نعمان الحكيممالم يكن في الحسبان..ظهر الآن وتجلى في صورة غير مألوفة وبطريقة لم يعهدها أحد أبداً..ذلكم هو المغالاة في الأسعار ورفعها حتى صارت(أم الكوارث)و(أبو الهول)ولا من يوقف هذا المد المريع!أما الماء..وهو(أس))الحياة..فقد فاجأتنا مجلة العربي(العلمي)هذا الشهر بأن العلماء قد تذوقوا مياه الكوكب الأحمر(المريخ)..وهو مالم نكن نتهكم به عندما قلنا في مقال سابق..(نريد مياها ولو كانت من المريخ)!!..ولنتصور فقط الوقت والجهد والماء بأن يأتي الماء من المريخ..في حين تساءلت المجلة قائلة:ترى لو حدث هذا قبل(50)سنة..هل كان سيصدقها الناس..بالطبع كان ذلك ضربا من الخيال أو ربما كفَّر البعض ذلك..والله المستعان!ولأن الماء صار يتنافس على صناعته(كما يحلو للبعض تسمية ذلك)عشرات المعامل والمصانع..وقد امتلأ الشارع اليمني-بالقناني المشكلة والتي تحمل صوراً ومزايا،والقنينة صارت بـ(50)ريالاً أي أنها تنافس البترول-وقالوا،الحكمة يمانية،والبقية بعد ظهور(اللقية)!!المياه المسماة(جوازاً)صحة أو كوثراً،كلها عبارة عن مياه معبأة بـ(ماء+مواد كيماوية)تجعلها متغيرة المذاق ويعلم الله أنها في بعضها مليئة بالقاذورات والأوبئة..أما الثلج فحدث عنه ولا حرج!سيارات تمر أمامك وبوقاحة تحمل لوحة دعاية كبيرة تقول (الثلج القاتل)..فهل يشتري الناس موتهم بأيديهم..هكذا هي ثقافة اليوم-وهناك محلات أخرى تحمل لوحات دعاية للمشروبات والعصائر تقول إحداها(مثير للشهية) فهل الإثارة للشهية تحتاج إلى ذلك أم أن الإثارة تكون للفظة أخرى..؟ومياه عدن زادت الأزمة عن حدها أن تصل الأمور إلى تفريق المتظاهرين،بحثاً عن المياه،بواسطة قوات مكافحة الشغب،فهذا لا يمكن تفسيره إلا بعجز تلك الجهات وفشلها الذريع في أداء مهامها على الوجه الأمثل..ذلك لأن المعالجة بالترقيع والثوب مهلهل تكون نتيجتها معروفة وهي زوال محقق!والشغب أو التظاهر..بحسب الدستور والقانون مكفول في الثانية مرفوض في الأولى،لأن التظاهر حق مكفول شريطة أن لا يمس الممتلكات والحقوق والحريات وأن لا يضر بالآخرين،بقدر ما هو حركة اجتماعية تعبر عن متطلبات لم يتم تلبيتها وهي أمور حضرية،مدنية،لو أحسنّا الاستخدام والقيادة..ولكن على ما يبدو الكل مساهم في الأحداث،و(مافيش حد أحسن من حد)!فأزمة المياه لم تصل إلى هذه الحدة في تاريخ عدن-إلا أيام حرب1994م،وتلك أيام طارئة ولا قياس عليها..فما الذي أوصل مياه عدن إلى هذه الأزمة الخانقة،وكيف تعقدت الأمور في شهر رمضان،لتفعل فعلها المؤسف،من جفاف وتظاهر ومصادمات،وكأننا في معارك إن جاز التعبير!المياه،ليست كهرباء أو بترولاً،أم ديزلاً أو مواداً غذائية يمكن أن يتم الصبر عليها لفترات..كأزمة وتحل،لكن الماء لا يحتمل أن ينقطع يوماً أو يومين برغم أن الناس قد ركبوا فوق منازلهم وداخل مطابخهم وحماماتهم و(داراتهم)خزانات مياه أشكالاً وألواناً لكنها لم تجد في شيء،لأنها لم تمتلئ بسبب قلة الضخ وانعدامها أحياناً ،وإن كنا نلتمس العذر لأهل المياه،بحكم عشوائية الاستخدام وعدم السيطرة الحكومية-الكاملة-على الحقول،وعدم ضبط السرق والمتاجرين بالماء...إلخ لكننا لن نهادن في حق من حقوقنا التي ربما قد تؤدي إلى نهايتنا جميعاً..
|
ابوواب
هل تكون مياه المريخ بديلاً أمثل لأزمة انقطاعات المياه اليومية بمحافظة عدن؟!
أخبار متعلقة