صدامات بين أنصار السلطة والمعارضة في بيشكيك
بيشكيك/وكالات: رفضت حكومة رئيس قرغيزستان كرمان بك باقييف محاولة من جانب نواب المعارضة في البرلمان لإعادة كتابة الدستور ليزداد عمق الأزمة التي تعصف بالبلاد. وبعد احتجاجات في الشوارع على مدى خمسة أيام للمطالبة باستقالة باقييف أمضى النواب المعارضون اليومين الماضيين في صياغة دستور جديد يجرد باقييف من سلطة تعيين الحكومة ويخول تلك الصلاحية للبرلمان.وجاء في بيان أصدرته الحكومة أمس الثلاثاء ردا على خطوات المعارضة "هذه ليست سوى محاولة مكشوفة للاستيلاء على السلطة بوسائل غير دستورية."وهذه أعنف أزمة تواجه حكم باقييف الذي يتهمه زعماء المعارضة بالاخفاق في معالجة تفشي الفساد والجريمة والفقر ويقولون إنه نكث بوعوده. وذكر بيان الحكومة أن السلطات "مسيطرة تماما على الموقف. انها تتصرف وستتصرف في اطار القانون لضمان إقرار النظام والهدوء."وقال باقييف في مؤتمر صحافي إنه قد يحل البرلمان اذا لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية في المواجهة القائمة.وأضاف "لا أسعى إلى حل البرلمان. ولكني أتمتع بمثل هذا الحق الدستوري. واذا استمرت الخلافات بين الهيئة التشريعية والهيئة التنفيذية فما الذي سيكون أمامي.. لا يمكن أن أقف متفرجا على مثل هذه العربدة."ودخلت احتجاجات المعارضة في شوارع العاصمة للمطالبة باستقالة باقييف، يومها السادس أمس الثلاثاء مع تجمع الالاف في ميدان في وسط المدينة.وقد بدأت في العاصمة القرغيزية بيشكيك مصادمات بين أنصار السلطة والمعارضة. وذكر شهود عيان مساء أمس أنهم سمعوا ما يشبه دوي طلقات نارية. واستخدم منتسبو أجهزة حفظ النظام والقانون غازات مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين من الجانبين. وكانت مجموعة تضم من 300 الى 400 من أنصار باقييف قد تظاهرت قرب مبنى البرلمان وترفع لافتات كتب عليها "دعوا الرئيس يعمل".وتشغل قرغيزستان موقعا استراتيجيا مهما في اسيا الوسطى وهي تستضيف قواعد جوية عسكرية روسية واميركية.وفي مارس عام 2005 فر رئيسها السابق عسكر اقاييف من البلاد بعد أن أمضى في السلطة سنوات طويلة وذلك عندما اجتاح حشد من المحتجين مقر الحكومة الذي يطلق عليه اسم البيت الابيض وانهار حكمه.وبعد ذلك ببضعة أشهر انتخب باقييف الذي كان أحد زعماء المعارضة رئيسا للبلاد وتعهد إجراء إصلاحات وتعديلات للدستور تضمن مشاركة البرلمان في السلطة بصورة أكبر.لكن البلاد شهدت العديد من الاحتجاجات وأحداث الشغب وجرائم القتل. ويقول معارضوه انه أخفق في تحقيق وعوده وان حكمه أصبح يشوبه الفساد والمحسوبية والعجز عن حل مشاكل البلاد.ويوم الاثنين أقال باقييف وزير داخليته وعين وزيرا بدلا منه في محاولة لاسترضاء المحتجين على ما يبدو. لكن هذه الخطوة لم تكن كافية لإرضاء المعارضة.وفي أول ظهور علني منذ أيام قال باقييف في مقابلة أجراها التلفزيون الروسي انه لن يزاح من موقعه كسلفه.وأضاف "انهم (المعارضة) ارتكبوا خطأ صغيرا عندما افترضوا أن الموقف اليوم يشبه الموقف في 24 مارس عام 2005 . مثل هذا الوضع لا وجود له اليوم."