اعداد / زكي نعمان الذبحانيما من مبرر يمنع او يؤخر الآباء والامهات عن تحصين اطفالهم بجرعات التحصين الروتيني ومن بينها جرعتي الحصبة .. الاولى في الشهر التاسع من العمر والثانية عند بلوغهم عام ونصف، كذلك اثناء الحملات وعلى رأسها الحملة الوطنية نحو القضاء على مرض الحصبة الجاري تنفيذ المرحلة الثانية منها في كل من (شبوة، البيضاء، عمران، ريمة) مستهدفة تطعيم كافة الاطفال من عمر (9 اشهر - 15 عاما).والسؤال الذي يطرح نفسه .. ما الضير في تلقي فلذات الاكباد المستهدفين بما فيهم المرضى والذي يعانون من سوء تغذية وحتى من سبق تحصينه مسبقا بلقاح الحصبة، وذلك اثناء هذه المرحلة من الحملة في المحافظات المذكورة آنفا وما سيليها من مراحل اخرى ستشمل سائر المحافظات التي لم يجري فيها التنفيذ والتي سيعلن عنها في وقت لاحق من هذا العام؟! طالما وان اللقاح آمن ومضمون وتوفره وزارة الصحة العامة والسكان بالمجان، وان الذين يحصنون به من الاطفال سينالون مناعة دائمة كفيلة بمنع انتشار المرض وقطع خط عودة تفشيه مجددا.وكون استهداف الفئة العمرية من (9 - 15 عاما) جاء تحديدا، فلا يعني مطلقا انها الفئة الوحيدة المعرضة للاصابة مع انها الاكثر عرضة لعدوى الحصبة والاكثر تأثيرا بمضاعفاتها، خصوصا شريحة الصغار من (9 اشهر - 15عاما).واذا مااتينا الى ذكر حجم مشكلة الحصبة خصوصا في بلادنا، فانها ليست بهينة، اذ تعتبر اليمن احدى البلدان التي يحتل فيها داء الحصبة مرتبة متقدمة في قائمة الامراض المهددة صحة وسلامة فلذات الاكباد.فعندما اجريت دراسة فيها عام 1998م لمعرفة مسببات الوفاة من الامراض للاطفال دون الخمسة اعوام وجد ان 29% منها بسبب الاسهالات وبذا يصنف الاسهال الاكثر احداثا للوفاة، اي في المرتبة الاولى، تليه في المرتبة الثانية التهابات الجهاز التنفسي، وفي الثالثة الملاريا، بينما تأتي الحصبة في المرتبة الرابعة .ويتراوح عدد حالات الاصابة بالحصبة التي تسجلها المرافق الصحية بشكل عام بين ثمانية آلاف واثني عشر الف حالة اصابة سنويا، هذا فقط بالنسبة للحالات المسجلة.اما مااوردته التقديرات فتعكس المشكلة بشكل اكبر ومنها ان الاصابة بالمرض بين الاطفال دون سن الخامسة تشكل نسبة 12%.وماتخلفه الحصبة - بموجب تقديرات منظمة الصحة العالمية - من وفيات تصل الى الف وخمسمائة حالة وفاة كل عام.وابرز ما يقود الى هذا الوضع المؤسف مادرج عليه بعض الناس لاسيما في الارياف من تهاون وخذلان لاطفالهم المصابين بعدم الذهاب بهم المرفق الصحي القريب من المسكن عند اللزوم.والنتيجة تعرض بعض المصابين لانتكاسات خطيرة جراء المضاعفات الشديدة للحصبة، حتى ان منهم من يتوفى في المنزل دون علم القائمين على رصد وتسجيل حالات الاصابة والوفاة، سواء في الوحدات او المراكز الصحية او المستشفيات الحكومية، وبالتالي لايدونون في الاحصاءات.