أقواس
كم هو رائع ذلك الود الذي ينساب عطرا ً ويعمق في القلب شعاعا ً من الرأفة والتآلف بين عشاق الحرف والنغم.. في ليلة عيدية جميلة كان لعدد من المبدعين- باختلاف عطاء اتهم في الاحتفاء بواحد ممن أعطوا الساحة الفنية - عمق التفوق وشنفوا الآذان بصوت يفوق العنادل تغريدا ًو البلابل شدوا ً.. إنه الفنان الإنسان عبدالكريم توفيق.. ذلك الصوت الذي ظل صادحا ًًردحاً من الزمن ولا يزال كأنه ولد ا ليوم .. كانت وما زالت الأغنية بالنسبة له متنفسا ًمن معاناة السنين وترجمة لبوح القلب الذي أتعبه حب الجميع.. احتفائية صادقة، ولقاء مواساة، لأنه ينهك من عبث الزمان والجحود الذي يقف ضد كل مبدع.للأسف الشديد، رغم أننا نرى أقزاما ً تتقافز ببهلوانية في الساحة الغنائية.. المبدعون إضافة إلى عشاق صوت عبد الكريم توفيق الذي غرس أسمه بقوة المبدع ومتانة المتألق الذي واصل عطاءه إلى اليوم، أصر الجميع على أن يكونوا معه في يوم وفاء جميل في منزله بحضور عدد من قادة المنتديات وروادها، ومنها (جمعية تنمية الثقافة والأدب). وأصر الجميع على أن يتواصل ذلك الحب بإقامة يوم يعنى بتاريخ هذا الإنسان. وكان لمنتدى الشاعر محمد سالم باهيمصي حظ الأسد في يوم من أجمل أيام الأعياد، شاركت فيه فنانة اليمن الأولى أمل كعدل والفنان المتجدد عبدا لله الصنح ومستقبل الأغنية الرقيق فيصل الصلاحي الذي صاحبهم بالعزف على العود باقتدار الموسيقي الحساس سالم الحطاب.. وكان رد الجميل يتوهج من عبد الكريم توفيق حيث غنى رغم (معاناته من القلب وظروفه الصحية). وكان هو ذلك الجميل وذلك الصوت الشادي الذي ظل يصدح طوال السنوات الماضية.عبدا لله باكدادة الشاعر المرهف الحس مدير مكتب الثقافة في عدن أكد بكلمة شفافة أن مثل عبد الكريم توفيق لن يتكرر، فهو قامة فنية تظل في قمة عطائها، وأن اهتمام الدولة بمثل هؤلاء واجب وطني ملزم. ويعجبني في (باكداده) أنه يصر على التواجد في كل لقاء للأحبة، ويضيف تواجده إلى حسه المسؤول وواجبه كإنسان وشاعر نحو المبدعين الذين كما هم قال عبد الكريم توفيق “ كالشمع:. يحترقون من أجل الآخرين”.وموقف الفنانة المبدعة (أمل كعدل) كان صادقا ً حيث إنها أول من فكر بإقامة (يوم الوفاء) لكل مبدع. ورغم إشغالها جاءت للمشاركة بحب وبوفاء. فما أجمل هذه المواقف. رغم بساطتها إلا أنها تؤكد عمق الروابط التي تجمع بين الفنانين.. اُكد الجميع أنهم يحبون (توفيق) ويحترمون كل مبدع له عطاء واضح. ولكني أتساءل بصوت عال ِ: متى تقف الجهات المختصة بمسؤولية أمام من ضحوا بحياتهم من أجل رسم الابتسامة ومن أجل إسعاد الجميع؟. ( عبد الكريم توفيق) يعاني من المرض وهو طريح الفراش دون أن يجد كلمة مواساة طيبة أو اهتماما ً يخفف وطأة الألم ومعاناة العمر، ليس هو فحسب، بل الكثيرون من أمثاله الذين رميناهم وتناسيناهم. والدولة هي الأولى بالاهتمام والرعاية. فقد قدموا أكثر مما قدمه (أهل السياسة) الذين يعيشون نعيم الحياة ورفاهيتها ..ليس شرطا ً أن (يتوسل) المبدع، لكن علينا جميعا ً أن (نتسول) رضاه وإعطاءه ما يستحقه. وسنكون مع ذلك مقصرين لأنه يستحق أكثر من ذلك .. ولزام علينا إعطاؤه حقه باعتزاز وفخر، وردا لجميل عطائه.. سيظل لصوتي صدى وستبقى أحرفي تجلجل بقوة. فلربما يكون لصداها أذنٌ واعية وعقل مسؤول يحترم عطاءات المبدعين.[c1]همسة[/c] أرضنا أرض الزراعة والذهب ما معانا منـهـــا غيــــر الحطبغيـــرنا فايـــزو نحن خــاسرون آه كم ذا القلب حرقها ضلوع آه كم ذي العين تسكبها دموعرب قل للوعي كن حتى يكون* عبدا لله هادي سبيت