[c1]الحقوق الإنسانية للمرأة في الإسلام[/c]لقد سبق الإسلام كافة التشريعات والقوانين التي تنادي بحقوق المرأة واعترف للمرأة بحقوقها وإنسانيتها ودعا إلى إكرام المرأة ومساواتها بالرجل، ويتجلى ذلك في قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير) الحجرات: الآية 30. وقول الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: «إنما النساء شقائق الرجال»، أي شريكات في تعمير مجتمعاتهن. ويمكن إيجاز الحقوق الرئيسية في الشريعة الإسلامية في ثلاثة محاور رئيسة وهي: حق الحياة، وحق الأهلية، وحق الحرية (ألاجتماعية والسياسية وحرية العمل). [c1]حق الحياة [/c]لا يوجد أي تمييز بين الرجل والمرأة في حق الحياة، ويتضح ذلك في حق القصاص في حق الجاني بغض النظر عن جنسه أو جنس المجني عليه فالقاتل رجل كان او امرأة ينفذ به القصاص دون تفريق وأيضاً دون تمييز إذا كان المقتول امرأة أو رجلاً بصرف النظر عن جنس الجانبي أو المجني عليه. وهناك نقطة تثير الجدل وهي أن دية المرأة نصف دية الرجل ويفسر بعض الفقهاء هذه المسألة نظراً لأن الرجل هو من يعيل الأُسرة وبالتالي فإن الدية عبارة عن تعويض للأُسرة في حالة القتل الخطأ عن عائلها الذي فقدوه. وبالنظر إلى مقتضيات الظروف الاقتصادية في عصرنا الحالي نجد أن هناك أعداداً متزايدة من النساء اللواتي يعتبرن العائل الوحيد لأُسرهن، والشريعة الإسلامية جعلت الدية حداً أدنى وحداً أعلى ووكلت للقاضي أمر تقدير الدية بناء على الأضرار التي لحقت بالأُسرة، ويرى بعض الفقهاء أنه إذا كان المقتول امرأة وهي العائل الوحيد لأُسرتها فيجب على القاضي أن يحدد الدية على قدر الخسارة وليس على جنس المقتول (البوطي 1997م). [c1]حق الأهلية [/c]أكد الدستور القرآني على أن حق التملك ثابت لكل من الرجل والمرأة وحق العمل ثابت لكل منهما وبالتالي فإن الأجر على العمل (سواء ديني أو دنيوي) يتحدد بمدى جودة ونوعية العمل وليس بهوية العامل وشخصه. وقد شرع الإسلام للمرأة حق الخروج للعمل كما شرع لها في أن يوفر لها وليها (الأب أو الزوج) نفقتها بما يضمن لها العيش الكريم. [c1]حق الحرية [/c]لا يوجد في التشريع الإسلامي ما يمنع المرأة من ممارسة أي حق اجتماعي، اقتصادي، أو سياسي، عدا ما يثار من جدل حول حجب الولاية عن المرأة. وبخصوص ولاية المرأة ومشاركتها السياسية فقد أقر الإسلام الولاية واعتبرها حقاً لكل من الرجل والمرأة لقوله تعالى: «المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر». أما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن ولاية المرأة «لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة» والذي يستدل به المتعصبون للتدليل على عدم جواز ولاية المرأة، فقد كان للحديث ظروفه وزمانه حيث حدث به الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه حين سمع أن الفرس ولّوا الملك لإحدى بنات كسرى بعد موته في وقت كانت فيه الإمبراطورية الفارسية تنهار أمام الفتح الإسلامي، وفي وقت كان يتطلب مهارة قائد عسكري محنك.
|
ومجتمع
مناهضة العنف ضد المرأة في الإسلام
أخبار متعلقة