من السهل تصور أن يفاجيء لاعب كرة قدم ناشيء مثل الارجنتيني ليونيل ميسي أو الاسباني سيسك فابريجاس العالم ويسجل هدف الفوز لفريقه بنهائي كأس العالم.. ولكن لا يمكن تخيل حكم ناشيء يدير أكبر مباراة في جدول مباريات كرة القدم. لن يكون هناك حكم واحد يقل عمره عن 30 عاما بنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006 التي تستضيفها المانيا اعتبارا من التاسع من يونيو حزيران وحتى التاسع من يوليو تموز وأغلب الحكام سيكونون في الاربعينات من العمر. والاسباب ستكون واضحة للغاية عندما تتخيل صورا للاعبين غاضبين يحتجون على الحكام في الوقت الذي يوجه فيه مشجعون الفاظا مسيئة من المدرجات ويعكف فيه النقاد على متابعة المباريات على شاشات التلفزيون بحثا عن أي أخطاء بسيطة. ويقول الحكم الالماني ماركوس ميرك البالغ من العمر 44 عاما "الامر كله يتعلق بالضغط. والقدرة على التعامل مع هذا الضغط تتطلب خبرة."عندما تدير أول مباراة لك لن تظهر بمستوى مرتفع في ظل وجود 20 الف مشجع في المدرجات. ولكن يجب أن تتحلى ايضا بالروح اللازمة."وجمع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) 44 حكما يتمتعون بهذا المزيج من قوة الشخصية والخبرة بعد سلسلة اختبارات أجريت في فرانكفورت في مارس اذار وجرى تقليص عددهم في الاختيار النهائي الى 23 حكما في 31 مارس اذار.وسيكون الحكم الاسترالي مارك شيلد (32 عاما) أصغر حكم في البطولة في حين سيكون الحكم الروسي فالنتين ايفانوف وهو من مواليد الرابع من يوليو تموز عام 1961 أكبر حكم اذ أنه سيبلغ عامه الخامس والاربعين أثناء البطولة.وسيغيب اثنان من أبرز الحكام عن البطولة..يغيب الايطالي بييرلويجي كولينا الفائز بلقب أفضل حكم في العالم خلال العام خمس مرات بعد أن استقال من الاتحاد الايطالي للحكام العام الماضي والذي كان سيكون على أي حال فوق السن المسموح به لادارة مباريات كأس العالم العام الحالي.ويغيب ايضا السويدي أندرس فريسك الذي استقال العام الماضي بعد تلقيه تهديدات بالقتل في أعقاب ادارة مباراة بين برشلونة الاسباني وتشيلسي الانجليزي في البطولة الاوروبية للاندية الابطال.وقال الحكم السلوفاكي لوبوس ميشيل الذي يعد الان مع ميرك أحد أبرز وأكثر الحكام احتراما في كرة القدم في العالم لرويترز أثناء الاختبارات في فرانكفورت "لا أعتقد أنه سيكون هناك ابدا كولينا اخر. ولكن هناك العديد من الحكام أصحاب المستوى المرتفع الذين ربما تم نسيانهم من قبل وبينهم صديقي ماركوس ميرك. انه حكم رائع."ووصف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في الاونة الاخيرة الحكام بأنهم الفريق رقم 33 المشارك بكأس العالم ويمكنهم توقع أن تكون مهمتهم أصعب هذه المرة عن أي وقت مضى في الوقت الذي تعتمد فيه السلطات عليهم بشكل كبير في كبح العنف.ويقول ميشيل "أهم شيء الان هو القضاء على اللعب غير النظيف. يجب أن تكون هناك نزاهة في اللعبة."وسيقيم الحكام كلهم ومساعدو الحكام في نفس الفندق بضواحي فرانكفورت عندما لا تكون هناك مباريات لادارتها. وتحتم عليهم اجتياز اختبار في اللغة الانجليزية للتأكد من قدرتهم على الحديث مع بعضهم البعض خلال هذه الفترات التي لا تكون فيها مباريات.ووضع الفيفا في اعتباره ايضا أن يكون هناك اتصال جيد بين الحكام ومساعديهم باختيار مجموعات من نفس الدولة أو على الاقل من نفس الاتحاد بحيث تجمعهم لغة واحدة.ومهمة الفيفا الان هي التأكد من أن الجميع من حكام ولاعبين ومدربين ومشجعين يعرفون تماما التوجيهات الصادرة حول كيفية تفسير قوانين كأس العالم.وطلب من الحكام التعامل بصرامة أكثر من أي وقت مضى تجاه تضييع الوقت وضرب المنافس بالكوع والتظاهر بالتعرض لعرقلة داخل منطقة الجزاء واللعب غير النظيف.ولكن ما يثير القلق الان هو أن يؤدي التفسير الجديد لهذه القوانين لموجة من البطاقات الحمراء والصفراء بالمباريات الاولى في نهائيات كأس العالم ولكن الفيفا غير مهتم بهذا الامر.وقال اورس لينسي أمين عام الفيفا "لن يتمكن أحد من القول بأنه لم يعلم بهذه التعديلات. وصلت أحدث التوجيهات الى المدربين في اجتماع عقد في الاونة الاخيرة في دوسلدورف وعندما تصل الفرق الى المانيا للمشاركة في كأس العالم سيستقبلون مسؤولين من الفيفا لاطلاعهم على أحدث المعلومات."وتحظى التوجيهات الجديدة بمساندة الحكام الذين يحرصون على ألا يزيد العنف في اللعبة.وقال ميشيل "مهمتنا هي حماية اللاعبين الموجودين في الملعب لامتاع الناس. العرقلة من الخلف عقوبتها الطرد الان ولكن اللاعبين سيجدون وسائل أخرى لايقاف المنافسين."
أخبار متعلقة