عبدالله باكدادةفنان بحجم الذاكرة وعطاء كنهر الروح وغناء هو من أرقى ما يكون في زمن الأصالة والرقي والانطلاق نحو كل شيء جميل ذلك هو طه فارع وتلك هي فترة الأغنية اليمنية التي ظهر فيها فناننا الكبير ونحت في الصخر ليجد لنفسه مكاناً بين الكبار في واقع لا يعترف إلاّ بمن يستطيع السكن في الفؤاد والبقاء في سويدائه.في زمن كان فيه المرشدي وأحمد قاسم ومحمد سعد والعطروش واسكندر ثابت والزيدي وأسماء كبيرة استطاع طه فارع أن يقدم أنموذجاً لفت من خلاله الأنظار وقال للجميع أنا هنا.وفي قمة إنطلاق الأغنية العدنية التي أسست لها مكاناً بين ألوان الغناء اليمني المعروفة تاريخياً كالصنعانية واليافعية واللحجية وقمة شغف الناس بالغناء العدني الذي أستطاع فرسانه أن يسكنوا به وجدانات الناس كان طه فارع يؤسس لنموذج ينهل من ينابيع تعز الحالمة وجبال صبر الشماء وأستقى من التجربة الغنية للشاعر والملحن عبدالكريم مريد الذي كان في ترحاله ومعايشته لأبناء القرية والعفوية التي يتحلون بها والآلام والأحزان المحيطة بهم من كل جانب جراء النظام السائد والهجرة الإجبارية وبعد الأهل والبلد والحبيب فكّونا ثنائياً نادراً قدَما من خلاله أبدع الأعمال وليس هناك من ينسى :شيبت أنا والشيب ما رحمنيودعوة الأب لعودة الإبن السند والساعد والمستقبل الأمن باعثاً فوق جراح القلب طيباً ودواء .طه فارع الفنان تميز عن أقرانه من الفنانين وأبناء جيله الكبار من أصحاب العطاء في مجالات الإبداع المختلفة أنه كان موثقاً من نوع فريد وشاعراً غنائياً مقتدراً وراصداً لواقع الغناء الذي قرأناه من خلال مؤلفاته التي هي بحاجة اليوم الى إعادة إصدارها ومن خلال الوزير السابق خالد عبدالله الرويشان والمحافظ الألمعي يحيى محمد عبدالله الشعيبي اللذين لم يألوا جهداً في تقديم الرعاية الصحية لفناننا أثناء مرضه والحفاظ على مؤلفاته وأشعاره وتراثه الغنائي والفني .وليس طه فارع وأمثاله من يستحقون الرثاء لأن ما تركوه من إبداع وخلق يجعلنا نراهم ونسمعهم ونكلمهم كل يوم وهم بين ظهرانينا أحياء .وهم من تشكلت بهم ذائقتنا عبر أعمالهم وتأسس وعينا الغنائي بهم .رحم الله فناننا الكبير طه فارع وهو الباقي في قلوب كل من أحبه وسمعه وغنى معه أغنيات الحب والأرض والمطر .[c1]المدير العام لمكتب وزارة الثقافة بمحافظة عدن [/c]
|
ثقافة
طه فارع .. والزمن الأصيل
أخبار متعلقة