أضواء
أول حاجز يعترض طريق الصحافية العربية بشكل عام والسعودية بالذات هو محاولة بعض الخصوم غير الإنسانيين وغير الأخلاقيين الضغط على وتر سمعتها الشخصية، واضعين في الاعتبار أن المجتمع المحافظ شديد التحسس من كل ما يتعلق بالسيرة الشخصية للمرأة، فالواقع يقول مجتمعنا ـ للأسف الشديد ـ دائما ما يكون جاهزا لسماع أي أكذوبة تتعلق بأي امرأة كانت لتغذية الفضول وتداول الأخبار والحكايات، فما بالك حين تكون - هذه المرأة امرأة - معروفة تعمل في بيئة عمل صاخبة ثرية بالخصومات الساخنة والنزاعات - اليومية، فالإعلام هو بيت كل وجهات النظر المختلفة وأرض كل المصالح المتضاربة، وكثيرا ما تخرج خصومات هذا البيت الكبير عن حدودها الأخلاقية.ومثلما حرر فضاء الإنترنت الصحافية السعودية من الحواجز والحفر والمطبات الصناعية التي تحاول الحد من حركتها إلا أن الإنترنت أصبحت نقمة عليها، حيث أصبحت منطقة مكشوفة للتشويه والبذاءة وقذف عباد الله - دون وجه حق، ولا بد من وجود تشريعات صارمة لمواجهة جرائم الإنترنت خصوصا أن بعضها يتسبب في ألم بالغ للضحية.الجانب الجيد في الموضوع أن القطاع الأكبر من القراء أصبح أكثر قدرة على التمييز بين ما هو شخصي وما هو مهني، هذا لا يعني أن الإشاعات والفضائح والقصص الملفقة لم تعد تثير فضول هؤلاء القراء - ولكنهم أصبحوا أكثر وعيا وأكثر تصالحا مع أنفسهم وأكثر قدرة على التفريق بين عمل الإنسان وحياته الشخصية.أخطر ما في فضاء الإنترنت أنه فعل مبني للمجهول، فالمسؤولية مجهولة والملكية معلومة، الكل يعرف صاحب المنتدى والموقع الإخباري وفي الوقت ذاته لا أحد يعرفه، هو كائن افتراضي من الناحية القانونية ولكنه أيضا شخص معروف لكل الناس ويتعامل معهم بشكل مباشر، وهذه المشكلة تؤرق الكثير من دول العالم. دعم المرأة العاملة في قطاع الصحافة والإعلام هو واجب كل أفراد المجتمع الذي يجب أن يتصدى لمثل هذه الصغائر اللئيمة، ناهيك عن الصحافيين أنفسهم والمؤسسات الإعلامية الكبرى.[c1]* كاتب سعودي[/c]