جرى تطوير التقنية المسماة سيربس (Serps) أي (Sistematic Extended Right Posterior Sectionectomy) بهدف قطع أخطار العمليات الجراحية وجعل استعادة المريض لعافيته أقل صعوبة. كما تعتمد هذه التقنية على نفس المبدأ الذي أحدث ثورة في استئصال أورام الثدي، أي تفادي استئصال الأنسجة السليمة. تُستعمل تقنية سيربس» الجراحية بإيطاليا منذ عدة سنوات، بيد أن فريق من الباحثين، في معهد «هومانياس» بمدينة رودزانو القريبة من ميلانو، قام بتوطيد وتفعيل هذه التقنية عبر استراتيجيات علاجية حديثة. ان استئصال سرطان الكبد أو الانبثاث(انتشار الورم) الكبدي عملية جراحية حساسة للغاية تجلب معها درجة عالية من خطر الموت. ف5 الى 10 في المئة من المرضى الذين يخضعون لمثل هذه العملية لا يستيقظ مجدداً. كل شيء يتعلق بالكتل الورمية الموجودة داخل الكبد. قبل اعتناق جراحة الكبد التي تستعين بصور الموجات الصوتية، كان الجراحون يفضلون استئصال منطقة كبيرة من أنسجة الكبد(كما منطقة الكبد اليمنى بأكملها التي هي الأكبر حجماً) للتأكد من أن جميع الخلايا السرطانية جرى انتزاعها من الكبد. لذلك، كان يواكب طريقة الاستئصال هذه ارتفاع في خطر الموت، أثناء العميلة الجراحية أم بعدها. فما يتبقى من الكبد قد يفشل في ضمان استرجاع وظائف الكبد بصورة فاعلة.اليوم للنجاح في إجراء تدخل جراحي في منطقة الكبد المتضررة فقط، يلجأ الجراحون الإيطاليون للفحص الصدوى الدوبلري للكبد، الذي يصور تدفق الدم في الشرايين داخل الكبد. ويعتمد الجراحون كذلك على صور الموجات الصوتية (Echography) لتحديد الكتلة الورمية داخل الكبد المتوجب استئصالها، بدقة أكبر. هذا وتستطيع الموجات الصوتية قيادة الجراحين الى مناطق في الكبد، كان الوصول إليها مستحيلاً في الماضي. وتعرض صور هذه الموجات أين تجري الأوعية الدموية الكبيرة في الكبد وما هي علاقتها بالورم. كما ترشد الجراحين الى موقع الورم. على عكس العمليات التقليدية، التي كانت تستأصل فصاً كاملاً من الكبد، تسمح تقنية «سيربس» الجراحية باستئصال بعض الأجزاء منه، فقط. هكذا، يتراجع الحَذم(الاستئصال الجزئي) من 30 الى 50 في المئة من أنسجة الكبد، أثناء التدخل الجراحي التقليدي، الى 7 في المئة فقط أثناء استعمال تقنية «سيربس» الجراحية. علاوة على ذلك، يتقلص عدد المرضى المعرضين لخطر الموت الى ما دون الواحد في المئة. إذا تلعب الموجات الصوتية الآن دوراً مركزياً في قطع خطر الموت، بعد الخضوع لعملية استئصال الورم الكبدي. وتتشعب فوائد تقنية «سيربس». فمن جهة، يمكن إجراء تدخل جراحي ثان في حال ظهور الورم ثانية، وهذا الأمر شبه مستحيل عقب استئصال فص كامل من الكبد. من جهة ثانية، يتم التدخل جراحياً على منطقة الورم السرطاني الكبدي، حصرياً، مما يسمح بالمحافظة على حجم كاف للكبد لضمان نمو أنسجته مجدداً الى جانب قطع أخطار التعقيدات الصحية، بعد خضوع المريض للعملية.
جراحة الكبد تستعين بالموجات الصوتية
أخبار متعلقة