الوحدة اليمنية لم تكن فكرة راودت أحداً أو سلعة تتطلب المزايدة عليها .. بل هي في الأصل إعادة اللحمة لوطن وشعب وأسرة واحدة فرقها المستعمر والسلاطين والإمامة وكرسوا فيها روح الفرقة والتمزق والتشرذم والظلم والطغيان والجهل والمرض ، فأذاقوا الشعب اليمني مرارة الفرقة والتشتت، لذلك ثار ضدهم ولقنهم دروسا في كل الميادين ويصعب في هذه العجالة التحدث عما قدمه هذا الشعب من تضحيات جسام في الروح والدم والمال من أجل التحرر من العبودية والاستعمار والملكية والسلاطين .. والتاريخ خير شاهد على ذلك ، وسجل تلك الملاحم البطولية لأبناء هذا الوطن الواحد في كل السهول والوديان والجبال وأختلط الدم اليمني الواحد دم كل الأبطال من الضالع وإب وردفان وتعز وصنعاء وعدن ولحج والحديدة وأبين وشبوة وحضرموت وكل المحافظات وكانوا جميعهم في خندق واحد، خندق النضال والثورة ، وبهذا سطروا ملحمة وحدوية بطولية سجلها التاريخ بأحرف من نور ( 26 سبتمبر و 14 أكتوبر ) . وكانت هي البداية الحقيقية لوضع مداميك الأسرة اليمنية الواحدة والتي توجت برفع علم الوحدة اليمنية في الـ 22 من مايو 1990 م في مدينة عدن ثغر اليمن الباسم العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن السعيد .من هذا المنطلق نؤكد أن الوحدة اليمنية مطلب شعبي كبير لا رجعة عنها ولا مساومة عليها وهي ليست مرتبطة بشخص أو شخصين أو مجموعة ، وإنما بشعب تعداده أكثر من (( 20 مليون نسمة نذر نفسه وكل غال ونفيس في سبيل الحفاظ على تماسك ووحدة الأسرة اليمنية الواحدة .فالذين يحاولون اليوم العبث بمقدرات هذا الشعب ومنجزاته هم أنفسهم الذين حاولوا من سابق شق الصف وتمزيق الأسرة الواحدة وفشلوا فشلاً ذريعاً في تحقيق مآربهم لان كل الشرفاء الغيورين على وطنهم وأسرتهم وقفوا وقفة واحدة كالطود ولقنوا أعداء الوطن درساً لاينسى ، لكن يبدو إن ( الزمار يموت وأصابعه بتلعب ) لهذا هم تناسوا وتجاهلوا دروس الماضي معتقدين ان الدماء الزكية والأرواح الطاهرة التي سقطت في الدفاع عن وحدة الارض والشعب رخيصة .. لكن نقول لهم هيهات ولا نامت أعين الجبناء ، فالوطن سيظل واحدا موحدا رغم كيدكم ومحاولاتكم في زج البعض في أتون معركة الكل فيها خاسر لان الجميع أسرة واحدة . لذا كلنا متفقون ان الوحدة قدر ومصير الشعب بل وعزته وكرامته وقوته وازدهاره ، وهي غير خاضعة للمساومة ويجب الحفاظ عليها والتمسك بها .إن من يحاول أن يدق (أسفيناً) بين الاخوة عليه ان يتذكر بانه خاسر وان محاولاته ستبوء بالفشل مادام الدم واحداً والشريان واحداً والقلب واحداً فعليه أن يموت الف مرة بغيضه ، فالوطن قد خبره وجربه وذاق مرارة الحياة بين يديه .فالوحدة بريئة من كل ما يلصق بها من تهم جزافا ، والأخطاء والسلبيات ان وجدت هنا او هناك فهي من عمل البعض غير المسئول أو الجاهل ، وعلى المعارضة ان تحدد مكامن الخلل والقصور بموضوعية وعقلانية وبأسلوب بناء يساعد على النقلة النوعية في مختلف المجالات بما يخدم المواطن ومصلحته أولا والحفاظ على مكانة الوطن والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام بدلا من المناكفات والمكايدات السياسية التي لاتخدم الوطن والمواطن.فالجميع سلطة ومعارضة يجب ان يعيا انهما يعملان لمصلحة المواطن أولا وهما في خدمته ولاغنى لهما عنه لانه حجر الزاوية في التنمية .وعلى من يعمل في اتجاه زج المواطن في المناكفات السياسية ، وتعبئته تعبئة خاطئة من خلال خلق ثقافة الحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد بدلا من جعله يتابع مسيرة حياته العملية في البحث عن لقمة عيشه ، وبدلاً من جعل الدولة تلتفت لعملية البناء والتطوير وتحسين معيشة المواطنين تنشغل بالتصرفات الخرقاء والهوجاء لهؤلاء ضعاف الانفس ، وهذا بحد ذاته يوجه ضربة قاصمة للاقتصاد الوطني ويضيف أعباء جديدة على الدولة ، عليهم أن يعوا ان الوطن بحاجة الى جميع أبنائه ، وأن يعلموا ان الشعب اليمني قد شب عن طوقه ، وأصبح مجربا وقادرا على التعامل مع هذه التصرفات بسعة صدر وبأسلوب يفوت الفرصة على أعداء الوطن .
الوحدة اليمنية مرتبطة بشعب تعداده أكثر من ( 20 ) مليون نسمة
أخبار متعلقة