مرايا تربوية
هذه الجملة في الميزان التجاري خاضعة للمعادل الموضوعي وهو الكسب هي فكرة سائدة وماضية لحال سبيلها - رغم مايشوبها من شوائب الاجحاف على العامل، بفعل بعض الزبائن الثقيلي الدم والذين لايعجبهم العجب سوى تعكير صفو العامل او حالات من النرجسية تبلغ مقولة : (.. فلوسي وأنا القاضي ..!!) هذه الحالة سائدة في ميزان المعاملات في الاماكن السياحية المطاعم والمشارب والفنادق خصوصا، لكن ان تطال هذه الظاهرة الصروح التعليمية، ويصبح الحق لولي امر الطالب او ولية امر طالب في رأسها أو رأسه نظرية (ابني كذا) في ظل غياب اولياء الامور عن مراقبة سلوك ابنائهم وترك حبل الاهمال على غارب الانشغال بهموم الذات او جلسات الكيف والقيل والقال وابناؤهم اما يتسكعون على ماهم فيه من طباع اكتسبوها من قرناء السوء ومن سلكوا سكة الضياع، ومع ذلك يريدون من ابنائهم ان يتعلموا اسوة بابن فلان او فلانة - في ظل غياب التربية والتوجيه السليم..! فيلقون بابنائهم في المدارس او الثانويات على ماهم عليه من طباع وسلوك اللامبالاة والاهمال واستمراء حالة الفوضى والضلال وكأن اولياء الامور قد تخلصوا منهم بادخالهم الى المدارس او الثانويات فاقدي الشخصية ويفتقدون لاولويات المستوى التعليمي والجانب التربوي والاخلاقي لخطأ اقترفه اولياء الامور رجال ونساء - بالاهمال والتغافل عن قاعدة الحديث النبوي الشريف »كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته..« ومع دوام حالة الاهمال والغياب وإثارة الشغب في الصف الى درجة تعكير جو الحصة الدراسية وتشتيت جهود المعلم والمعلمة بين شرح الدرس وتوضيحه وتلخيص افكاره ومعانيه وخطواته وضبط ومراقبة اولئك المشاغبين المهملين ومن يفتقدون ابسط الاسس التعليمية او الهدوء والانضباط لعادة اعتادوها نتيجة لغياب اثر اولياء الامور عليهم واهمالهم من ذويهم المنشغلين بذواتهم - رجال ونساء - وحين يبلغ الاهمال او الشغب اشده ويحذر ويوبخ ويحذر . .الطالب او التلميذ ويؤمر باحضار ولي امره.. يطول امد فترة الحضور فكأنه هروب من المسؤولية باعذار واهية اوهى من خيوط العنكبوت وان حضروا فمتأخرين، وترى عجب العجاب اما ان يكون ولي امر او ولية امر عاجزين عن ضبط سلوك ابنائهم نتيجة لاطالة امد الاهمال والتخلي عن تربية ابنائهم لانشغالهم بذواتهم وخصوصياتهم - او ابن مدلل من امه وسطوتها على شخصية ابيه تبلغ حد .. (ابني ومالك دخل في تربيته) مع انها تفتقد لابسط اساليب التربية الحقيقية نتيجة انشغالها بعملها او مجالس الكيف والقيل والقال والابن يسرح ويمرح ويتسكع على هواه..! او تجد اولياء امور على خلاف واختلاف وابناً ضائعاً بينهما يفتقد معنى الامومة والابوة الحقة.. ومع كل ذلك تجد عجب العجاب في ان البعض من اولياء الامور حين يتعرض ابنه للعقاب بعد ان بلغ اهماله وشغبه حدا لايطاق يأتون - اكانوا رجالا اونساء - يتبخترون الى حد النرجسية الفارغة مصدقين ان ابنهم المدلل المهمل.. الضائع على حق والمعلم او المعلمة على باطل، وتزداد وطأة ذلك الحكم متى كان لولي الام او الولية مكانة او ثقل او مؤهلات .. خاصة..!! قد تضر بمدير او مديرة تلك الادارة، وعندها تصبح اقصر الطرق - الجدار الذي يظنه البعض قصيرا، وماهو بقصير المعلم او المعلمة..!! ومن عجب العجاب ان بلغ الامر في بعض المدارس والثانويات ان يصبح المعلم او المعلمة في كفة والطالب في الكفة الارجح وبدلا من تعزيز مكانة المعلم او المعلمة يستفز ويضغط عليه ليرضخ لحال ابن فلان او فلانة - لان ابنهم هكذا .. او على حق كما قال هو ومش ممكن يكذب مع ان سلوكه وفوضويته او اهماله بلغ حدا لايطاق- ..!! وتعجب عزيزي القارئ ان معلمين ومعلمات - اكفياء - نقلوا او اوقفوا نتيجة محاولة ضبطهم لابن فلان او فلانة ذوي الجاه او السطوة او المكانة او المؤهلات الخاصة. !! وولي الامر على حق، وبعد كل هذا نتعجب من الفرق بين مكانة معلم اليوم ومعلمته ومكانتهما في الماضي في عقول وانظار المجتمع والتلاميذ والطلاب . كل ذلك نتيجة صنائع ادارات غير كفؤة همها بقاؤها او طابور- خامس- ينخر في جسد العملية التربوية والتعليمية برمتها في ظل غفلة وغياب جهات الاختصاص والرعاة عن رعيتهم والمسؤولين عن مسؤوليتهم.!وبعد كل هذا، هل من منصف .. وادراك ان التلميذ او الطالب ليس على حق في كل الحالات، خصوصا بعد ان تفرعن البعض على معلمين ومعلمات واقنع مدلليه - اولياء امره - بان المعلم او المعلمة ظلموه وعند تقصي الحقيقة والتحري .. اتضح انه افترى كذبا على معلمه او معلمته..؟!!والحقيقة انه لايجوز باي حال من الاحوال ان يصبح المعلم او المعلمة في كفة والطالب او التلميذ او الطالبة والتلميذة في كفة ارجح لانهم ابناء فلانة او فلان وعلان.. ولاعجب من ان نقول : احترام المعلم او المعلمة قل في هذا الزمان..! ومكانته ليست كالسابق..! وعلى ذلك ليس امام المعلم او المعلمة الا استعادة مكانتهم وإدراك اهمية رسالتهم واثبات ذاتهم والصبر على المكاره.(أما الزبد فيذهب جُفاءً وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض).