في مناسبة الذكرى السنوية الـ 28 لوفاة الفنان محمد جمعة خان فإن حسين المحضار لا ينفك من التعريج على هاجسه الوحدوي وينتهز الفرصة على تعميم رسالته الوطنية الاولى اذ طغت على كل اولوياته في جميع المناسبات فهو هنا يطالب الفنان محمد جمعة خان وبعد 28 عاماً من انتقاله الى جوار ربه يطالبه ان يغني للوحدة اليمنية ولو من تحت طيات الكفن بل يطلب منه ان يهتف باقصى صوته وهي اشارة بليغة من حسين المحضار تجعل منه بحق مجاهداً وحدوياً من الطراز الاول ثم يبدي حسرته في انه لم يشاركه الفرح بتحقيق الوحدة اليمنية ومثاله من النجوم مثل علي احمد باكثير وهو من الذين كانت الوحدة احدى احلامهم الكبرى حين يقول : واليوم نا محتاج لامثالك ومثل الباكثير في عهد وحدتنا التي قد وحدت كل اليمن يؤلفوا ويلحنوا الحان للوحدة كثير ويذكروا امجاد حمير او سبأ او ذي يزن يابو علي هات غن للوحدة ففيها كل خير واهتف لها واشدوا ولو من تحت طيات الكفن ما شي كما الوحدة وربك دوب للوحدة نصير واللي بغى الفرقة وقع له من على الستره مرن ما نبغى التجزئة فقنا صحا منا الضمير على خزى ذي ما معاهم في لقانا حسن ظن ما ابرع واروع التعبير الذي يبدي اقصى مشاعر الاخلاص للوحدة بقوله " فقنا صحا منا الضمير " مع ما يحمله المعنى من تعريض بتانيب الضمير عن عهود التشطير والشماته من دعاة الانفصال بقوله " واللي بغى الفرقة وقع له من على الستره مرن والستره تعني الجدار والمرن أي السقوط المدوي . هل نحن بحاجة الى ان نسوق مزيداً من الشواهد حول ولع المحضار الوحدوي ؟ استمع اليه في قصيدة القاها بمناسبة يوم البحَّار الذي اقيم بمدينة الحامي في 1/1/1996م حين يقول : وذا كله وقع في وحدة القطري بها ذكر اليمن الى كل موطن طار وبالوحدة حرزنا الفوز والنصري وفيها اصبح الاعداء لنا انصار ها هو يعدد بفخر واعتزاز مكاسب الوحدة ويردف بالحجة تلو الاخرى في تاكيد قناعاته الوحدوية ولقد اورد ذلك النص في اطار امتداحه لمبادرات حفظ التراث البحري مؤكداً ان ما كان لمثل هذه الاهتمامات ان تتم لولا ما تشهده اليمن من مسار تنموي في عهد الوحده المباركة . لقد اشرنا ان المحضار كان يختلق المناسبات لتأكيد حبه واظهار مشاعره تجاه حدث الوحدة اليمنية الذي هز كيانه بعمق وتغلغل في وجدانه اذ كانت الوحدة اليمنية من احلامه الكبرى منذ شبابه الباكر وهو لم يكد يصدق ان العمر سيمتد به حتى تحقيقها ولهذا فقد انعكست الوحدة حتى في تواجده العاطفي فهو لا يكاد يجد مناسبة الا ويفاجئ المستمع باظهار تلك المشاعر بعبقرية فذة لم يسبقه سابق في هذا المضمار . استمع اليه يخاطب احد اصدقائه : وهي كلمات غنائية بلحن جميل لا تزال كما اعلم حبيسة ادراج الفنان القدير عبد الرحمن الحداد . المحضار يعيش الهموم الوحدوية لقائد الوحدة : لقد خص المحضار الرئيس علي عبدالله صالح بالثناء والاعجاب دون سائر الزعامات الوطنية على مدى العهود السياسية المختلفة ولم يضارعه في ذلك الا الزعيم العربي جمال عبد الناصر وكل ذلك مرتبطاً بثوابت المحضار الوطنية يمنياً وعربياً التي سنلقي عليها بعض الضوء عند استكمال موضوع المقال . ونراه أي المحضار نتيجة لهذا التواجد مع الوحدة اليمنية وقائدها قد حرص في اشعاره ان تتجاوز دولة الوحدة اليمنية أي عثرات يعتقد انها تمثل عائق امام المسار السياسي والتنموي ويشخص الاولويات مشاركاً لقائد الوحدة في تلك الهموم والتي حددها في قضايا اساسية : 1- تسوية الحدود مع الاشقاء في المملكة السعودية