[c1]* د· إكرام عبدالسلام: يجب الاهتمام باختيارات ما قبل الزواج خاصة الأقارب * د· أحمد التاجي : أهمية التوازن الغذائي الدقيق لصحة الأم والجنين [/c]القاهرة/14اكتوبر / نصر الدين سلطان: تتعرض الحامل خاصة التي تحمل لأول مرة لتغيرات عامة سواء نفسياً أو جسدياً أو صحياً منها مخاطر إصابتها بالفيروسات أو الطفيليات وغيرها مما قد يصيبها وجنينها بأمراض مختلفة، هي في غني عنها، إذا اتبعت وسائل تستطيع من خلالها تجنب تلك المخاطر، خصوصاً وأن فترة الحمل تعتبر فترة حرجة تتعرض فيها بعض السيدات للإصابة ببعض الأمراض المصاحبة، وهذه الأمراض تمثل خطورة كبيرة علي حياة الجنين والأم، ومن هنا كيف تصل الحامل إلي بر الأمان حتي الولادة؟ وماهي النصائح والإرشادات التي يجب علي الأم اتباعها من أجل إنجاب طفل بصحة جيدة والمبادرة بعلاج أية مضاعفات قد تحدث أثناء فترة الحمل أولاً بأول، حتي لا تصاب أجنتهن بأمراض وهم في أرحامهن، أو تموت هذه الأجنة قبل اكتمال نموها؟!في البداية نتحدث عن أسباب موت الجنين والمخاطر والمحاذير، التي يجب مراعاتها عند الحمل وحتي تمام الولادة حيث تقول د· إكرام عبد السلام أستاذ طب الأطفال ورئيس وحدة الوراثة بكلية طب القاهرة: هناك أسباب كثيرة تؤدي إلي موت الجنين، وقد يحدث ذلك في الشهور الأولي من الحمل، أو مع تقدم الحمل، أو في الشهور الأخيرة منه ، ولكل فترة أسبابها ففي الشهور الأولي من الحمل نجد أن معظم الأسباب ترجع إلي تشوهات خلقية، وأمراض وراثية في الجنين، فيحدث التخلص تلقائياً من هذه الأجنبة غير الطبيعية عن طريق الإجهاض ، إذ أن معظم حالات اختلال الكروموزومات أو الطفرات التي تصيب الچينات، لا يكتمل الحمل فيها، وخصوصاً إذا كانت الحالة شديدة·أما في الحالات البسيطة فيستمر الحمل إذا كانت الظروف المحيطة به طبيعية، ولكن مع زيادة وزن وحجم الجنين،نجد أن الاحتياج يزداد لمكونات الجسم من المواد الغذائية اللازمة للجنين، فإذا كان هناك اختلاف في التمثيل الغذائي وهو عادة مرض موروث أو اختلاف في فصائل الدم خصوصاً فصيلة الآر إتش “R.H” أو فصائل الدم الأخري، نجد أن جسيم الأم يبدأ في تكوين أجسام مضادة للجنين تمر من خلال المشيمة، وتؤثر علي الجنين تأثيراً ضاراً بدءاً من حدوث الصفراء إلي التورم الشديد الذي يؤدي في النهاية إلي الإجهاض·وقد يكون الجنين في حالة سليمة، ولكن تحدث عقبات أخري مثل التفاف الحبل السري أو نقص الدورة الدموية من المشيمة إلي الطفل أو تقلص وضمور المشيمة، فيفقد الجنين الغذاء الكافي، ويؤدي ذلك إلي الوفاة أو الإجهاض، أو يستمر الحمل ويخرج الجنين معاقاً جسمانياً أو عقلياً أو بهما معاً·وتضيف د· إكرام: وللوراثة دخل كبير، فمعظم الأسباب التي تؤدي إلي الإجهاض المبكر هي أسباب وراثية في الجنين، ويظهر هذا واضحاً في حالة زواج الأقارب، لأن الزوجين يشتركان في كثير من الصفات، سواء الطبيعية أو المرضية، ولذلك ننصح كل المقبلين علي الزواج الاهتمام بالاستشارات الوراثية لمعرفة احتمال حدوث أي أمراض وراثية في أولادهم، ويزداد الاحتياج إلي هذه الاستشارات في حالة زواج الأقارب، أو في حالة ما إذا كان هناك تاريخ عائلي لأي مرض وراثي، أو عيب خلقي·[c1]توازن غذائي :[/c]وعن الإرشادات التي تهم المرأة الحامل حتي تجتاز فترة الحمل بسلام يحدثنا د· أحمد التاجي أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب الأزهر فيقول: يتطلب الحمل توازناً غذائياً دقيقاً حتي لا تتأثر صحة الأم والجنين، ويجب أن نحذر الحامل من محاولة تطبيق نظام الرجيم، لأنه ضار بصحتها وصحة جنينها ، ويجب أن يحتوي غذاء الحامل علي جميع العناصر الغذائية وخصوصاً البروتينات مثل اللحوم والدواجن والسمك والبيض واللبن ·· كما يجب تناول كمية مناسبة من الفواكه والخضراوات مع تبادل الأغذية الغنية بالحديد مثل العسل الأسود والكبدة والخضروات ذات الأوراق الخضراء·وأيضاً تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم مثل اللبن ومنتجاته والأسماك،كما يجب الإقلال من النشويات والدهنيات، والامتناع عن الحوادق والمخللات، وعدم تناول اللحوم غير المطهية واللحوم المجففة مثل اللانشون والبسطرمة لاحتمال احتوائها علي التوكسوبلازما التي تؤدي إلي الإجهاض المتكرر، والتشوهات الخلقية للجنين·· كما يجب علي الحامل الإقلال من الشاي والقهوة، والامتناع عن المشروبات التي تحتوي علي مادة الكولا والمواد الحافظة·أما من ناحية فترات العمل والنوم، فيجب علي الحامل أن تتجنب الأعمال التي تحتاج إلي مجهود جسماني كبير، ولابد أن تأخذ قسطاً وافياً من الراحة، وتراعي النوم لمدة 8 ساعات ليلاً وساعتين أثناء النهار، وعدم حمل الأشياء الثقيلة وخصوصا في بداية فترة الحمل، ويفضل المشي كثيراً في الشهر التاسع ، ويجب أن تكون الملابس مريحة وواسعة، بحيث لا تضغط علي البطن، مع الابتعاد تماماً عن استخدام الأحذية ذات الكعب العالي، كما يجب عدم استخدام الكورسيهات ·· كما ينبغي الإقلاع عن اللقاء الجنسي في الشهر التاسع تفادياً لعدم حدوث أخطار، ويمنع علي الحامل الدش المهبلي، إذ يجب أن يكون التشطيف خارجياً فقط وأغلب الحوامل يعانين من الإمساك نتيجة لارتخاء العضلات للأمعاء بفعل هرمونات الحمل، ونتيجة لضغط الرحم علي المستقيم، وللتغلب علي ذلك ننصح بشرب السوائل وخصوصاً الماء واللبن، والإكثار من أكل الخضراوات كما أشرنا من قبل· للتدخين آثار سيئة علي الجنين، حيث يؤدي إلي نقص وزنه، وحدوث التهابات بالجهاز التنفسي للأم مما يضطرها إلي تناول العقاقير التي تؤثر علي الجنين فيما بعد·يجب علي السيدة الحامل العناية بأسنانها ونظافتهم وفي حالة حاجتها إلي الحشو والخلع، فلا مانع من الحشو أما الخلع فيفضل تأجيله إلي ما بعد الشهر الثالث··كذلك عليها تدليك حلمة الثدي باستخدام الجلسرين أو كريم بانثينول في نهاية فترة الحمل كي تساعد في تسهيل عملية الرضاعة بعد الولادة وتقلل من تشققاتها·ومن الجدير بالذكر أن الفيتامينات مهمة جداً للحوامل مثل فيتامين “د” وأهم مصادره زيت كبد الحوت، واللبن والزبد والبيض ، وفيتامين ‘أ’ وأهم مصادره زيت كبد الحوت وبعض الخضروات وأهمها الجزر ، وفيتامين “ج” وأهم مصادره الليمون والبرتقال وفيتامين “ب” المركب وأهم مصادره اللحوم والحبوب·· أما الحديد فأهم مصادره الكبدة واللحوم والبيض والفواكه والخضروات كالسبانخ والباذنجان ، ونقص اليود يؤدي إلي التضخم في الغدة الدرقية للأم أو الجنين، وأهم مصادره الأسماك البحرية، لذا يجب علي الحامل أن تأكل وجبة سمك كل أسبوع علي الأقل·وأود أن أشير إلي أن هناك اعتقاداً خاطئاً بأن الحامل تحتاج إلي ضعف الكمية، التي تتناولها غير الحامل علي أساس