دبي / كونا :تعد قلعة البحرين احد أقدم المعالم التاريخية في منطقة الخليج ان لم يكن أقدمها إذ تم حولها صناعة تاريخ البحرين عبر العصور حتى غدت معلما حضاريا سجلته الأمم المتحدة ضمن قائمة التراث العالمي الإنساني.ويمثل موقع القلعة منطقة تحصينات عسكرية بالقرب من الساحل الشمالي لجزيرة البحرين وتحديدا بالقرب من قرية كرباباد حيث كون موقعها ثلاث قلاع في عصور متعاقبة الأولى يرجع تاريخها الي ماقبل الميلاد حيث شيدت على الطراز الإغريقي والثانية لفترة مابين القرنين ال11 وال12 الميلاديين والثالثة وهي التي تقف شامخة في الموقع حتى الآن وتعود الى الحكم البرتغالي للبحرين والذي شيدها على أساسات القلعة الثانية في القرن ال16 الميلادي.واستخدم البرتغاليون الذين حكموا البلاد لفترة تقارب ال80 عاما القلعة لقمع سخط الأهالي وإجبارهم على الولاء حيث تتكون القلعة من أربعة حصون ضخمة وبقايا برجين في الوسط وجدران متكاملة تربط الحصون الثلاثة بعضها ببعض ويحيط بها خندق وقد عرفت لفترة باسم (قلعة البرتغال).ويرجع تاريخ التل حيث موقع قلعة البحرين الى حضارات دلمون وتايلوس إذ تم اكتشاف أثار لوجود بشري يعود الى نحو 2300 سنة قبل الميلاد وقد كشفت التنقيبات عن بقايا بناء لست مدن على مر التاريخ تقع في محيط القلعة.ويمثل الشكل الحالي للقلعة بناء متعاقبا حيث بنيت هذه القلعة من قبل حكام عرب محليين في القرن ال14 الميلادي على مبان تعود لفترات مختلفة وتتكون من أربعة أبراج دائرية في كل زاوية برج وبعض الغرف الخاصة بالذخيرة والغرف الخاصة بالجند.إما البناء الثاني فقد جدد بعد البناء الأول من قبل حكام عرب محليين وتم توسعة القلعة من الخارج وذلك ببناء سور خارجي خلف السور الأصلي مع إضافة أبراج جديدة دائرية الشكل. وجاء البناء الثالث على أيدي البرتغاليين بعد ان قاموا باحتلال الساحل الممتد من رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب القارة الأفريقية الى الهند ومنها استولوا على البحرين في الفترة من 1521 / 1602.واثناء احتلالهم للبحرين في تلك الفترة لفت انتباههم موقع قلعة البحرين الاستراتيجي فاستخدموها قاعدة عسكرية لهم وأثناء الاحتلال قرروا بناء إضافات جديدة في وسطها مثل بناء مقر خاص للقائد كما قاموا بتوسيع سور القلعة وأضافوا أربعة أبراج مربعة الشكل.وتمثل القلعة في الوقت الحالي أهم موقع سياحي في البحرين إذ قامت الحكومة البحرينية بترميمها مع بيان كل المراحل التاريخية التي مرت بها مع الحفاظ على المواقع الأثرية المحيطة بها.وتقيدت البحرين بالشروط التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) من اجل تسجيل القلعة ضمن قائمة التراث العالمي الإنساني وتم هذا بالفعل حيث أعلنت (اليونسكو) إدراجها على لائحة المواقع العالمية
قلعة البحرين من صناعة التاريخ الى قائمة التراث العالمي الإنساني
أخبار متعلقة