اعذروني
لوحظ في المعرض الأخير الذي أقيم احتفالا باليوم العربي للمعاق أن الإقبال على شراء المنتجات التي تم عرضها لم يكن فاعلا بالشكل المطلوب والمراد له ، بالرغم من أن ما تم عرضه من أدوات زينة أو أعمال حرفية ويدوية كانت فائقة في الدقة والإبداع وكذا وجد تنوع وتعدد في صناعة المواد التقليدية الأساسية لحاجة الناس..وإن وجدت بعض الحركة الشرائية لهذه المنتجات فلم تتعد كونها مساعدة لهم أو تبرعات في الأغلب على اعتبار أنهم بحاجة للدعم والتشجيع .. وهذا يترجم النظرة العامة تجاه فئات ذوي الإعاقة من البشر الذين فقدوا بعض حواسهم أو أطرافهم والتي مازالت قاصرة على أنهم الفئات الأضعف غير الكفؤة في شغل أو عمل شيء !مع انه في السنوات العشرين الماضية أنشئت معاهد وجمعيات ومراكز مخصصة للمعاقين ، تعلم وتدرب وتؤهل هذه الفئات حتى تكون فاعلة ومؤثرة ومتأثرة ومندمجة كليا في المجتمع ، وما قد يخفى على الكثيرفي محافظة عدن أن هناك ورشتين مهنيتين واحدة في المجمع المهني لذوي الاحتياجات الخاصة في المنصورة والتي تقوم بتأهيل فئات من ذوي الإعاقة على أعمال النجارة بمختلف أنواع الأثاث وبحسب الطلب أيضا لا تختلف عن الموجود في السوق بل بالعكس يقدمون فيها التسهيلات للزبائن عبر التقسيط وأسعارهم اقل بالنسبة لما هو في السوق كما توجد لديهم ورش أخرى منها ورشة الجلود وأيضا ورشة الأطراف الصناعية وبلغ بهم الإبداع حد صناعتهم أطرافا صناعية لأنفسهم أيضا .والورشة الأخرى للنجارة والحياكة تحتويها جمعية الصم والبكم في خور مكسر.وهناك الكثير من الأعمال اليدوية والحرفية للمعاقين يقومون بشغلها ضمن برامجهم التدريبية في جمعياتهم ومراكزهم .ومعرض أو معرضان في العام لا يكفي لعملية البيع أو العرض ، كما أن توقيت هذه المعارض قد لا يوافق أيام المواسم والحركة الشرائية.ولا نغفل النظرة القاصرة تجاه ما تنتجه هذه الفئات كما أشرت سابقا ، ومعروف في مبادئ البيع أن طريقة العرض تلعب دورا كبيرا في عملية البيع والشراء ! والسؤال لماذا لا يتم إنشاء معرض أو معارض دائمة خاصة بتسويق منتجات المعاقين بما يوفرلهم وظائف ودخلا يتمكنون به من دعم أنفسهم بأنفسهم وتطوير قدراتهم بما يؤهلهم للدخول إلى الساحة التجارية ، وتحقيق طموحاتهم وآمالهم ؟؟.. فإلى الجهات المسؤولة عن فئات ذوي الإعاقة والمجلس المحلي وكذا الإتحاد العام للمعاقين ورجال الأعمال يرجىتعاونكم في تأسيس معرض لفئات ذوي الإعاقة سيعود على الجميع بالنفع ، ولعل بلادنا اليمن أن تكون السباقة في دخول المعاقين إلى الساحة التجارية ، فهناك الكثيرون من أبنائنا حرموا من بعض قدراتهم فهل تسمعونهم وترونهم؟!