عندما وجدت الدولة أن دولا طائشة بدأت تنشأ لتفتيت البلاد.. واحدة ترفع شعار : (الموت لأمريكا والموت لإسرائيل)، في زمن لا موت فيه؛ إلا للعرب.. وأخرى ترتدي ثوب غاندي لتقتل البؤساء رافعة التسامح ببندقية (العبدلي).. وصحفـا.. ترى الأزياء كارثة.. إذا حلت مع التفاح والعنب.. تحرض على قتل الإنسان ببذخ.. عندما وجدت الدولة ما وجدت.. كان من واجبها الأخلاقي أن تحمي البلاد وتحمي العباد.. صحيح أن هناك أخطاء.. ولكن هل يمكن حسمها على الطريقة الحوثية أو الحراكية؟!.. لا اعتقد حتى التوقيت كان غير ملائم.. فحين بدأت الدولة الإصغاء إلى الصحافة والشارع بجدية ومسؤولية.. وبدأت الإصلاح من الداخل.. وبالجهاز الإداري تحديدا.وحين بدأت بنار هادئة بمحاربة الفساد الذي يعد - باعتقادي - هو الأب الشرعي لكل الشرور.. بما في ذلك الفقر والبطالة والإرهاب.. حين بدأت التفرغ لواجباتها السلمية أجبرت على حشد الثكنات وحشد الخزانة و(بناء المتاريس بدلا من المدارس)، كما يقول فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي من صفاته الحكيمة أنه لا يبدأ الألف ميل - كما تقول الحكمة الصينية - إلا بخطوة حكيمة.. وليس بشعار يختصر ما أنجزته البشرية بمقيل قات، أو بخطوة مأساوية إلى الخلف.. فإذا كان قد صنع مآثر وطنية عظيمة، فهو قادر على صنع مآثر أخرى..لقد بدأ خطوة بخطوة بنقل المجتمع إلى الطور المدني، من زمن كانت فيه كلمة (ديمقراطية) كافية لقتل الإنسان إلى اتخاذ الديمقراطية واحدة من الثوابت الوطنية والإنسانية، من زمن الصراع على الكلمات إلى زمن التفاهم بالكلمات، كما أن من صفاته أنه لا ينحني إلا لله وحده - جلت عظمته - وإذا ما انحنى للعاصفة فليس إلا لتنحني.. فجنب البلاد مآس جسيمة كانت لابد وأن تحدث بسبب سقوط القطب الآخر، ومواقف سابقة لليمن، قد تكون صائبة وقد لا تكون.المهم أنه بحكمته قد أقنع من لا يقتنع أنه لو حدث زلزال فلن يقاس أبدأ بمقياس ريختر .فبارك العلم وحدة واستقرار وازدهار اليمن؛ إلا القليل منا، ولكن - باعتقادي - ليس المهم من يحكم، وإنما الأهم كيف يحكم.. وليس المهم أيضـا من يعارض ولكن كيف يعارض، وهل يمكن لأحد أن يحكم حتى في مسقط رأسه لو تصوملت البلاد، لا أعتقد أبدا، إنه لا خيار لمن يعتز بالانتماء لهذا البلد إلا بالحوار وعلى أساس : (ما يمس الجميع لابد وأن يقره الجميع)، وهو مبدأ لقانون روماني قديم، قامت عليه كل ديمقراطيات العالم، فهل من حكماء وحكمة في بلاد الحكمة؟!
أخبار متعلقة