صـباح الخـير
[c1]عبدالرحمن أنيس[/c]قبل حوالي عام كتب الأستاذ جلال دويدار الكاتب والصحفي المصري المعروف مقالاً في أحدى الصحف المصرية وصف فيه المطربتين ( نانسي وروبي ) بأنهما الدولتان الحاكمتان حالياً بعد انقضاء زمن حكم فارس والروم والإتحاد السوفيتي وغيرها من الأمبراطوريات التي ولى زمانها وانثنى الزمن على دول من نوع آخر.والحقيقة ان المتابع لحال الشباب في هذه الأيام واهتماماتهم وميولهم تتجلى له مصداقية الرؤية التي طرحها الأستاذ جلال دويدار قبل حوالي عام وهي اليوم أقرب إلى التصديق من أي وقت مضى .أرى أن الوضع يدعو للاهتمام والملاحظة من حيث اهتمام الشباب بآخر إصدارات من كليبات الفنانات العصريات واهتمامهم بجديد الكليبات أولاً بأول ، مع أنها من وجهة نظري وهي غير ملزمة لأحد لاتمثل الذوق الرفيع في الفن اذا ماقارنا بينها وبين أغاني مارسيل خليفة وجوليا بطرس وغيرها من الاناشيد الوطنية والأغاني الهادفة الرفيعة .في إحدى الصحف قرأت تقريراً عن تزاحم الفتيات في بعض الدول على استخراج تراخيص لممارسة مهنة الرقص كونها أكثر المهن إدراراً للدخل بما يعني أن هز الخصر والايحاء المباشر اصبح يحقق لأصحابه مالايحققه الحاصلون على أكبر الشهادات في مختلف التخصصات وذلك يرجع إلى الثقافة التي تسيطر على الواقع العربي والعقلية التي أصبحت تتحكم بالشباب ، والتي ساهم في ايجادها الإعلام وقنواته الفضائية التي أصبحت بمثابة جيش جرار من حيث عددها الكبير . هذا هو الزمن الحالي زمن أغاني الجسد بدلاً من الأغاني العاطفية الراقية و الوطنية والثورية زمن الشباب فيه لايهتم بغناء الصوت والمعنى واللحن الجميل بل يهتم بغناء الاجساد وهز الخصور وهذا ماجعل شركات الانتاج تضاعف من هذه الانتاجات لما لاقته من رواج لها عند الشباب المتحضر الذي يعاني من حالة خواء عقلي ساهم في شيوع الفن الهابط. إن ابتعاد الشباب عن الثقافة الصحيحة وابتعادهم عن قراءة تاريخهم وماضيهم وابتعادهم عن الالمام بالعلم والمعلومات والبحث العلمي وانصرافهم الى ثقافة الكليبات وشرائط الأغاني ومتابعة ذلك بنهم وانهماك لايبشر بخير ويدل على أن الشباب تائه في متاهات وتفاهات تعيده مئات السنوات إلى الوراء بينما يظن هو انه يتقدم ويسير إلى الامام . أملنا في أن تتصحح ثقافة الشباب وأن يبحث عن مايرفعه ويسمو به بدلاً من البحث عن أغاني الاجساد وثقافة الاستهلاك ، عليه أن يبحث عن المعنى الاجمل بدلاً من الجسد وعلى جميع القنوات ووسائل الإعلام ان تعمل على ترسيخ هذا المبدأ حتى يتم الحد من الثقافة السيئة وتعود الثقافة السليمة إلى عقول الشباب.