جوهانسبورغ / 14 اكتوبر / متابعات: يجدد المنتخب البرازيلي، الباحث عن لقب سادس في قارة مختلفة، الموعد مع نظيره الهولندي عندما يتقارعان اليوم الجمعة على ملعب «نلسون مانديلا باي» في بورت اليزابيث ضمن الدور ربع النهائي من مونديال جنوب إفريقيا 2010.ويمكن القول إن الفائز في هذه الموقعة سيضمن بشكل كبير بطاقته إلى المباراة النهائية لأن الخصم المقبل في دور الأربعة سيكون الفائز من مواجهة غانا والأوروغواي، ما يعني أن الطريق ممهدة أمام أي من المنتخبين من أجل التواجد على ملعب «سوكر سيتي» في جوهانسبورغ لخوض المباراة النهائية في 11 يوليو الحالي.وستكون المواجهة بين «سيليساو» ونظيره البرتقالي إعادة لنصف نهائي مونديال 1998 عندما فاز المنتخب البرازيلي بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي في طريقه إلى النهائي حيث خسر أمام فرنسا المضيفة صفر- 3، وربع نهائي 1994 عندما فاز «سيليساو» أيضا 2-3 في طريقه للفوز باللقب على حساب إيطاليا.كما تواجه الطرفان في الدور الثاني لمونديال 1974 وخرج الهولنديون حينها فائزين 2 -صفر، بهدفين ليوهان نيسكنز ويوهان كرويف، في طريقهم إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخهم قبل أن يخسروا أمام المانيا الغربية المضيفة 2-1، ثم تكرر المشهد بعد أربعة أعوام وهذه المرة خسر المنتخب البرتقالي في النهائي أمام الأرجنتين المضيفة حينها 3-1 بعد التمديد.وأكد مدرب البرازيل دونغا أنه واثق بقدرة منتخبه الناضج والموهوب في تخطي الامتحان الهولندي، وهو يعتبر أن مستوى فريقه في تطور مستمر وقال في هذا الصدد «إذا نظرنا إلى النوعية المتواجدة في صفوف المنتخب، نجد بأن التطلعات عالية جدا، لكنك لا تفوز بكأس العالم بمجرد أنك مرشح للفوز بها».أما المهاجم روبينيو فقال عن المواجهة ضد هولندا «إنه أكبر امتحان سنواجهه في النهائيات الحالية، إذا نجحنا في تخطيه فإن طريق المباراة النهائية سيفتح أمامنا».
منتخب هولندا
في المقابل اعتبر هداف المنتخب البرازيلي لويس فابيانو بان الفوز على تشيلي رفع من معنويات زملائه بقوله «أعتقد بأن المباراة ضد تشيلي كانت نقطة تحول بالنسبة إلينا، لقد خلقنا العديد من الفرص ونجحنا في إطلاق العنان للهجمات المرتدة».وأضاف «لقد حققنا فوزا مهما ولا شك بأنه سيرفع من معنوياتنا قبل مواجهة هولندا».وسيفتقد المنتخب البرازيلي الذي لم يغب عن النهائيات بتاتا، خدمات مهاجمه إيلانو بسبب الإصابة التي تعرض لها أمام البرتغال كما أكد طبيب المنتخب جوزيه لويس رونكو الذي أشار إلى أن «مدة ابتعاده عن الملاعب قد تستمر لأيام أو أسابيع أو أشهر. أنه يعالج بالأدوية والعلاج الطبيعي، سنرى ما إذا كان العلاج الطبيعي سيساعدنا».وبدوره قال إيلانو «تحضرت جيدا ذهنيا قبل نهائيات كأس العالم التي تعتبر الهدف الأساسي في حياتي»، مضيفا «بدايتي كانت رائعة بتسجيلي هدفين في المباراتين الأوليين. لكني أبقى متفائلا بفضل المقربين مني والجهاز الفني وزملائي. لدي آمال في العودة لمساعدة فريقي على الرغم من أنني سأغيب عن الدور ربع النهائي وربما الدور نصف النهائي».وبخصوص لاعبي الوسط فيليبي ميلو الذي يعاني من التواء في كاحل قدمه اليسرى وجوليو باتسيتا الذي يشكو من التواء في ركبته اليسرى، أكد طبيب المنتخب أنهما سيتدربان بشكل طبيعي، وقال «لا استطيع أن أقول لكم ما إذا سيكونان جاهزين لمباراة الجمعة، لكنهما يتدربان».