أنها تأكل لفردين هي وجنينها، وهذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة ، ففي الأشهر الأولي تحتاج الحامل لنفس كمية الغذاء، التي تأخذها غير الحامل، ومع تقدم الحمل تزداد الكمية الغذائية التي تصل إلي حوالي ما يعادل 2400 سعر حراري في الثلاثة أشهر الأخيرة ، ويجب ألا يزيد وزن الحامل شهرياً عن 2كجم تقريباً، لأن الزيادة أكثر من ذلك انذار بخطر تمر به الحامل كتسمم الحمل·[c1]صيام الحامل :[/c]وعن صيام الحامل يحدثنا د· أسامة الشنوفي أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب القاهرة فيقول: الجنين يعتمد أساساً علي الجلوكوز الموجود في دم الأم كمصدر للطاقة، وقد وجد أن مستوي الجلوكوز في دم الحامل الطبيعية أقل من المستويات الطبيعية قبل الحمل، وهذا يرجع إلي استهلاكه بواسطة الجنين ، وإذا كان تمثيل الجلوكوز من الأم أثناء الحمل أصبح عسيراً، فهي قادرة علي توليد الطاقة من مصادر أخري عن طريق حرق الدهون التي تتركز في جسدها طبيعياً أثناء الحمل ، إلا أن إنتاج الطاقة عن هذا السبيل، يترتب عليه ظهور ما يسمي بالكيتونات، وهي ضارة في حالة تراكمها في الدم·ومن المعروف أنه في حالة الصيام، تحصل الحامل علي السكر لفترات طويلة خصوصاً إذا كان الصيام أثناء الصيف، حيث تطول ساعات الصيام إلي 15 ساعة يومياً، مما يزيد من خطورة عدم تزايد السكر لإنتاج الطاقة، والاتجاه نحو حرق الدهون وظهور الكيتونات وتراكمها بالدم، مما يسبب ضرراً للأم، وضرراً أكثر للجنين داخل الرحم ، ولهذا لا ينصح للحامل الصيام خصوصاً في الأشهر الأخيرة من الحمل، حيث تزداد احتياجات الجنين، أما إذا كان هناك إصرار علي الصيام، فيجب عليها تأخير وجبة السحور، وتناول أكبر كمية من الغذاء السكري سهل الهضم، وتجنب بذل المجهود أثناء فترة الصيام خصوصاً في فترة ما قبل الإفطار، كذلك إخطارها علي سكريات سهلة الامتصاص أثناء وجبة الإفطار ، وعليها أن تتناول وجبة الإفطار مجزأة وعلي فترات وأن تبتعد قدر الإمكان عن المحمرات والمقليات، حيث الدهون صعبة الهضم والامتصاص، ويجب عليها تناول الألبان أو الزبادي وممارسة رياضة المشي في فترة الصباح أو بعد وجبة الإفطار·هذا عن الحمل السليم أما بالنسبة للحمل المصاحب لمشكلات مرضية كالقيء خلال الثلاثة أشهر الأولي، نجد أن القئ يتسبب في أن يفقد الجسم جزءاً كبيراً من السوائل وعنصر الصوديوم فضلاً عن فقدان الشهية في هذه الحالة تكون الحامل عرضة للجفاف وإنقاص مستوي السكر، لذلك يلزم الإفطار مع الإكثار من السوائل والأطعمة الملحية·· أيضاً يجب عليها الإفطار في حالة ارتفاع ضغط الدم وظهور الزلال البولي والمسمي بتسمم الحمل، حيث يحدث نتيجة احتجاز السوائل والأملاح مع وجود زلال في البول ·· كذلك في حالة الإجهاض المنذر، وهو نزول الدم مع الحمل، ورغم أن هذا الدم ليس حيضاً، ولكنه يعتبر نوعاً من الإحاطة، إلا أن السيدة في استطاعتها الصوم والصلاة، إذا كان ذلك لا يتعارض مع نظام العلاج أما إذا كان العلاج كل 6 ساعات أو 8 ساعات فلابد من الإفطار ، وفي فترة النفاس، فإن النفساء ليس لها صيام ولا صلاة، وقد اختلفت الفتوي الشرعية هل هي طوال فترة النفاس 40 يوماً أو بعد انقطاع الدم، والأرجح هي بعد انقطاع الدم أو أن تكمل فترة النفاس كاملة، كذلك أثناء الرضاعة توجد رخصة للإفطار·