القيادات العسكرية والشرعية لتنظيم القاعدة هي وحدها القادرة على تحريك الخلايا وتجنيد كوادر جديدة واستغلال تنظيمات هامشية لشن هجماتها ضد المنشآت والقيادات وتشكيل جيوب انتحارية، وبدون هذه القيادات يبقى الأمر أكثر هدوءاً. ومن خلال استقراء سريع للتنظيم وقياداته في السعودية نجد أن قيادة التنظيم مرت بمراحل متعددة كان أولها بعد أحداث سبتمبر حينما جمع يوسف العييري القيادة العسكرية والشرعية وهي نادراً ما تجتمع، ومن المعلوم أن العييري حصل على الثقة المطلقة من أسامة بن لادن من خلال ملازمته الطويلة في أفغانستان والسودان واعتماد بن لادن عليه في الصومال مما أكسبه خبرة عسكرية بالإضافة إلى اهتماماته الشرعية التي أكسبته حضوراً كبيراً في التنظيم فاق الجميع، وبمقتل العييري خسر التنظيم قيادة نادراً ما تجمع هذه الصفات. بعد ذلك تولى المقرن القيادة والتي حاول أن يجمع فيها القيادتين الشرعية والعسكرية لكنها لم تصل إلى ما وصل إليه العييري، وكان الجانب العسكري طاغياً على شخصية المقرن، وقد تمثل ذلك في نوعية العمليات التي قادها والتي تعتبر جديدة على تنظيم القاعدة في السعودية.تلا ذلك فارس بن شويل في القيادة الشرعية وخالد حاج في القيادة العسكرية وهو أول انفصال في القيادتين لدى التنظيم في السعودية، ثم توالت القيادات للسياري وفهد الجوير والعتيبي وكانت كلها في الجانب العسكري.الجانب الشرعي كان منذ بداياته منفصلاً في غالبه عن القاعدة بصفته التنظيمية وكان يتم حشد من تتوافق معهم القاعدة في الرؤية للاستفادة من آرائهم التي تتقاسم وأيديولوجيا القاعدة من خلال المسائل الأكثر شيوعاً لدى التنظيم: إخراج المشركين من جزيرة العرب، التكفير للمعيّن، دفع الصائل، الاعتراض على الاحتكام للقوانين الوضعية والمنظومة الدولية، كفر الدولة، وغيرها من القضايا الشرعية التي يسعى التنظيم إلى إبرازها لخدمة هدفه، لذا فقد كان المشايخ حمود العقلاء وعلي الخضير وناصر الفهد والخالدي وسلطان بن بجاد وعبدالله الرشود وعيسى العوشن وعبد العزيز الصويلحي يشكلون رافداً علمياً وروحياً كبيراً لمن هم خارج التنظيم. بالإضافة إلى مجلة صوت الجهاد التي كانت إلى وقت قريب هي الرافد الأساسي للتنظيم من الناحية الشرعية، وإن كان التنظيم اليوم يعتمد بشكل كبير على ما يرد إليه من العراق، وهذا يشكل خطراً كبيراً بلا شك. يبقى السؤال: لمن القيادة اليوم في التنظيم في السعودية وما مستقبله؟لا يزال الوضع بعد الإعلان الأمني غير متضح المعالم، فكثير من أفراد التنظيم بدؤوا يتداعون إلى ترك المملكة بسبب الحصار الأمني الكبير والخروج إلى العراق، بينما هناك تسريبات بأن بن لادن سوف يصدر تعليمات بنفسه للتنظيم في السعودية، ما يمكن أن يعد مؤشراً خطيراً لتولي بن لادن قيادة القاعدة في السعودية. إلاّ أن خطورة بن لادن في قدرته على جمع الأتباع والرفع المعنوي لأفراد التنظيم قد تعيقها صعوبة الاتصال الذي يعد الحلقة الأخطر في حركة أي تنظيم.وعليه فإن الاحتمالات تبقى مشرعة إلى أن يصدر قرار التنظيم الحاسم لمستقبله في السعودية في بيان لم يصدر إلى اليوم. [c1]نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية [/c]
القاعدة في السعودية إلى أين؟
أخبار متعلقة