د. زينب حزام بعد أن أنهتها بلمسات حانية، وابتعدت عنها في هدوء ورمقتها بنظرة أخيرة متفحصة، نفس النظرة التي اعتادت أن تزين بها كل لوحاتها الرائعة قبل أن توقعها بريشتها الرقيقة.كان العمل مبدعاً حقاً إلا أنها لم تكن راضية تمام الرضا عما أبدعته بريشتها الرقيقة ولم لا والفن ليس مجرد كلمة تكتبها في ريشة فنية ملونة!!ولم لا وهي القائلة في كل معرض فني تقوم به في مكان فني من اليمن: (ان الفن التشكيلي من أرقى الفنون الإنسانية .. ولا يجب ان يهمل ويقدم في قالب رديء).هكذا اتصور هذه الفنانة التشكيلية الهام الوصابي، وهي من مواليد وصاب العالي في ذمار، حاصلة على درجة البكلاريوس تربية فنية بتقدير عام ممتاز الأولى على الدفعة كلية الفنون الجميلة ـ جامعة الحديدة عام 2008م عضو في بيت الفن بالحديدة، شاركت بعدة معارض داخلية وخارجية، حاصلة على عدة شهادات تقديرية، معيدة في قسم التربية الفنية ـ كلية الفنون الجميلة ـ جامعة الحديدة.هذه الفنانة التشكيلية الرائعة تتمتع بالقدرة العالية على إبراز خطوطها الفنية والوقوف على العلاقات التي تبزغ من الواقع من حولها مهما كانت تلك العلاقات دقيقة ومستفيضة! وهي لا تختار لوحاتها من الواقع المعيشي اليمني فقط وانما تسعى دوماً نحو التجديد والتحديث في مواضيعها التي تستوحيها من الطبيعة اليمنية والأحياء الشعبية والعادات والتقاليد اليمنية، وهي تتميز بالبساطة التي تجعل المشاهد للوحاتها يهرع لحل الرموز بين الخطوط الملونة التي يشاهدها في اللوحة الفنية التي تلفت نظره، ولكن سرعان ما يكتشف عجزه التام، فالبساطة من ايحاء الفنانة التشكيلية الهام الوصابي ليست وليدة التجارب الأولى كما قد يستقر في روعك للوهلة الأولى، بل هي وليدة سنوات من العمل الدؤوب والتحدي للصعاب والعراقيل التي تواجه المرأة اليمنية في عملها الفني، إنها سنوات من العمل والمثابرة وتعلم ابجديات التشكيل، وامتلاك نعمة الاتقان، وحب المغامرة، والسفاري والترحال بين المدرجات الخضراء وحقول البن والرمان والاصداف البحرية بين أمواج ميناء الحديدة، ألم اخبركم ان الفنانة التشليكية الهام الوصابي لها ولع شديد بالبحر، ها قد امتد تأثير هذا البحر على هذا المنعطف في تجربتها الفنية، وكانت إحدى نتائج هذا العمل الذي استمدت فلسفته من البحر وسماته (ذكريات بحر وهو عبارة عن شكل حائطي .. مستطيل افقي ويشمل التصميم على جزأين)، وكذلك لوحة (الهيكل العظمي للإنسان وهو يناجي الله في ايقاف ظلم الانسان لأخيه الإنسان، وقد يسيطر اللون الأخضر بتدرجاته على شكل تموجات لونية على خلفية اللوحة).ويعبر هذا العمل عن رؤية الايقاع بين قيمة الحركة التي يمثلها اللون الساخن الذي رسمت به الهيكل العظمي، وبين قيمة السكون في درجات اللون الأخضر الحاني والفاتح، وكيف توافق هذا الايقاع بينما تجددت العلاقات اللونية داخل اللوحة التي تحتوي قيمة التوافق.
أخبار متعلقة