تعهد بدعم الحكومة والجيش
بيروت/14 أكتوبر/ليلى بسام: دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الزعماء اللبنانيين أمس السبت إلى مصالحة وطنية عبر الحوار والالتزام بالاتفاق الذي أنقذ البلاد التي كانت على شفا حرب أهلية. وغادر ساركوزي أمس لبنان بعد أن وصل على رأس وفد رسمي كبير إلى بيروت في زيارة دولة استمرت يوما واحداً. وساركوزي أول رئيس غربي يزور العاصمة اللبنانية منذ انتخاب الرئيس ميشال سليمان الشهر الماضي. وكان زعماء لبنان توصلوا إلى اتفاق برعاية قطر في الدوحة الشهر الماضي لنزع فتيل أسوأ أزمة سياسية داخلية منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 . وانتخب سليمان في إطار الاتفاق لكن الزعماء ما زالوا يتنازعون حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وقال ساركوزي «اتفاق الدوحة حسن الوضع وأدى إلى مصالحة وطنية. الرئيس سليمان أمامه مسؤولية كبيرة لإنجاح هذه المصالحة.» وأضاف في كلمة ألقاها في المطار «يجب أن تنفذ كل الأطراف التزاماتها عن طريق الحوار.» وتابع «هناك مآس كبيرة في لبنان وكان هناك عدد كبير من القتلى لكن لابد أن نتطلع إلى مستقبل يقوم على الحوار لكي يجد كل لبناني نفسه في لبنان.» ومضى يقول «ما يحدث اليوم مهم جدا للبنان والعالم بأكمله ينظر إلى لبنان فليلتزم الجميع بالتزاماته.» وعقد ساركوزي محادثات مع سليمان قبل دعوته إلى مأدبة غداء في القصر الرئاسي حضره زعماء الأحزاب السياسية اللبنانية الرئيسية وبينهم رئيس كتلة حزب الله البرلمانية. وقال سليمان خلال المأدبة «الأزمة المؤلمة التي اجتزناها هي الآن وراءنا. اتفاق الدوحة الذي دعمته فرنسا قام بإعادة الاستقرار السياسي في لبنان الذي أملناه منذ زمن بعيد لذلك هذا سيشجعنا لإعادة إحياء دور المؤسسات الدستورية.» وأضاف «في قلب هذه المؤسسات وعبر الحوار سيتم إيجاد حل جميع الخلافات السياسية.» ويرافق ساركوزي رئيس الوزراء فرانسوا فيون ووزراء كبار وقادة الأحزاب السياسية الرئيسية في فرنسا وقال أن الوفد «الاستثنائي» يعكس الروابط القوية بين البلدين. وتعهد ساركوزي بدعم الحكومة اللبنانية والجيش لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل. وتفقد وزير الدفاع إيرفيه موران الجنود الفرنسيين في قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان في وقت لاحق أمس. ولفرنسا 1600 جندي ضمن قوة الأمم المتحدة المنتشرة على الحدود مع إسرائيل. ونال لبنان استقلاله من فرنسا عام 1943 لكن باريس أبقت على علاقات قوية مع البلاد خاصة مع الجانب المسيحي. وحاول ساركوزي ووزير خارجيته برنار كوشنر التوصل إلى اتفاق ينهى الأزمة اللبنانية في ديسمبر ولكنهما فشلا. وبعد الانفراجة الأخيرة من المتوقع أن تشهد العلاقات بين باريس ودمشق تحسنا. وقال مسئول فرنسي أن ساركوزي سيوفد مبعوثين مقربين له هما جان دافيد لوفيت وكلود جيان لمقابلة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة. ودعا ساركوزي خلال زيارته إلى بيروت إلى الكشف عن هوية قتلة رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري قائلا «لا بد أن يعاقب المجرمون ... إن الكشف عن هوية المجرمين يخدم سيادة لبنان وديمقراطيته.». وقال المسئول الفرنسي «هذا غير قابل للمساومة». وكانت الأمم المتحدة أقرت تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة المشتبه بهم في اغتيال الحريري.