في دولة عانت الأمرين من هجومين كبيرين لتنظيم القاعدة
ازمة عنف تجتاج كينيا بسبب الاتنخابات
واشنطن/نيروبي/14 أكتوبر/ مارك تريفيليان: تهدد أزمة العنف التي تجتاح كينيا حاليا بزعزعة الاستقرار في دولة تمثل احد الشركاء الأساسيين للولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب في إفريقيا وقد تؤثر هذه الأزمة على قرار واشنطن الخاص باختيار الموقع الذي سيكون مقرا جديدا لقواتها في القارة. ويوم الاثنين الماضي ارتفع العدد الرسمي للقتلى ليقترب من 500 قتيل جراء الاشتباكات التي هزت الدولة الواقعة في شرق إفريقيا منذ إجراء انتخابات مثيرة للجدل. أنها دولة عانت الأمرين من هجومين كبيرين لتنظيم القاعدة استهدف احدهما سفارة أمريكية كما أنها تمثل حائط صد في مواجهة دولة هشة مجاورة هي الصومال التي تفتقر الى الحكومة المركزية القوية والتي ينظر إليها الغرب باعتبارها ميدانا لتدريب الإسلاميين المتشددين. وقال نوكس تشيتيو من المعهد الملكي المتحد للخدمات في لندن «أخشى ما تخشاه أمريكا هو انهيار كينيا على نفسها من الداخل.» وقال كورت شيلينجر من معهد جنوب إفريقيا للشؤون الدولية «ان بث زعزعة الاستقرار في كينيا يعني ان المنطقة بأسرها غير مستقرة. وهي بالفعل بيئة مضطربة.» وتنظر واشنطن منذ زمن بعيد إلى كينيا بوصفها إحدى الدول المحورية إلى جانب مثيلتيها جنوب إفريقيا ونيجيريا. وتعتبر واشنطن حكومة نيروبي مفتاح الاستقرار وآفاق التنمية الاقتصادية في القارة الإفريقية. ومنذ عام 1998 عندما دبرت القاعدة أول هجماتها القاتلة بتفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا المجاورة مما أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص كانت كينيا خط الجبهة أيضا فيما يعرف بالحرب على الإرهاب. وبعد أربع سنوات من ذلك فجر ثلاثة مهاجمين انتحاريين فندقا في كينيا ليسفر عن مقتل 15 شخصا. وبرهنت كينيا على أنها شريك مخلص للأمن الأمريكي فقد سارعت على سبيل المثال في تكثيف الحشود على حدودها واعتقلت العشرات فيمن يشتبه بأنهم من الإسلاميين المتشددين ممن فروا من الصومال بعد ان طردتهم القوات الإثيوبية من معاقلهم بالصومال أواخر عام 2006 . ومن شأن الاضطرابات الراهنة على اقل تقدير ان تصرف أنظار السلطات الكينية عن القضايا الأمنية الدولية. وقال اليكس فاينز رئيس برنامج إفريقيا في مركز شاتام هاوس البحثي بلندن «تعني زعزعة الاستقرار في كينيا بطبيعة الحال ان التركيز على مسائل على غرار مكافحة الإرهاب سيتلاشى في ضوء مخاوف أمنية محلية.» وأضاف «لن يراقب الكينيون المسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب مطلقا في الوقت الراهن أنهم يركزون على مواجهة المتظاهرين في شوارع نيروبي ومدن أخرى.» وقال محللون في الشؤون الإفريقية إن كينيا كانت مرشحة لاستضافة (افريكوم) وهي القيادة العسكرية الأمريكية الإقليمية الجديدة التي أنشئت في أكتوبر الماضي وهي تعمل الآن من شتوتجارت بألمانيا فيما تسعى من اجل اتخاذ مقر لها في القارة السمراء. وقال تشيتيو «يشعر الأمريكيون بالخجل البالغ من ان يحددوا على وجه الدقة الموقع الذي ستتخذه (افريكوم) إلا ان المؤشرات تقول إنهم سينظرون أولا بوضوح إلى الحلفاء الرئيسيين وكينيا احد هؤلاء.» وأضاف «والآن وبطبيعة الحال هناك علامة استفهام كبيرة بشأن ذلك.» ومضى يقول إن كينيا تواجه مرحلة خطر طويلة المدى من التيارات الإسلامية المتشددة إذا أخفقت في معالجة مشكلة الفقر وتهميش قطاعات من السكان منهم المسلمون الذين يمثلون ما بين سبعة إلى 15 في المائة من تعداد سكان البلاد البالغ 35 مليون نسمة. وحتى الآن فانه لا احد يشير إلى ان هذه الأزمة الطاحنة ستؤدي مباشرة إلى تصاعد أنشطة القاعدة أو ان تؤول إلى إراقة دماء عرقية على غرار ما حدث في رواندا. إما المخاوف الأساسية فتتركز في ان دولة منهكة مثل كينيا ستسعى جاهدة كي تسيطر على حدودها وحتى تحافظ على قوة وفعالية أجهزة مخابراتها وقوات أمنها. وقد تصبح كينيا هدفا للهجمات وان تصير قاعدة جاذبة للمتشددين وذلك نظرا لجودة شبكة مواصلاتها مع منطقة الشرق الأوسط والهند وباكستان. وقال تشيتيو «سيجعل ذلك حتما من كينيا ملاذا سهلا للجهاديين المحتملين إذا انهارت البلاد على نفسها من الداخل.» وأضاف «إن آفاق الحرب الأمريكية على الإرهاب في موقف خطير للغاية.»