بغداد / 14 أكتوبر / رويترز:أكد رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون خلال زيارة للعراق يوم أمس الأربعاء ان القوات البريطانية ستنسحب من العراق العام المقبل بعد “تأسيس ديمقراطية من أجل المستقبل”.وتأتي زيارة براون الرابعة للعراق منذ توليه رئاسة الوزراء بعد يوم من انتهاء الحكومة العراقية من صياغة قانون يمهد لانسحاب القوات البريطانية في منتصف عام 2009 بعد أكثر من ستة أعوام من غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة.ولم يعلن عن زيارة براون مسبقاً لأسباب أمنية وجاءت عقب زيارة قام بها الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الأحد الماضي واضطر خلالها إلى تفادي حذاءين قذفه بهما صحفي عراقي تعبيرا عن غضبه من أعمال العنف الطائفي التي اندلعت في البلاد في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق.وبعد وقت قصير من اجتماع براون ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انفجرت قنبلتان في بغداد وقتل 18 شخصا وأصيب 53 آخرون في تذكرة بالعنف الذي لم يبدأ في التراجع سوى في الآونة الأخيرة.وقال براون والمالكي في بيان مشترك “الدور الذي لعبته القوات القتالية البريطانية أوشك على الانتهاء. هذه القوات ستكون قد أنجزت مهامها في النصف الأول من عام 2009 ثم ستغادر العراق.“ولكن الشراكة بين البلدين ستستمر في اتخاذ أبعاد جديدة.”وكانت بريطانيا المستعمر السابق للعراق الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في حرب العراق. وتقلص عدد قواتها إلى 4100 جندي فحسب يتمركزون الآن قرب مدينة البصرة الجنوبية التي توجه إليها براون بعد زيارة قصيرة لبغداد.وتقول بريطانيا إن مهمتها في جنوب العراق انتهت وان البصرة الآن آمنة في أيدي قوات الأمن العراقية.وقال براون إن الجنود البريطانيين الذين عملوا في العراق منذ 2003 والذين قدر عددهم بنحو 100 ألف جندي “قاموا ببعض من أصعب المهام... وأسسوا ديمقراطية من أجل المستقبل ودافعوا عنها ضد الإرهاب”. ولا يرجح فيما يبدو أن يشعر أحد في البصرة التي تسيطر على معظم صادرات العراق النفطية بافتقاد وجود القوات البريطانية.وقال منتظر جبار (55 عاما) وهو ضابط متقاعد بالجيش يدير متجرا “لا اعتقد ان القوات البريطانية جلبت اي منفعة للبصرة.”وأضاف “لا حاجة لهم لكي يؤجل انسحابهم. من الأفضل لهم ولنا أن ينسحبوا الآن.”وقد يساعد الانسحاب بريطانيا علي التركيز على أفغانستان حيث صعدت حركة طالبان وجماعات أخرى هجماتها.وكانت بريطانيا قالت انها ستنقل طائرات هليكوبتر من العراق الى أفغانستان وهو ما يمنح قواتها هناك وقوامها 8300 جندي مزيدا من القدرة على التحرك السريع ولكن ليست هناك خطط لزيادة عدد القوات.وتقول مصادر دفاعية بريطانية انه أصبح من المحال تقريبا الاستمرار في القيام بعمليات عسكرية على جبهتين.ومسودة القانون التي تمهد الطريق لانسحاب القوات البريطانية تغطي أيضا قوات استراليا واستونيا ورومانيا والسلفادور وقوات حلف شمال الأطلسي المتبقية ويجب أن يقرها البرلمان العراقي.وتحدد المسودة نهاية مايو ايار موعدا لانتهاء العمليات القتالية ومنتصف يوليو تموز موعدا للانسحاب.ومسودة القانون شبيهة بالاتفاقية الامنية التي وقعها العراق مع الولايات المتحدة وأقرها البرلمان العراقي بعد جدال محتدم. وتسمح الاتفاقية الامنية للقوات الامريكية وقوامها نحو 140 ألف جندي بالبقاء في البلاد حتى نهاية عام 2011. وكان لبريطانيا في مرحلة ما 45 ألف جندي في العراق الا أن دعم الحكومة للحرب التي قادتها الولايات المتحدة لاقى معارضة كبيرة في الداخل.وانسحبت قوات معظم الدول التي وصفها بوش “بتحالف الراغبين” من العراق مع تراجع أعمال العنف في البلاد.
أخبار متعلقة