ماشي بين الاحبه في محبتهم حدود بالود والاخلاص والوحدة كل شيء بايعود قد تركه الشيبان معروفه وميراث الجدود وضح معالمها بن ذي يزن وفيصل بن سعود وفيها دعا الشعب اليمني بافراده واحزابه الى الالتفاف حول القائد الرئيس في تسوية قضية الحدود بناءاً على اتفاقية الطائف كما اشار في عبارة قد تركه الشيبان معروفة وآثار الحدود وهو نص يحمل من المعاني والدلالات والاستشهادات التاريخية العميقة مالا يتسع المجال لشرحه في هذا المقال استخدم فيه المحضار من البراعة البلاغية ما يبهر الالباب في ايصال رسالته بمفردات غاية في الاحكام . 2- الهم الامني واليوم بالوحدة بلغنا كل شأن ما باقي الا بعض شطحات الامان يزعزعونه ناس ما فيهم حنان على الوطن ولغوا على حب الفساد في عيدها الثامن لنا فرحة وعيد وكل اليمن اليوم بالوحدة سعيدوبوحدة الامة قرب ما هو بعيد ما شي كما حب الوطن والاتحادلكن بعض الناس يبغوا التفرقة وقلوبهم بأشياء اخر متعلقة يخفون نور الشمس لو هي مشرقة وينفخوا والنفخ كله في رماد سلام للشعب اليماني من هنا والقائد المشهور ذي تم البنا وللحكومة كلها انقل الثنا الله يهديها الى سبل الرشاد وهو نص لا يحتاج الى مزيد من التعليق 3- الضائقة الاقتصادية : لم ينس المحضار وهو في آلام مرضه الاخير وعند زيارته الاخيرة لضريح المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم أن يتحمل هموم الوطن ويبثها في شكواه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويناشده ان يتشفع عند المولى عز وجل في ان تتجاوز اليمن عوائق مسارها التنموي بقوله : واسأله يصلح ديرة الاجداد ركب الرخاء فيها يمر جادي كاد الغلاء في الوقت هذا كاد ان يبعد الريحه من الكادي ويرد محكوم البناء كوده عدنا الى طيبة عسى عودهامام شباكك بكفي ماد اريد من امدادك امدادي نزيل دارك يا ابو الاجواد راصن بها مهرتي وجوادي والله كم اعطاك من جوده رحم الله حسين المحضار لقد كان بحق مجاهداً وحدوياً من الطراز الاول ولسنا هنا بصدد ايراد جميع القصائد التي قالها حسين المحضار في الوحدة والشواهد اوسع من ان تحصى في مقال واحد ولا يتسع المجال لذكرها . على انني في خاتمة هذه القراءة لاشعار المحضار عن الوحدة اليمنية استطيع ان اؤكد ان حسين المحضار لا يسعه الا ان يكون وحدوياً ...!! انني لا استغرب من المحضار هذه المشاعر الفياضة تجاه الوحدة اليمنية فهي تصب في عروقه وتحتل وجدانه وهي نتاج طبيعي لثوابته التي لا يحيد عنها في حياته والتي لا يسعه من خلالها الا ان يكون وحدوياً . فهو موحد في العقيدة وهو يدني بمذهب الحب الذي يقتضي التوحيد اليس هو القائل : لبيك رمز الحب لو ما الحب ما عاشوا محبيك ولا طلع انسان من ارضه الى مكة يلبيك يارب وفي حبنا فيك وعمدنا عليك لبيك اللهم لبيك ودعاي وجهته اليك وهو الموحد في الحب والعشق : بطرفه قال لي مذ حب ما يشنا يوحد في الهوى ولعاد يستثنى وهو الهائم بحب الوطن تربة ومولد في بلادي ولي قبله ومعبد وان دعاني الوطن انا من عبيده ما باتشرد كما لي غدوا منها شريد وهو القائل في حب الوطن ايضاً حب الوطن حب كل من قال لك له بع احذر تبيعه اذا قد شفت غيرك باع ونختم هذا المقال برائعته الشهيرة من حضرموت الخير بالبشر جيت ناشر على الوحدة شراعي اللي بها فوق السماك اعتليت وازداد في الناس ارتفاعي رحمك الله ياحسين المحضار وجزاك عن الوحدة والوطن خير الجزاءتجمعكم الاوراق الخضراء
|
ثقافة
حسين المحضار .. الشاعر الوحدوي [ 2-2 ]
أخبار متعلقة