أطلق عليها البعض « لؤلؤة جزر البحر الأحمر», «سندريلا الجزر اليمنية», إنها جزيرة « كمران» اليمنية التي تقع بعد حوالي (6) كم عن مدينة باجل وساحل الصليف، وميل بحري من منطقة شمال رأس عيسى.«كمران» اسم مشتق من كلمة «قمران» وهي من الكلمات الدارجة في اللهجة التهامية المحلية, تجمع بين المناظر الطبيعة البهية والشواطئ الرائعة, وبين التاريخ العريق والذي ترك بصماته واضحة على معالمها الأثرية, وهو ما جعلها من أكثر المناطق جذباً للسياح.تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن كمران كانت مقصدا لعدد من أمراء الأسرة الحاكمة في بريطانيا الذين قضوا فيها أوقاتاً ممتعة إبان الحقبة الاستعمارية البريطانية للمنطقة وجنوب اليمن.تحيط بالجزيرة شواطئ جميلة من جميع الجهات تتنوع ما بين رملية وصخرية والجزيرة تتوسطها منخفضات واسعة صالحة للزراعة في معظمها, وفي نصف الجزيرة الشمالي الأرض مسطحة تنتهي بشواطئ رملية ناعمة.كما تغطي أشجار «الجندل» أو ما يعرف بأشجار المانجروف الساحلي مساحات واسعة من شمال وشمال شرق الجزيرة, وهي ملاذ للغزلان, كما تعتبر المنطقة موائل للعديد من الطيور المستوطنة والمهاجرة، إلى جانب أن المكان بيئة ملائمة لتكاثر أسماك الجمبري وعدد من الأسماك والأحياء المائية الأخرى.ولأن هذه المنطقة يتوافر فيها التنوع البيلوجي من نباتي وحيواني وتكثر فيه الأعشاب البحرية والإسفنج وقنافذ البحر ومناطق تعشيش السلاحف، وبالإضافة إلى غابات الشعاب المرجانية الممتدة على معظم الشواطئ الشرقية والغربية للجزيرة, فإن المنطقة مرشحة لإعلانها محمية طبيعية.هناك أيضاً مجموعة الجزر الواقعة ضمن ارخبيل كمران عند شواطئها الغربية والجنوبية التي تتوفر فيها مواقع غوص عدة على أعماق مختلفة, كما يوجد في الجزيرة ثلاثة تجمعات سكانية, وعند نهاية الجنوب الغربي للجزيرة والمسمى بالفُرّة, يوجد واحد من أجمل المواقع الشاطئية في الجزيرة, وهو عبارة عن واحة خضراء من أشجار الدوم الكثيفة والنخيل الممتدة حتى الشاطئ.وتعتبر كمران المدينة درة الجزيرة ومتحفاً مفتوحاً يجمع كل مفردات المنتج السياحي (البيئي والثقافي) , فهي تطالع السائح عند زيارته الجزيرة عبر القارب القادم من رصيف الصليف على البر الرئيسي.ويوجد بالمدينة جامع كمران الأثري وقلعتها التاريخية القديمة المعانقة للبحر, أما من جهة الشرق فالمباني هي من مخلفات المستعمر البريطاني ومنها استراحة الملكة اليزابيث ومقر الحاكم العسكري البريطاني وثكنات الجنود والضباط ومحطة تحلية المياه, كما إلى الغرب من المدينة توجد واحة خضراء لأشجار مثمرة وغيرها والمكان مجرى واد يسمى «حديقة باريس» يبدأ في الأعلى بسد قديم لتجميع مياه الأمطار ويليه عدد من الآبار الصخرية التي تمتلئ بالماء المتدفق من السد.وكان قد أكد وزير السياحة نبيل حسن الفقيه, مؤخراً, أهمية الحفاظ على الموروث التاريخي والحضاري لجزيرة كمران الذي يشمل القلاع والحصون وصيانة هذا الموروث واستثماره ضمن مقومات الجذب السياحية للجزيرة التي تقع على البحر الأحمر, مشيراً إلى ضرورة الاستفادة من الخليط المذهل الذي تتمتع به الجزيرة من بيئات بحرية وبرية وجمال طبيعة خلابة متميزة بغاباتها الكثيفة التي تنمو فيها أشجار المانجروف.ونوه الفقيه بما تمتلكه الجزيرة من شواطئ رملية ذهبية متعددة على امتدادها، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية, بالإضافة إلى ما تتمتع به من بيئة بحرية خالية من أي تلوث ، فضلا عن احتوائها على شعاب مرجانية فريدة من نوعها ومناطق غوص متعددة وأحياء بحرية وبرية مختلفة.