ليس من المعقول بأي حال من الأحوال أن يتحول المنكوب إلى مرمى لسهام الأطماع، والنهش الحيواني في روحه بفعل آدمي ومن أناس الأصل أنهم يفعلون شيئاً أكثر من أداء الواجب الإنساني والمهني الذي ينهضون به بأجر مادي من الدولة ومعنوي من المجتمع.هذا الكلام ليس تهويماً أو طوفاناً على أفكار خجلى ينقصها الدليل، بل هو كلام يفهمه أولوالأحلام والنهى، وفي مقدمتهم أجهزة الدولة الرقابية المختصة .. لقد أصبح الإنسان - يا إخواننا - نهشاً، ونهباًَ لبني آوى، وبني هادي كظاهرة عامة تكاد تعمي أبصار الحياة ...أنظروا إلى من ينكب بحريق يذهب بحاله وماله فيه .. ثم ماذا يطلب منه؟ وممن يأتي الطلب؟ وأنظروا إلى المنكوبين في الطرقات الطويلة .. من أول من يقضي على آخر أنفاسهم ويأخذ أنفس ما عندهم من متاع الدنيا بدلاً من أن يقوم بإسعافهم .. ويحفظ لهم أموالهم؟ اسألوا المنكوبين.. لا تسألوا غيرهم فليس أنين النادبة بأصدق وأمر من أنين الثكلى. البعض يكذب، وينكر منطوق الواقع ... ويريد أن يقنعك أن الجبل بحر متلاطم الأمواج، وان النهار المشمس ليل دامس .. يغطي بكلامه ما لا يغطى، ويهرق ماء وجهه، ووجه الجهة التي يمثلها والمنصب الذي يحتله.أمر غريب هو أمر هؤلاء فحتى متى تذهب وتجد حاجتك المسروقة تباع في السوق فلا تجد من يعيدها إليك إلا بعد أن يأخذ منك ضعف الثمن .. فإذا شكوت إلى من هو أعلى أحالك إلى قانون ابن هادي وأقنعك أن هذا هو عين الصواب؟!تقول لهذا الأعلى حاجتي لا تساوي ما صرفت من مالي .. يقول لك: ولماذا أتعبتنا وأتعبت نفسك؟ ولماذا لم تتفاهم مع اللصوص؟ فمن أين جاؤوا بهذه النصوص؟ وما المخرج من هذه الحال؟لذلك، فانني أدعو بكل ثقة إلى العودة إلى تجربة الرقابة الشعبية التي كانت فاعلة في الجنوب - سابقاً - وقوانينها الحازمة .. فلا جدوى من قوانين لا تنفذ.. ولا صلاح في نصوص يسخر منها اللصوص .. ويتلاعب بها الفاسدون .. نريد جهاز رقابة كحد السيف .. يقطع أيادي ورقاب اللصوص .. ويضع أتباع ابن هادي في زبالة الحياة .. هذا هول الحل .. فهل نفعل؟!
لقطع دابر الفساد: نريد جهاز رقابة شعبية فاعلاً
أخبار متعلقة