النشاط اللاصفي.. الضرورة .. الحاجة.. الفائدة
"علموا أولادكم: الرماية والسباحة وركوب الخيل" كثير منا لا يجهل هذه المقولة ذات المدلول الفاعل والمؤثر في بناء الشخصية الشابة الناضجة المتكاملة ومع ذلك نلاحظ قصوراً واضحاً لفهم أبنائنا التلاميذ والطلاب وحصرهم في مساحة المدرسة والصف.. هذه الكلمات السابقة ذكرها شيخ حسن عند مروره بجانب إحدى مدارس البنين وسماعه ضجة وضوضاء وصخباً وتكسيراً.. متسائلاً هل مدرسة أو مصحة ؟!رديت عليه.. بل مدرسة..!!فقال: أكيد.. إن ما معهم غير الطابور.. والصف.. والحشو.. يابني هذه طاقات شابة بحاجة إلى توجيه وتنفيس ورعاية وعناية.. ونشاط إلى جانب الدراسة اظهار هذه الطاقات.. واكتشاف المواهب.. وبقدر رعايتها والعناية والتشجيع لها.. من المدارس والثانويات نعرف القدرات والاستعدادات ومنها تبرز المهارات والقيادات ويتحدد مستقبل الطالب أو الطالبة.لاشك أن هناك إرهاصات من نشاط لاصفي في بعض المدارس والثانويات وبعضها تغيب هذا الجانب.. وكل له حججه وهمومه وشكواه.. ومن ذلك ارتأينا أن نلتقي ونحاور مسؤول النشاط اللاصفي في مكتب التربية والتعليم مديرية المعلا:بطاقة تعريفية:الاسم: فيزان جعفر إبراهيمالمنصب: رئيس قسم الأنشطة المدرسية م/ المعلا.مدة الخدمة التربوية التعليمية: 32 سنة خدمة من عام 1974م حتى الآن. ما هي المهام الموكلة إليكم؟ المهام الموكلة إلينا هي متابعة سير الأنشطة المدرسية من جميع جوانبها في مديرية المعلا كافة وانتقاء الأفضل من المدارس ليمثلوا المديرية في المنافسات بين المديريات للمحافظة.ما أهمية النشاطات اللاصفية وهل هي ضرورة أم استثناء؟النشاطات اللاصفية ضرورية جداً لطلبة المدارس، كل طالب لديه طاقات وإبداعات ويختلف هذا عنآخر وهنا يأتي دور وكيل الأنشطة في المدرسة باستغلال طاقات الطلاب الإبداعية وإبرازها للتنافس الشريف بين المدارس ونحن بدورنا ننتقي الأفضل للتنافس بين المديريات.هل سُلب النشاط اللاصفي من الطالب.. حالياً؟في الحقيقة مازال هناك تقصير في مفهوم النشاطات في بعض المدارس.على ماذا تعتمدون في تنفيذ النشاطات اللاصفية؟في تنفيذ النشاط اللاصفي نعتمد على بعض من المدرسين الجيدين الذين يستقطبون المبدعين من الطلاب وتشجيعهم على ذلك.هل هناك متخصصون حقيقيون في النشاط اللاصفي في المدارس والثانويات؟ وكيف يتم اختيارهم؟المدرسون الذين لهم خبرة وهم قلة وأسباب التفاوت بين المدارس هي عدم وجود مدرسين لهم خبرة مثلاً في الجانب الرياضي نجد ان مادة الرياضة تعطي كتكملة نصاب مدرس أو مدرسة لا تعرف شيئاً عن الرياضة ( وفاقد الشيء لا يعطيه) أو تعطي لكبار السن منهم الذين لا يستطيعون ان يخلقوا أي إبداع أو نشاط وهذا يعرقل سير النشاط في المدارس وكذلك في بقية المواد كالرسم والاشغال والموسيقى معدومة في المدارس.ما الذي تراه مناسباً لمعالجة هذا التقصير؟كما قلت سابقاً يجب ان يكون هناك مدرسون ومدرسات متخصصون في مجال النشاط اللاصفي وأن يكونوا من الدماء الشابة الجيدة وان تعمل لهم دورات تدريبية وتوزيعهم على المدارس.وهل هناك وسائل دعم لتنفيذ النشاط اللاصفي ثقافياً، فنياً، رياضياً، وكيغ؟كل مدرسة لها نسبة من مساهمة في المجتمع وهذا لا يكفي لسير النشاط لهذا فهي تستعين بمجلس الآباء وأيضاً بعض الإعانات بصفة خاصة تطلب منها الدعم اللازم لسير النشاط اللاصفي. ما هي الصعوبات التي تواجهونها في هذا الجانب؟اما الصعوبات فهي الموارد المالية لا تكفي لسر النشاط فوكيل النشاط يكون كافراشة التيتحوم حول النار يحترق ويتعب وخصوصاً إذا لم يكن معه مدرسون مختصون يساعدونه في تنفيذ مهامه على الوجه الأكمل. نسمع عن: الأشبال، الكشافة، الزهرات، المرشدات. ما أهميتهم وهل هم جماعات فاعلة مؤثرة الآن؟في مدارس الأولاد هناك الأشبال والفتيان والكشافة وهم جزء مهم ومساعد للنشاط أما في مدارس البنات فتكون الزهرات والمرشدات وهي جماعة مهمة جداً لسير النشاط في المدرسة في جميع جوانبه الثقافية والإبداعية وهذه الجماعات تساعد وكيل الأنشطة كثيراً في ضبط سير النشاط في المدرسة.هل من خطط ودورات تأهيلية وبرامج منتظمة لتفعيل هذه الجماعات؟للأسف هنا يكمن الخطأ فعدم الاهتمام بهذه الجماعات أدى إلى تدني مستوى النشاط في المدرسة حتى أصبحت هذه الجماعات تتناقص تدريجياً وتكاد تكون معدومة وأصبح عملها موسمياً ايام العطل الصيفية. بماذا تختتم هذا الحوار؟أقول ضرورة الاهتمام بالدماء الشابة والعمل على اعطائهم الدورات التثقيفية والتأهيلية لتسيير عملية النشاط وخصوصاً الجانب النسوي الذي يكاد يكون معدوماً. واوجه رسالة للمسؤولين في المحافظة والإدارة العامة للتربية لتوظيف مدرسين ومدرسات لمواد الإبداع مثل الرياضة والفنون وعمل دورات تدريبية في المجال النسوي والكشافة والمرشدات.