من أرشيف الفنان طه فارع
كما يعرف الجميع أن أستاذنا الشاعر / لطفي أمان ارتبط ارتباطاً وثيقاً بفناننا/ أحمد قاسم الذي نال منه نصيب الأسد كما يقولون من الكلمات الجميلة والراقية فشاعرنا المبدع / لطفي أمان قد أسهم مساهمة فعالة في تطوير الأغنية اليمنية الحديثة في عدن والتي كانت فيأغلبها كلمات ركيكة المعنى في بداية ظهورها إلا القليل منها فأصبحت كلماتها راقية المعنى خاصة التي قدمها فناننا الكبير/ المرشدي مثل (وقفة وحواء) المعروفة بـ (سألتني عن هوايا) و (هجرت وأبعدتني) وغيرها وبعد ظهور الثنائي الناجح / لطفي أمان وأحمد قاسم رحمهما الله استطاعا أن يغيرا مسار الأغنية اليمنية الحديثة في عدن, في مواضيعها وألحانها الجديدة والتي لم تتعود الأذن اليمنية على أن تسمعها. ومن عادة المرشدي تقديم الجديد فذهب إلى الأستاذ / لطفي أمان وطلب منه بعضاً من كلماته التي أحس أنها جديدة في الموضوع مما ستعطي أيضاً لفناننا المرشدي انعطافاً جديداً في مجال التلحين, وفعلاً خرج المرشدي بألحان جديدة في مجال التلحين, من كلمات لطفي مثل أغنية (مش مصدق) – كما لحنها أيضاً أحمد قاسم وأغنية (يا كذا وإلا كذا) وأغنية ( عرفت الحب) وأغنية (يا ليت ما كنا) إلى جانب الأغنية الوطنية ( أخي كبلوني) وأنشودة (يا بلادي).ومن وجهة نظري إن الكلمات هي التي تجعل الملحن يغير من أسلوب تلحينه لأغانيه, كما حصل لأستاذنا المرشدي عندما قام بتلحين أغانيه من كلمات أستاذنا / لطفي أمان, فقدم انعطافاً جديداً في تلحين كلمات لطفي ومثلها قال أستاذنا الراحل / أحمد قاسم, سبقت زمني عندما كنت أقدم أغنياتي, وكانوا يقولون عنها إنها الأغاني التي يلحنها الموسيقار الخالد / أحمد قاسم مصرية جعلوني أكتب في كتابي إنها أغانٍ مصرية, لأن الإنسان يتأثر بمن حوله ومن ثم يؤثر على من حوله, وهذه سنة الحياة, وبعد أن سمعت أستاذي / أحمد قاسم كثيراً وجدت أن أغانيه ليست مصرية وإنما نستطيع أن نقول عليها إنها عربية, وهذه أمانة للتاريخ.إذا ما نقول عن الأغاني التي غناها أستاذنا المرشدي من كلمات لطفي أمان والتي ذكرناها سلفاً – هل هي أغانٍ مصرية – مثل (عرفت الحب) و (يا بلادي) و (يا كذا وإلا كذا) وغيرها, أقول هذا للتاريخ وأحمد قاسم تحت الثرى طيب الله ثراه, وأقول عن أستاذنا المرشدي وهو حي يرزق هذا الكلام .. هل نقول إنه تطوير لألحانه التي غناها من كلمات لطفي أو نقول عنها إنها ألحان مصرية؟ إذاً فقد كان للطفي دور لا يستهان به في تطوير الأغنية اليمنية الحديثة وجعل من يغني من كلماته يطور من ألحانه كما حصل مع فناننا المرشدي.كما كان لطفي يعطي إنتاجه لفنانين آخرين حيث غنى من كلماته الفنان / أبوبكر سالم بلفقيه أغنية (زمان كانت لنا أيام) كما غنى الفنان / سالم بامدهف أغنية (من جمالك) وكذا غنى له الفنان / ياسين فارع أغنية (رمى بالبسمة والنظرة) وأيضاً غنى له الفنان/ محمد صالح الهمشري أغنية (خايف أحبك) والفنان / أبوبكر فارع غنى له (زين الملاح) و (أسمر وعيونه) و (والله حبك) كما غنى له فناننا الراحل / محمد سعد عبدالله (ليش هذا الهجر).وسيلاحظ معي القارئ العزيز أن الفنانين الذين غنوا من كلمات أستاذنا لطفي قد تغير أسلوبهم في تلك الأغاني عما غنوه من سابق قبل تعاملهم مع الأستاذ / لطفي أمان, كما طور الأستاذ لطفي من الكلمات وساهم في تطوير أسلوب التلحين عند الفنانين الذين غنوا من كلماته أو كلمات غير كلماته وما زالت أغاني لطفي تعينن في وجدان من استمعوا إليها وبخاصة أغاني الموسيقار الراحل / أحمد بن أحمد قاسم.