صباح الخير
أن تتحول قضية مطلبية واضحة , وعادلة مثل قضية المتقاعدين المدنيين والعسكريين إلى فتنة سياسية فهذا أمر جد مؤسف ومحزن في آن معاً , إلا أن الأشد إيلاماً أن يحول البعض هذه القضية إلى : محاولة للاخلال بالأمن والاستقرار ومنطلق للدعوة الانفصاليةومعترك للصراع المناطقي القبلي الهدام الذي من شأن نجاحه أن يحرق الأخضر واليابس وأن يأتي على كل جميل في هذا البلد الجميل .الأمر بالفعل خطير وباعث على التساؤل .. خطير لما ذكرنا من مترتباته .. وباعث على التساؤل , لأن العقل لا يمكن أبداً أن يقتنع أو يقبل بمنطق ما جرى !!كيف يمكن – أيها العقلاء – أن تتخذ قضية عادلة وسائل هدامة لتحقيق العدل والوصول إلى حق مشروع في بلد , وفي نظام وفر للجميع أرقى الوسائل من عمل سلمي , وحق في التعبير بل وحمى حق الإنسان في اللجوء إلى القضاء ومنحه كل إمكانات وضمانات التقاضي بكل شفافية وعدالة ؟؟وفي هذه القضية تحديداً والتي حاول البعض تحويلها إلى حصان طروادة لتحقيق أهداف انفصالية .. لو تفحصنا منذ البدء فليس هناك على الأقل قضية تستاهل مجرد الشحن والتعبئة الخاطئة .نعم , كان هناك قضية أفرزتها ظروف عاشتها البلاد وكانت لها مترتبات بعشرات المليارات من الريالات والدولارات ومئات القتلى وآلاف الجرحى من أبناء هذا الوطن .. لكن .. لماذا أصر دعاة الفتنة على الاستمرار في بث سمومهم بين الناس مع أن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كان قد شمل هذه القضية بجل عنايته ورعايته .. لماذا أصر دعاة الانفصالية على الاستمرار في استغلال ظروف الناس ودفعهم لمواقف لا يرغبون أصلاً في اتخاذها مع أن رئيس هذا البلد قد اتخذ كل ما يلزم من القرارات والتوجيهات من أجل الاسراع في احقاق الحقوق ورد المظالم إن وجدت , وإعطاء كل ذي حق حقه ؟.والأهم في هذه الأسئلة : ما معنى النبرات الانفصالية فيما جرى من محاولات الهدم , إذا علمنا أن هذه القضية تخص متضررين ومواطنين من كل محافظات البلاد , فلم تكن في الأصل سوى نتاج أخطاء .. حدثت هنا , مثلما حدثت هناك ؟لماذا – أيها العقلاء – سادت هذه الروح مع أن الحل العقلاني ظل وسيبقى ممكناً ؟! لماذا دعوة الحرق لكل شيء في بلد تنمو فيه زهور وورود الديمقراطية وتزدهر فيه مسيرة بناء الدولة الحديثة .. دولة النظام والقانون .. وتتخلق في أحشائه معالم الحياة الجديدة ليمن مزدهر وديمقراطي ؟وأضيف , فأسأل عقول الجميع : هل هذا البلد ما زال في حالة ينقصه الخراب ورماد الفتن؟! ألا يكفي ما جرى خلال العقود الماضية ؟ لماذا محاولة العودة إلى الخلف ؟ وما الجدوى من زرع الأحقاد والكره ؟ ولمصلحة من يعمل البعض فيحيل النهار ليلاً , ويحاول أن يقنع الناس أن الظلام خير من أشعة المنيرة في عليائها في سماوات الوطن الزرقاء ؟!لذلك نقول من باب النصيحة .. أن المسألة بحاجة لعناية العقل والتمعن في المقاصد والنتائج .. فالفتن لا تعزز من مكانة الوطن .. والهدم لا يحقق التنمية .. والأحقاد لا تعني سوى الشتات والخراب والحرائق والرماد .. وليعلم الجميع أن للتاريخ سجلاً وذاكرة .. فالحذر الحذر .