رضية إحسان الله لم تعد هذه الحقيقة سراً ، ولاهمساً بل إنها قد خرجت من السر الى العلن من الاستياء الى الغضب ، من مجرد الملاحظة الى التفكير والتحليل والارتياب .والسؤال : هل يعكس هذا الوضع واقع المرأة ؟ أم يعكس واقع التجار الذين يصدرون هذه الصحف ؟ أم أن المسألة أبعد من ذلك فهو مخطط يستهدف عقل المرأة وسلوكها وحياتها ؟هل المرأة العربية دمية لامعة ملونة منفوخة من الخارج وفارغه تافهة سخيفة سطحية من الداخل ؟ وهل هذه الصحف هي التي تعبر عن المرأة الحديثة الجديدة ( المعولمة) التقدمية ، الببغاء التي تردد ما تسمعه دون أن تفكر وتتأمل وتحلل وترجح وتختاره .هذه الصحف كي تنجح وتستمر في الصدور ، لابد أن ترضي المرأة السطحية وتقدم لها ما تريد وأن تنزل الى مستواها .هذه الصحف ومن ورائها ومن حولها ومن يكتبها ما هي إلاّ سلعة تجارية معروضة في السوق ليس لها هدف ولا رسالة ولا مبادئ وليس لاصحابها وازع ديني أو أخلاقي أو وطني يمنعهم من إفساد عقول النساء بحشوة باتفه وأحقر وأخطر الافكار مستغلين حب الاستطلاع الطبيعي في الانسان عامة والمرأة خاصة ، وتقديم الاسرار والفضائح والاخبار الخاصة للمشاهير والفنانين .مستغلين وجود فراغ في حياة المرأة العربية والرغبة لديهن في الاطلاع على آخر وأحدث الازياء والاطباق والزينة والمكياج .أم أن المسألة أبعد من ذلك ؟إنما هي محاولة لصياغة فكر المرأة وثقافتها وإتجاهاتها صياغة جديدة حسب متطلبات ( العولمة) وضروريات المجتمع الرأسمالي الاستهلاكي الغربي الجديد .الحق أن المرأة الجديدة الحديثة مختلفة تماماً عن المرأة الشرقية المسلحة التي تجد في نجاح أولادها في الحياة وسعادة زوجها واستقامته وسمعته وشرفه ومتانة اسرتها وتماسكها وتعاونها وتكافلها .. ( تحقيق لذاتها) وإثبات نجاحها وتفوقها وقدرتها على خلق أسرة شريفة معطاءة للمجتمع والوطن والامة .. هذه المرأة الشرقية العربية المسلمة التي ترى في ذروة العطاء ذروة النجاح والفخر والمجد والتي ترى ذاتها في اولادها وتحقق لهم كل ما تراه عظيم وجميل وسامي في الحياة .. ترى في نجاح كل ولد من أولادها نجاحاً لها وكل بسمة في شفاه كل طفل من اطفالها قمة السعادة لها .. وترى في كرامة زوجها كرامتها في سعادة سعادتها ترى فيه لباس لها وهي لباس له سواء كان فقيراً أو غنياً .هذه هي المرأة العربية الشرقية المسلمة هي أساس ومركز القيم في المجتمع والدولة والامة .. لأنها هي المدرسة وهي المصنع وهي المصدر وهي الحارس وهي الحامي وهي الاساس .
|
ثقافة
صحافة لامعة من الخارج نتنة من الداخل
أخبار متعلقة