يتقابلان اليوم على ملعب (إيليس بارك) في جوهانسبورغ
جوهانسبورغ / 14 اكتوبر / متابعات :سيقف دفاع منتخب باراغواي حاجزاً بين المنتخب الإسباني وبلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1950 عندما يتواجهان اليوم على ملعب (إيليس بارك) في جوهانسبورغ في ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010.ويدخل (لا فوريا روخا) إلى هذه المواجهة وهو مرشح فوق العادة للحصول من خصمه الذي يخوض دور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، على بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي بعد الأداء الهجومي الرائع الذي قدمه طيلة مشواره في النسخة التاسعة عشرة حتى عندما سقط في بداية حملته أمام سويسرا (صفر- 1).لكن من المرجح أن يواجه رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي مقاومة دفاعية أخرى، كما كانت الحال في المباريات الأربع السابقة، من منتخب اعتمد أسلوباً دفاعياً بقيادة مدربه الأرجنتيني خيراردو مارتينو الذي وعد بالتخلي عن اللعب المقفل لأنه يواجه منتخباً يخلق مساحات بسبب أسلوبه الهجومي البحت بقيادة ثنائي الوسط أندريس إنييستا وتشافي هرنانديز والمهاجمين دافيد فيا وفرناندو توريس الباحث عن افتتاح رصيده التسجيلي في هذه المباراة وإلا سيجد نفسه على مقاعد الاحتياط لمصلحة فرناندو لورنتي الذي قدم أداءاً ملفتاً في الدقائق الأخيرة من مباراة الدور الثاني أمام البرتغال (1 -صفر) بعد أن دخل بدلا من مهاجم ليفربول الإنكليزي.ومن المؤكد أن التألق الإسباني ليس محصوراً بالأداء الهجومي الشامل وحسب بل بالمستوى الذي يقدمه خط دفاعه أيضاً بقيادة كارلوس بويول وجيرار بيكيه والظهيرين المميزين سيرخيو راموس وخوان كابديفيلا اللذين يقدمان مستوى مميزاً جداً إن كان دفاعياً أو بالمساهمة الهجومية عبر التوغل على الجناحين، ويضاف إليهما أداء لاعبي الوسط المحوريين تشابي ألونسو وسيرخيو بوسكيتس اللذين يشكلان السد الدفاعي الأول الذي يفتك الكرات من الخصوم ويطلق الهجمات المرتدة.وسيكون تعويل دل بوسكي على “الماكينة” التهديفية المتمثلة بفيا الذي سجل أربعة من أصل الأهداف الخمسة التي سجلها أبطال أوروبا حتى الآن، رافعاً رصيده إلى سبعة في النهائيات و42 مع المنتخب ليصبح على بعد هدفين من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم راؤول غونزاليز.واستحق أبطال أوروبا تماماً بطاقتهم إلى الدور ربع النهائي لأنهم سيطروا على مواجهتهم مع البرتغال، كما حال المباريات الأخرى، إلا أن الحارس إدواردو وقف سداً منيعاً في وجههم قبل أن ينحني لفيا الذي تصدر ترتيب الهدافين مشاركة مع الأرجنتيني غونزالو هيغواين والسلوفاكي روبرت فيتيك الذي ودع البطولة على يد هولندا.وأكد “لا فوريا روخا” أنه تخلص من صفة المنتخب المرشح الذي يخيب آمال مناصريه في النهاية، وأنه أصبح المنتخب القادر على الذهاب حتى النهاية كما فعل قبل عامين عندما توج بكأس أوروبا للمرة الأولى منذ 1964، وهو يأمل أن يجدد فوزه على نظيره الباراغواياني بعد أن تغلب عليه (3 - 1) في الدور الأول من مونديال 2002، علماً بأنهما تواجها في مناسبة اخرى في النهائيات وكانت في الدور الأول أيضا عام 1998 وتعادلا (صفر-صفر)، وفي مباراة ودية بعد ثلاثة أشهر من نهائيات 2002 وتعادلا أيضاً (2-2).وفي حال نجح “لا فوريا روخا” في تخطي باراغواي سيبلغ دور الأربعة للمرة الثانية في تاريخه بعد 1950 (كان يعتمد حينها نظام المجموعة في دور الأربعة الأخير) عندما تعادل مع أوروغواي (2-2) وخسر أمام السويد (1 - 3) وتلقى هزيمة ثقيلة أمام البرازيل (1 - 6) التي قد تكون خصمته في المباراة النهائية في حال تخطيها هولندا في ربع النهائي لأنه سيواجه الفائز من مباراة غانا وأوروغواي، في حين سيكون بانتظار الإسبان موقعة نارية في نصف النهائي مع الأرجنتين أو ألمانيا التي كانت خسرت أمام جارتها اللاتينية (صفر- 1) في نهائي كأس أوروبا 2008.