وبما ان الكثير ممن يصابون بالحصبة الحقيقية يشفون ولايعاودهم المرض مرة اخرى فليس لنا انتظار اصابة فلذات الاكباد بالحصبة ليكتسبوا بعدها مناعة دائمة، بل لابد من تحصين الجميع، لان داء الحصبة فتاك وقد لايمهلهم ليتعافوا ويشفوا، وهو من الامراض الفيروسية الخطرة وذات مضاعفات حادة، وكثيرا ما تبقي المريض عرضة لالتهابات بكتيرية ثانوية في الجهاز التنفسي، كالتهاب الرئة البكتيري والتهاب الاذن الوسطى والتهاب انسجة المخ وانسجة الحبل الشوكي، وهي عموما تفضي الى آفات وعاهات، كالصمم والعمى والاعاقة الحركية.وبينما الالتهابات التنفسية الخطيرة قد تؤدي الى توقف التنفس ومن ثم وفاة المريض، فان التهاب الجهازالهضمي والاسهال الشديد والجفاف وسوء التغذية تقود في الغالب الى الوفاة ايضا.كذلك يمكن للحصبة التسبب في نفاد مخزون فيتامين (أ) في الجسم، وهذا بدوره يساعد على ظهور بعض المضاعفات السابق ذكرها، بالاخص اذا كان الطفل يعاني اصلا من نقص مسبق لهذا الفيتامين واصيب بالحصبة.وبالنسبة للاطفال الذين يعانون من سوء تغذية - وما اكثرهم في بلادنا - فبالامكان اصابتهم بحصبة شديدة مع التهاب بفيروس (هيرب سيمبلكس) الذي يحدث تقرحات في الفم او الانف، مما يتعين بالضرورة اعطاء المريض بالحصبة فيتامين (أ) لتعويض مافقده الجسم منه كي يساعد على زيادة المناعة ومقاومة المرض وعلى الحد من المضاعفات الخطيرة.كما ان الاصابة بالحصبة اثناء الحمل تؤثر سلبا على وضعه مسببة الاجهاض او الولادة المبكرة.بالتالي الاسلم لفلذات الاكباد تجنيبهم الاصابة بالحصبة ووقايتهم منها، والتطعيم هو السبيل الاضمن والامثل لحمايتهم برفعه درجة التأهب والجاهزية الدفاعية القصوى للجسم الممكنة من صد المرض من الدخول والانتشار في الجسم، والذي نشهد له هذه الايام صدى واسعا لما له من اهمية لايمكن على اية حال التهاون بها او اغفالها. ففي الفترة من (18 - 23 مارس 2006م) يأتي تنفيذ مرحلة ثانية للحملة الوطنية نحو القضاء على مرض الحصبة في اربع محافظات، هي (شبوة - البيضاء - عمران - ريمة)، مستهدفة تحسين جميع الاطفال من عمر (9اشهر - 15عاما) بغض النظر عن التاريخ التطعيمي السابق للطفل، ومتيحة للفئة من (9 اشهر - 5 سنوات) فرصة الحصول على جرعة من فيتامين (أ) الداعم لنموهم ومناعتهم ضدالامراض الخطرة وعلى رأسها الحصبة.ختاما .. لاننكر ان الحصبة مرض قابل للشفاء اذا ماتمكنت دفاعات الجسم من السيطرة على الوضع والقضاء على الفيروسات الشرسة المسبب له، لكنه مميت في بعض الاحوال عندما يعجز الجسم عن دحره وصد عنفوانه وبطشه.ولاعلاج يمكن اللجوء اليه لشفاء المصابين به، ليس في اليمن وحسب، بل وفي العالم باسره.فهل ادرك الآباء والامهات خطورة داء الحصبة على فلذات اكبادهم وسارعوا الى تحصينهم؟.[c1]المركز الوطني للتثقيف والاعلام الصحي والسكانيوزارة الصحة العامة والسكان[/c]
المرحلة الثانية لحملة التحصين ضد الحصبة في كل من (شبوة، البيضاء، عمران، ريمة)
أخبار متعلقة