بدء المحادثات الصينية التايوانية
بكين / 14 أكتوبر / رويترز:بدأت الصين وتايوان أول محادثات بينهما منذ نحو عقد أمس الخميس لكن الخصمين اللذين تدور بينهما خلافات دبلوماسية مريرة في اغلب الأوقات يركزان على مجرد مواضيع عملية قليلة ويتجنبان المشاكل السياسية الحساسة. ويضم جدول الأعمال موضوعين فقط هما بدء رحلات مباشرة وفتح أبواب تايوان أمام أعداد كبيرة من السياح الصينيين. وحظرت الرحلات المباشرة بين الجانبين منذ فرار القوات الوطنية المهزومة إلى الجزيرة في نهاية الحرب الأهلية عام 1949م. ويجلس فريقا التفاوض اللذان يضمان مسؤولي سياحة ونقل متقابلين عبر مائدة طويلة بعد مصافحة طويلة نقلتها كاميرات التلفزيون بين رئيسي الوفدين المبتسمين. ومن المقرر ان تستمر المحادثات طوال اليوم وان يوقع الجانبان اتفاقيات اليوم الجمعة. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن كبير مفاوضي الصين تشين يونلين قوله لدى بدء المحادثات «نشعر بالمسؤولية الكبيرة لهذه المهمة المجيدة ويجب الا ندخر جهدا لتحقيق طموحات الشعب على الجانبين» من مضيق تايوان. ويرأس تشين ونظيره التايواني ب.ك. تشيانج هيئتين شبه رسميتين شكلتا لتدور بينهما المحادثات في غياب علاقات رسمية. وليس من المتوقع ورود اي ذكر لتوقيع اتفاقية سلام او للصواريخ التي تقول تايوان ان الصين توجهها الى الجزيرة او لأي موضوعات اخرى اصعب كثيرا يتجاهلها الجانبان على امل ان يتمكنا اولا من حل مسائل اسهل نسبيا. وقال تشيانج «البنود الرئيسية اليوم هي رحلات مباشرة لطائرات مستأجرة في عطلة نهاية الاسبوع والسماح لسياح من الصين الام بالمجيء الى تايوان.» وعبر عن امله في ان « يبدأ التنفيذ في تاريخ مبكر.» وقال الكسندر هوانج استاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة تامكانج في تايبه ان هذه الجولة ينبغي ان تمهد الطريق لمحادثات منتظمة يجري خلالها بحث قضايا اصعب. واضاف «يفهم الجانبان اننا بحاجة للتحدث عن المزيد من القضايا. نحاول ان ننحي كل القضايا الصعبة جانبا هذه المرة.» وذكرت وسائل إعلام تايوانية أمس الخميس ان من المتوقع ان يدعو تشيانج (75 سنة) تشين لزيارة تايوان واقتراح آلية تعاون على المدى الطويل. ويضم فريق تشيانج 19 عضوا بينهم مسؤولون حكوميون كبار يندر السماح لهم بالمرور الى الصين. ومن المقرر ان يعود الوفد الى تايوان يوم غدٍ السبت. وترجع آخر مرة تحدثت فيها الصين وتايوان بصورة رسمية الى عام 1999 قبل ان يغضب الرئيس التايواني السابق لي تنج هوي بكين بوصف العلاقات بأنها «علاقة خاصة بين دولة ودولة». ولا يوجد جدول زمني لاستئناف المحادثات السياسية المجمدة منذ 1999 لكن الجانبين تقاربا منذ انتخاب ما ينج جيو رئيسا لتايوان في مارس آذار. واستعاد الحزب الوطني بزعامة (ما) السلطة من الحزب التقدمي الديمقراطي المؤيد للاستقلال الذي ترفض بكين التعامل معه. وتزعم الصين سيادتها على تايوان منذ عام 1949 حين فر الى الجزيرة الوطنيون بقيادة تشيانج كاي شيك بعد هزيمتهم امام الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونج في الحرب الاهلية الصينية. وتعهدت بكين باخضاع تايوان لحكمها بالقوة اذا لزم الامر. لكن من المتوقع ان تتخذ الصين خطا تصالحيا هذا الاسبوع في اطار حرصها على تجنب الخلافات الدبلوماسية مع اقتراب دورة الالعاب الاولمبية التي تستضيفها بكين في اغسطس اب. ولا توجد رحلات مباشرة منتظمة حاليا سوى بعض رحلات الطيران المستأجرة في العطلات. ويضطر الركاب المتجهون من بكين الى تايوان او العكس لتغيير طائراتهم في هونج كونج او مكاو مما يثقل على المستثمرين التايوانيين الذين ضخوا ما يصل إلى 100 مليار دولار إلى الصين منذ بدء انفراج العلاقات في الثمانينات من القرن الماضي.