وأكد دل بوسكي الذي ارتقى حتى الآن إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه بعد رحيل لويس أراغونيس مهندس انتصار كأس أوروبا 2008، أن بإمكان فريقه كتابة صفحة من التاريخ، مضيفاً بعد الفوز على البرتغال “سنرى إذا كنا محظوظين، لكن بإمكاننا كتابة صفحة من التاريخ. كنا نشعر بارتياح في هذه المباراة، وكنا حذرين بخصوص التحركات الدفاعية. إذا واصلنا اللعب بالطريقة التي لعبنا بها فسيكون من الصعب الفوز علينا، لكن يجب توخي الحذر”.وعن المواجهة مع باراغواي التي احتاجت إلى ركلات الترجيح من اجل تخطي عقبة اليابان بعد تعادلهما السلبي، قال دل بوسكي “نعرف أن لديهم لاعبين رائعين في الدفاع، وكذلك في الهجوم، سيكون علينا أن نلعب بنفس الأسلوب الذي قدمناه وبهذه العقلية سنكون قريبين من الانتصار”.وتابع: “لن نستخف بباراغواي وسنستعد لهم باحترام كامل. يملكون مدافعين جيدين ومهاجمين جيدين أيضاً. علينا أن نكون مركزين جداً للفوز بهذه المباراة. نعلم كم من الصعب أن تكون منتصراً، لا يمكننا أن نعتبر الأمور تحصيل حاصل. علينا أن نظهر احتراماً كبيراً لخصمنا”.أما فيا مسجل هدف الفوز على البرتغال فقال: “باراغواي سيكون منتخباً أصعب بكثير من البرتغال لأنهم الآن في ربع النهائي”، فيما رأى القائد إيكر كاسياس أن باراغواي شبيهة بتشيلي التي واجهتها إسبانيا في الجولة الأخيرة من الدور الأول وفازت عليها (2 - 1)، مضيفاً: “لا يفقدون تركيزهم مطلقا، يتحركون من اجل هدف واحد، لن يكون الفوز سهلا”.أما مارتينو، مدرب باراغواي، فقال: “إنها المرة الأولى التي تبلغ فيها باراغواي الدور ربع النهائي وهذا إنجاز تاريخي”.وفي معرض رده على سؤال بخصوص ما إذا كانت الدموع التي ذرفها في نهاية المباراة أمام اليابان دليل على سعادته وان هذا اليوم هو الأفضل في مسيرته كمدرب، قال مارتينو: “بالنسبة إلى باراغواي هذا التأهل إلى الدور ربع النهائي تاريخي، وأتخيل الآن أجواء الفرحة هناك، يجب استغلال هذا النجاح. بالنسبة لي بلوغ ربع النهائي والتواجد بين أفضل 8 منتخبات في العالم، إحساس قوي ولكني لن أقول إنه أفضل يوم في مسيرتي التدريبية”.وتابع: “بعد مشاهدتي للبرازيل الاثنين (ضد تشيلي)، والأرجنتين المرشحة للفوز بلقب هذه البطولة، فإننا نحن أيضاً هنا في هذا الدور. لا أقول إننا سنحرز اللقب وندخل التاريخ، لكني أعتقد أنه بإمكاننا تقديم مباراة جيدة. ما يجعلني أقول هذا أننا لن نأخذ زمام المبادرة كثيراً مثلما كانت الحال أمام اليابان وسلوفاكيا ونيوزيلندا. ستكون أمامنا مساحات أكبر وهذا قد يناسب فريقي”.ولم تتلق باراغواي سوى هدف واحد حتى الآن وكان أمام إيطاليا حاملة اللقب في المباراة التي انتهت بالتعادل (1-1)، لكنها لم تسجل أيضاً سوى ثلاثة أهداف وهو ما يقلق مدربها مارتينو الذي قال “لا يجب أن نقسو على مهاجمينا، إذا كانوا لا يسجلون فربما السبب يعود إلى أن الكرات لا تصل إليهم بالسرعة الكافية”.ورأى مارتينو أن المشكلة التي واجهت مهاجميه متمثلة بالخصوم الذين كانوا “يفتقدون إلى الطموح لأنهم كانوا يقفلون منطقتهم. آمل أن يسمح لنا منافسونا المقبلين أن نلعب بطريقة مختلفة”.أما مهاجم المنتخب وبنفيكا البرتغالي أوسكار كاردوزو فقال لموقع الاتحاد الدولي “صحيح أننا سعداء بما حققناه... لكننا نريد المزيد. لا داعي للتفكير الآن، يجب أن نستعد لما سيأتي، للمباراة القادمة”، فيما قال زميله لوكاس باريوس الأرجنتيني الأصل الذي حصل على الجنسية الباراغويانية قبل أشهر معدودة “لقد أدخل التأهل السعادة لقلوب الشعب الباراغوياني، لذلك نتمنى أن نستمر في منحه الفرحة والبهجة”.وبدوره قال مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي روكي سانتا كروز إن التأهل إلى ربع النهائي جعل منتخب بلاده أكثر تعطشاً للنجاح، مضيفا “لم نصل إلى حدنا الأقصى حتى الآن، نريد أن نواصل تطورنا، أن نلعب أفضل وان نواصل تقدمنا”.وأكد سانتا كروز (28 عاماً) الذي يخوض النهائيات للمرة الثالثة، أن الوضع سيكون مختلفاً أمام إسبانيا عما كان عليه أمام سلوفاكيا ونيوزيلندا واليابان، مضيفاً: “إسبانيا فريق مدمج جداً، يلعبون مع بعضهم منذ فترة طويلة والجميع يعلم أنهم المرشحون. ستكون مباراة صعبة، الإسبان يتميزون بسيطرتهم على الكرة والاستحواذ لن يكون في مصلحتنا كما كانت الحال في مباراتينا الأخيرتين”.