المعلم أو المعلمة يستطيع أن يقوم في حياة أبناء الجيل الجديد بدور قد يفوق دور البيت أهمية، فالطالب أو الطالبة يقضي في المدرسة أغلب ساعات النهار يتلقى ويدرس ويعيش، واتصاله بأستاذه يكون مباشرة واستعداده للاقتناع به يكون أكبر وفرصة للتفاهم معه أكثر، والمدرس في صورته التالية ليس مجرد آلة تلقي الدرس وينتهي دورها بانتهاء الوقت المحدد، ولكنه رائد ومربٍ ومرشد.. والإدارة دائماً تطالب مدرسيها بتحقيق الصورة المثالية، إن أبناءنا كالعجينة بين أيديهم أن يشكلوها في قوالب النجاح والقوة.إن النظرة الفاحصة العميقة قد تنقذ طالب من الضياع، والكلمة الطيبة قد تعيد الثقة إلى تلميذ.. ومحاولة فهم الأبناء النفسية والعالية والمادية قد تنتشل الكثيرين من هاوية الفشل والانحراف.. وإليكم هذه القصة البسيطة جداً : لقد ظلت ابنة صديقة لي طوال عام دراسي بأكمله تكره المدرسة رغم أنها لم تكن أول سنة دراسية لها وتبكي كل يوم صباحاً حتى تقنع أمها بدموعها أو تدعي المرض حتى أصبحت أمها في حيرة متى تصدقها ومتى تكذبها ولم تكن تبدي أسباباً لكراهيتها للمدرسة ولم يكن من جانب الأم الشك في مدرستها وقد كانت شابة جميلة أنيقة مهذبة الحديث..وفي العام التالي تغير حال الابنة تماماً وأصبحت تتعجل يومها الدراسي الجديد وصارت مرحة مقبلة على أداء واجباتها، واستدرجتها إلى الكلام فقالت في براءة وسذاجة :-مدرستنا هذه السنة أحبها خالص الحب، تصدقين يا أمي بأنها عندما رأتني أبكي في أول يوم لي في المدرسة، ضمتني وقبلتني وقالت لي :يا حبيبتي لماذا البكاء؟ وتركتني طوال اليوم قاعدة بجانبها. وسكتت شاردة، ثم تنهدت قائلة :-مدرسة السنة التي مضت كانت في كل لحظة تراني فيها أبكي تنهرني بشدة وتقول لي :-أنا لا أحب البكاء والذي يبكي يبقى خارج الفصل.. واعتقد أن هذه الصورة على سذاجتها المتناهية يمكن أن تعطينا المثل لما يمكن أن يقوم به المدرس في حياة التلميذ من شتى النواحي النفسية والتربوية.[c1]الأستاذة سعاد الشرفي
مسؤولية المدرسين
أخبار متعلقة