ويدخل المنتخبان إلى مواجهتهما وسط هاجس تجنب حصول العديد من لاعبي الطرفين على بطاقة صفراء لأن ذلك سيحرمهم من المشاركة في مباراة نصف النهائي، وسيكون كاكا من بين المهددين بالغياب عن دور الأربعة في حال تأهل «سيليساو» لأنه يحمل بطاقة صفراء تلقاها أمام تشيلي، علما بأنه غاب عن مباراة البرتغال (صفر- صفر) في الجولة الثالثة من الدور الأول بسبب الإيقاف بعد طرده أمام ساحل العاج (1-3) لحصوله على إنذارين.لكن الهولنديين في وضع أخطر لأن سبعة من لاعبي المنتخب يحملون بطاقات صفراء، ومن بينهم أريين روبن وروبن فان بيرسي الذي كان غاضبا جدا من مدربه بعد إخراجه من الملعب في الدقائق العشر الأخيرة من مباراة سلوفاكيا.وينص نظام المونديال على إلغاء البطاقات الصفراء اعتبارا من الدور ربع النهائي من أجل تحاشي غياب لاعبين مؤثرين عن المباراة النهائية.وهذا يعني على سبيل المثال بأن كاكا سيغيب عن الدور نصف النهائي إذا حصل على بطاقة من اللون ذاته أمام هولندا، أما في حال عدم حصوله على بطاقة صفراء، فإنه سيخوض نصف النهائي في حال تأهل فريقه إلى هذا الدور من دون أن يكون في جعبته أي بطاقة.وكان النظام السابق يقضي بمحو جميع البطاقات بعد نهاية الدور الأول، وكان أبرز ضحاياه الأرجنتيني كلاوديو كانيجيا الذي غاب عن نهائي كأس العالم 1990 الذي خسرها فريقه أمام المانيا صفر- 1، والألماني ميكايل بالاك الذي غاب بدوره عن نهائي كأس العالم 2002 وخسرها فريقه أيضا أمام البرازيل صفر- 2.أما هولندا التي خرجت فائزة بمبارياتها الثلاث في دور المجموعات للمرة الأولى، فمن المؤكد أنها تبحث عن نسيان مشاركتها في مونديال 2006 ومواجهتها الدموية مع البرتغال، وإخفاق كأس أوروبا 2008، وهي تعول على خدمات نجمها المميز أريين روبن الذي استعاد عافيته بعد الإصابة التي تعرض لها قبيل انطلاق المونديال في مباراة ودية أمام المجر، وشارك في أواخر الشوط الثاني من مباراة الجولة الأخيرة من الدور الأول أمام الكاميرون (1-2)، ثم بدأ أساسيا في مباراة الدور الثاني أمام سلوفاكيا (1-2) وسجل الهدف الأول الذي مهد الطريق أمام منتخبه من أجل حجز مقعده في الدور ربع النهائي.ويلخص المدرب فان مارفييك أسلوب فريقه بالقول «يتعين على اللاعبين أن يفهموا أمرا واحدا فحواه أن الفوز هو الأهم». ربما اكتسب فان مارفييك روح الانضباط من الكرة الألمانية حيث أشرف على تدريب بوروسيا دورتموند ويحاول أن يلقنها إلى لاعبيه الحاليين.ولم يدخل مرمى هولندا منذ بداية البطولة سوى هدفين من ركلتي جزاء، علما بأن النقاد المحليين كانوا اعتبروا أن خط الدفاع هو نقطة الضعف في المنتخب الهولندي قبل انطلاق العرس الكروي.وكان لسان حال اللاعبين مماثلا ويقول روبن «المباراة التي خسرناها أمام روسيا 3-1 في كأس أوروبا 2008 كانت نقطة تحول بالنسبة إلينا. لا شك بأننا كنا أقوى بكثير من المنتخب الروسي، لكن من الناحية التكتيكية كنا ساذجين، هذا الأمر لن يتكرر في المستقبل».وأضاف «الناس وأنصار المنتخب ينتظرون منا أن نقدم استعراضا في الملعب، لكن هذا الأمر أصبح من الماضي، لأن الأولوية بالنسبة إلينا هي النتيجة».لكن هذه الواقعية قد لا تخدمهم كثيرا في مواجهة منتخب هجومي مثل البرازيلي لأن البرتقاليين لم يواجهوا في المباريات الأربع التي فازوا بها في هذه النسخة حتى الآن خصما بحجم «سيليساو»، لكن الأخير أيضا لم يختبر بشكل جدي رغم أنه تواجه مع البرتغال التي فضلت أن تقارب هذه المواجهة بطريقة دفاعية بحتة بهدف الحصول على نقطة التأهل إلى الدور الثاني، وقد نجحت في مبتغاها بعدما أقفلت المنافذ على مهاجمي «أوريفيردي» مانحة الهولنديين والخصوم المحتملين لرجال المدرب كارلوس دونغا فكرة عن كيفية تحجيم اندفاعهم ومفاتيح لعبهم الهجومية، لكن ذلك لم ينفع تشيلي كثيرا لأنها سقطت أمام كاكا وزملائه بثلاثية نظيفة في الدور الثاني.