- نعم يا عزيزي (نجيب ) ، كانت مقاومةًً أبطالها آمنوا بأخلا قية أن الكفاح له معنًى واحد مهما اختلفت جغرافية موقعه مع أرض الوطن المجزأ عدن أو صنعاء هو التضحية من أجل قيم سامية ترسخت في دواخل الفدائي الأصيل ، نعم إنهم مقاومون انتقلوا من أرض معركة إلى أرض معركة ثانية ، ومن قتال رفاق السلاح إلى قتال مرتزقة يحاصرون العاصمة صنعاء .هي المقاومة الشعبية التي أتاحت للجماهير صغاراً و كباراً ، الدفاع عن الثورة والجمهورية في عامها الخامس منذ أربعين سنة عندما حاصر فلول المرتزقة وأعداء الثورة الذين جمعتهم الكراهية للوطن والتغيير نحو الأفضل والأجمل في حياة الناس والبلاد . وهي المقاومة التي ارتكزت على وثيقة ساعدت القوات المسلحة والأمن في الدفاع عن المدن ، والمحافظة على الأمن من أعداء الثورة والجمهورية وكشف العناصر الملكية والرجعية ،ومحاربة العناصر المشبوهة والانتهازية والمرتشية والجواسيس الذين يعملون ضد الثورة والنظام الجمهوري والتصدي بصلابة للنعرات الطائفية والعنصرية والانفصالية التي ترمي إلى تمزيق قوى الثورة والجمهورية والوحدة الوطنية .ومراحل الانتصار وتحقيق شعار (الجمهورية أو الموت) كان أبطال المقاومة كما أثبتت الوقائع أرق أفئدة مع السكان وحرصت على مراعاة حياتهم المعيشية والنفسية وضمان حاجاتهم اليومية البسيطة .. وبالغت في احترام السكان كما ورد في مذكرات المقاوم الوحدوي (عمر الجاوي) إلى درجة التضحية بهدف الحفاظ على الجبهة الداخلية وكتمت السر عن أفعال تضر بالمقاومة وتطعنها في الظهر ..فكانت مقاومةً التزمت إلى جانب الدفاع ، السلوك الفاضل بهدف كسب بسطاء السكان وعزل الطابور الخامس ومن ثم محاصرته .انتصرت المقاومة لأنها كما قال الشاعر الكبير (عبد الله البردوني ) بأنها مقاومة أدهشت جيوش الحروب بالاستبسال واقتحام الغمار والالتحام مع الموت وجهاً لوجه ..وهي كذلك المقاومة التي شهد لها بعض (الشيوخ) بأن المقاومين عندما كانوا يقومون بتفتيش البيوت التي أطلقت منها النيران على المقاومة ، لاقوا براميل مليئهً بالريالات الفضية وما مد مقاوم إليها يداً طبعاً لأنها كانت (مغرم لا مغنم ) .كانت مقاومةً أيضاً ضد الحصار التمويني الذي فرضه تجار الحروب على السكان ..فكانت مسؤولية المقاومة البحث عن السلع الضرورية وتأمينها .ونعيد إلى الأذهان أنه لأول مرة ٍ في تاريخ البشرية يغامر (الطيار جوهر) الذي يعتبر من أبطال السبعين يوماً المجهولين في نقل الجاز (الكيروسين)والنزول في بقع لا تمت إلى المطارات بصلة كما وصفها في مذكراته المقاوم الوحدوي ، ابن الجاوي .كثيرةُُ هي المآثر العظيمة التي اجترحتها المقاومة الشعبية للانتصار للثورة والجمهورية .. فهل يمكن لمن تبقى من المقاومين التنسيق مع المراكز التوثيقية والمعنية بالبحوث والدراسات ومن ضمنها الندوة الحالية بهذا الصدد التي تنظمها دائرة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة أن يسطروا الحقائق من أرشيفٍ ما زال مخفياً أو متخفياً ، للوصول إلى الحقيقة بعينها وليس لغرض تحديد من كان المخطئ أو المصيب فقط وكلمة الحقيقة التي يتوجب اكتمال فصولها لتبقى إرثاً للأجيال ؟ .
|
اتجاهات
من أسباب الانتصار
أخبار متعلقة