صبح الخير
[c1]فريد الصحبي[/c]قرأنا في هذه الصحيفة المتجددة في 10/2/2007م حديث الملكة رانيا لصحيفة ايطالية تحت عنوان تقول فيه “الاسلام لايكره المرأة على ارتداء الحجاب”.الا ان الديوان الملكي الاردني ومن على موقع (العربية نت) – اطلعني عليه مشكورا مدير التحرير الاخ الزميل الاديب نجيب مقبل – اكد في 11/2/2007م على ان تصريحات الملكة رانيا للصحيفة الايطالية حول ارتداء الحجاب لم تنقل بالشكل الصحيح.. وان عملية الترجمة من اللغة الانجليزية التي تتحدث بها الملكة الى الايطالية التي تصدر بها الصحيفة قد ساهمت بدور في عدم نقل هذه التصريحات بشكلها الصحيح وبالتالي خروجها عن سياقها.وبحسب نص المقابلة التي نشرها الديوان الملكي فان الملكة رانيا قالت في المقابلة ان “الحجاب هو رمز للتقوى والتواضع والايمان بالله تعالى، واحيانا تضع بعض النساء الحجاب لانه هو الزي المقبول اجتماعيا في محيطهن. ولكن يجب ان لاينظر اليه ابدا على انه امر يحدث الشقاق في المجتمعات”.واضافت “اشعر احيانا ان هناك الكثير من الاحكام التي تطلق على النساء استنادا الى زيهن واقول دائما علينا ان لانحكم على النساء بما يضعنه على رؤوسهن بل بما يحملنه من افكار داخل رؤوسهن”!وتابعت “انه لامر في منتهى الخطورة ان نبدأبوضع افتراضات حول شخص ما استنادا الى مظهره الخارجي”!.وأوضحت “ان شكل ملابس المرأة يجب ان لايعطي لها مثل هذا البعد السياسي فهي تعبير عن العلاقة بين المرأة وخالقها تبارك وتعالى”.واكدت “لكن بالطبع لايمكن قبول الاكراه في الاسلام، اذ “لااكراه في الدين”، ولاينبغي في الاسلام ان تكره أي شخص على الايمان”.على اية حال حديث الملكة رانيا للصحيفة الايطالية (كورييرا ديلاسيرا) وكما راجعه الديوان الملكي الاردني هو حديث منضبط قياسا لحديث آخر منفلت سبقه لوزير الثقافة المصري الفنان فاروق حسني الذي نشرته صحيفة (المصري اليوم) في نوفمبر العام الماضي .. والذي هاجم فيه الوزير الحجاب فكانت الضجة الكبرى التي بلغت حد مطالبة الوزير بالاستقالة بعدما انضم نواب كبار في مجلس الشعب من الحزب الوطني الحاكم مع النواب من جماعة الاخوان المحظورة في مصر في هجوم كاسح على تصريحات الوزير التي اعتبرت الحجاب عودة الى الوراء.كانت المفاجأة ان التمسك بثوابت الدين ليس قاصرا على جماعة الاخوان المحظورة في مصر وانما هو امر ثابت في وجدان الشعب المصري بشكل عام حكاما ومحكومين .. الامر الذي سبب صدمة موجعة لدى اطراف ذات رؤى واطروحات وافكار مغايرة!.هناك من دافع عن الوزير من وجهة نظر حرية الرأي وحق الكلمة الحرة .. كما احتج الوزير نفسه بان ما قاله كان حديثا عابرا في (قعدة دردشة) ولم يكن للنشر .. الا انه فوجئ بنشره في الصحف!ومع ذلك كان هناك من ادان الوزير بشدة .. فالوزير لايستطيع ان يفصل نفسه عن منصبه .. الوزير ليس فردا عاديا بل شخصية عامة مسؤولة عن كلامها وافعالها .. كما لايجوز لحرية التعبير ان تمس حريات اخرى منها الاحاسيس الدينية وهذا مقر في القوانين الدولية والوطنية!.على اية حال زوبعة الحجاب هذه ثارت عندنا في الوطن العربي بعد ان اقدمت الحكومة الفرنسية على منع البنات المحجبات من دخول المدارس الا بعد خلعهن الحجاب .. وللتمويه اعلنت معه منع أي لباس او زي يرمز الى أي ديانة من الديانات الاخرى .. وذلك لتغطية السبب الحقيقي وهو الخوف من تأثير الحجاب على النفوس والقلوب بما يضفيه من جمال روحي وطهر ملائكي على وجه المرأة .. الامر الذي سيوجه انظار الفرنسيين الى الاسلام والتوجه نحو الاطلاع والبحث والدراسة في جوهر وروح هذا الدين العجيب .. تماما كما “استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآناً عجباً، يهدي الى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً”!.ومع ذلك تعالوا نتحدث بصراحة ونفضها سيرة.. حتى نتفرغ لما هو ادهى وأمر من امور حياتنا .. اقول .. النقاب حق .. والحجاب حق .. والشعر الحرير (على الخدود يهفهف ويرجع يطير) برضه حق .. لااكراه في الدين .. لااكراه في لبس هذا ولااكراه في خلع ذاك .. من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. هذا ما يقوله لنا الله في كتابه الكريم!.انها الحرية .. والحرية هي الارادة .. والارادة هي الامانة التي ابت السماء والأرض والجبال ان يحملنها فحملها الانسان.. لذا فان الانسان بسبب هذه الحرية محاسب على ما يفعل خيرا ام شرا.. ولولا هذه الحرية لما كان الله ليحاسبه على شيء.. واذا كان الله قد منح هذه الحرية للانسان فلا يحق لمخلوق ان يقيد حريته او يسلبها منه.. “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا” .. وسيان استعباد الروح والفكر او المادة والبدن.. ولعل الاولى اقسى وامر!.وصدقوني او لاتصدقوا .. انتم احرار طبعا .. ولكن لاتنسوا انني انا ايضا حر .. اقول .. بالحرية .. بالعقل .. بالفطرة السليمة .. بفضل العولمة وثورة الاتصالات .. سنصل في النهاية .. ومعا .. نحن و(العالمين) .. الى منهاج رب العالمين .. شاء من شاء .. وأبى من أبى!.[email protected][c1]