحيلات تحقيقه لأن القضاء على الإمامة وعهدها المتخلف جاء بثورة قادها الشعب وتحقيق إعادة وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو 1990م جاء بإرادة الشعب وليس بقرار سياسي .. وأؤكد أن الحوثيين يدركون هذه الحقائق كما يدركها من يغذي فتنتهم ويخطط لهم في الخارج .إن ما يدهشني إزاء هذا الوضع الخطير الذي سوف تحسمه الدولة بإذن الله قريباً .. خصوصاً أنه في هذا اليوم – الاثنين – تنتهي المهلة الأخيرة التي منحها فخامة الأخ رئيس الجمهورية للعناصر الإرهابية في صعدة لإنهاء الفتنة ، مالم فقواتنا المسلحة والأمن لديها القدرة والإمكانية لحسم الموقف بكل قوة .. أقول إن ما يدهشني هو تردد بعض الأقلام الوطنية في تناول هذه الأحداث وخطورة ما يحمله الإرهابيون الحوثيون من أفكار هدامة على الوطن والمواطنين ، فتجد في بعض الصحف الحكومية للأسف أن هذه الأقلام تكتب وبشدة عن ارتفاع الأسعار وأمراض السرطان وإيجارات المساكن ونظافة المدن وصحة البيئة .. وكأن اليمن وحدها التي تعاني من هذه المشاكل دون غيرها من مشاكل تهدد السيادة والنظام برمته وكل القائمين عليه يمن فيهم حتى اصحاب هذه الأقلام . ودعوني أقول لهم رداً على مايكتبون وهم العالمون بالإمكانيات المادية للبلاد ، بأنني أندهشت وأنا أقرأ .. قبل أيام قلائل بعض الصحف السعودية أن ( أحد المسؤولين في إمارة الرياض برر عجز السلطات المحلية عن حل بعض الاختناقات في مجال النظافة والبيئة بشحة المخصصات المالية المعتمدة في الموازنة ) تصوروا شحة في المخصصات في دولة غنية جداً هي المملكة العربية السعودية الشقيقة ؟!! بينما نجد البعض عندنا يجعل من بعض الاختناقات كأنها قضية بينما هي موجودة في كل بلدان العالم .وباعتقادي أن هذا الفعل وفي ظل الظرف الحالي للبلاد يندرج في نفس سياسات بعض أحزاب اللقاء المشترك ، التي أذهلتها ما حققه النظام من انجازات على المستويين الداخلي والخارجي وهي انجازات مصحوبة بحالة الأمن والاستقرار التي نعيشها ، قد أوجدت هذا العداء من بعض بقايا العهد الإمامي والانفصالي المباد والذين وجدوا في الدعم الاستخباراتي الخارجي الذي يغذي الفتن الطائفية الدينية واستغلال الإسلام بربطه بالسياسة ، وجدوا في هذا الدعم ضالتهم على حساب الوطن الذي يعيشون فيه بكل حرية وأمن وسكينة والحال هنا لا يدعونا الا إلى تنبيه مثل هؤلاء المتغيبين عن قضايا الوطن الرئيسة ، بأن الخطر والحرائق لن تصيب النظام وحده بل الوطن بكل أبنائه .. فلذلك عليهم أن يكتبوا بوطنية صادقة لأنهم يحملون أمانة توجيه الرأي العام إلى معرفة الحقائق وتحذيره من المخاطر ، ولعل فتنة الحوثي بعد أن تكشفت نواياها الخبيثة بحق الوطن والنظام الديمقراطي فيه ، هي الأولى في الكتابة بدلاً من القضايا الثانوية التي لايخلو بلد منها حتى البلدان الغنية ذات الإمكانيات الضخمة .. إننا نلفت نظر هؤلاء الزملاء إلى هذه القضية الهامة، لان التاريخ لا يرحم .. والشعب لاينسى من هم معه ومن يكذبون عليه ويحملون ألف وجه فوق أجسادهم . إن ما تقوم به العناصر الحوثية الإرهابية اليوم في صعدة من أعمال تؤكد أنهم بعيدون عن الإسلام الذي يتباكون عليه ، فالإسلام الحقيقي الذي يقربنا إلى الله وعبادته وينبذ العنف وقتل المواطنين وإشعال الفتن في المجتمع وإقلاق السكينة الاجتماعية ، برئ من هؤلاء الإرهابيين الذين يمارسون اليوم كل أنواع الإرهاب السياسي والديني في الوطن الذي لايعرف منذ فجر التاريخ الا الحب والتسامح وحضارة أذهلت العالم .. فالحوثيون وإرهابهم الذي لا يفرق بين طفل ولا إمرأة ولا شيخً يقتلون تحت دعاوى إسلامهم الزائف المستورد من مرجعيات مازالت تعيش في قبورها ولم تخرج منها لترى أن الشمس قد اكتملت في كبد السماء .. لهم ولأسيادهم في قمم هذه المرجعيات نقول: اقرؤوا التاريخ جيداً ، حتى تعرفوا أن اليمن ليس العراق أو الصومال أو أفغانستان يمكن أن تعبثوا به باسم إسلامكم الزائف ودجلكم على أنفسكم قبل غيركم ، اليمن بلد الإسلام الحنيف وحضارته المشرقة .. بلد وهبه الله نعمة الأطفال يولدون وفي دواخلهم وطن ينمون ويكبرون ويضحون من أجله .. للإرهابيين الحوثيين واتباعهم نقول كلمتنا الأخيرة التي جاءت أمس الأول في رسالة فخامة رئيس الجمهورية إلى القيادة المحلية والأمنية في صعدة ( إذا أصر هؤلاء الإرهابيون على عنادهم والاستمرار في غيهم وضلالهم فإن عليكم في السلطة المحلية واللجنة الامنية في المحافظة اتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بإنهاء تلك الفتنة وقطع دابر مشعليها) . والله من وراء القصد.