سلطنة عمان الشقيقة تحتفل بعيدها الوطني السادس والثلاثين ..
[c1]* إنجازات عظيمة في عهد جلالة السلطان قابوس باني نهضة عمان* حكم البوسعيد قدم سياجا لدعم الوحدة الوطنية العمانية [/c] إعداد / حسن قاسمتحتفل سلطنة عمان الشقيقة في الثامن عشر من نوفمير الجاري باليوم الوطني.وتأتي هذه المناسبة والعلاقات اليمنية العمانية تشهد تطوراً متنامياً في التعاون في مجالات متعددة بتوجيهات كل من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد وذلك انطلاقاً من الروابط التاريخية ووشائج القربى التي تربط الشعبين الشقيقين.وتحتفل السلطنة هذا العام في ظل انجازات ونجاحات تحققت في مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي وصلت بالسلطنة إلى مصاف الدول المتقدمة.لقد دخل التاريخ العماني مرحلة جديدة وضع ملامحها جلالة السلطان قابوس بن سعيد في الثالث والعشرين من يوليو عام 1970م بمسيرة النهضة العمانية الحديثة امتداداً واستمراراً للتاريخ العماني العريق الضارب في عمق الزمن واستجابة لتحديات الواقع والطريق الواعد للانتقال بالسلطنة إلى آفاق القرن الحادي والعشرين.صحيفة 14 أكتوبر تفاعلاً مع هذه المناسبة تنشر في هذا الموضوع معلومات عن تاريخ ونشأة السلطنة والنجاحات التي حققتها أسرة البوسعيدي في تطور ونهضة السلطنة.[c1]تواصل حضاري واسع[/c]عمان دولة قديمة قدم التاريخ اسهمت في مراحل تاريخية عديدة بنصيب وافر ، كما كانت في فترات اخرى قوة بحرية سياسية مؤثرة امتدت علاقاتها وصلاتها الى الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مراحل تاريخية مبكرة.إن الجسر الاساسي الذي يمتد عبر حقب التاريخ المختلفة والذي يربط النهضة العمانية الحديثة بمراحل الازدهار التاريخية يتمثل في قدرة قيادتها على تحقيق الوحدة الوطنية وبناء القوة الذاتية وبناء اقتصاد قوي على اساس من الامن والاستقرار والسياسة الحكيمة وادارة شؤون الدولة بحنكة ودراية على كافة المستويات.وتشير الدراسات التاريخية الى الصلات العديدة بين الحضارة العمانية وحضارة الشرق القديم في الصين والهند وبلاد مابين النهرين فضلاً عن الصلات مع حضارات شرق البحر المتوسط ووادي النيل وشمال افريقيا.لقد مثل التاريخ العماني سلسلة متصلة الحلقات إسوة بتاريخ الامم والشعوب ذات الحضارة والدور التاريخي الذي يمر بمراحل مختلفة .. بينما تمكنت عمان خلال حكم / اليعاربة/ الذي بدأ عام 1624م من طرد البرتغاليين من السواحل العمانية والخليج العربي والمحيط الهندي، إن الدولة " البوسعيدية" التي بدأت على يد مؤسسها الامام احمد بن سعيد عام 1744م والتي يمثل عهد جلالة السلطان قابوس امتداداً لها استطاعت على مدى اكثر من قرنين ونصف القرن ان تضع عمان في مصاف الدول المؤثرة.وشكلت عمان على امتداد التاريخ مركزاً حضارياً نشطا تفاعل منذ القدم مع مراكز الحضارة في العالم القديم ، وبينما كانت عمان واحدة من المراكز الحيوية على طريق الحرير في الشرق والغرب فانها كانت كذلك مركزاً تجارياً وبحرياً مزدهراً في المحيط الهندي حتى منتصف القرن التاسع عشر .وقد امتدت علاقاتها إلى مختلف القوى الدولية منذ وقت مبكر وتفاعلت بقوة مع محيطها الخليجي والعربي والدولي باعتبارها مركز التواصل الحضاري مع الشعوب الاخرى.ومن هذه الارضية الحضارية انطلقت مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد وهي تتمتع بالمقومات الضرورية لبناء حاضر مزدهر يربط بين الماضي العريق والمستقبل المشرق .[c1]المساهمة في نشر الإسلام[/c]كانت عمان من أوائل البلدان التي اعتنقت الدين الاسلامي في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام.. فقد بعث عليه السلام عمرو بن العاص الى ( جيفر) و( عبد) ابني الجلندي بن المستكبر - ملكا عمان آنذاك يدعوهما الى الاسلام فاستجابت عمان بقيادة ابني الجلندي واصبحت منذ ذلك التاريخ واحدة من القلاع الحصينة للاسلام والتي ساعدت على انتشاره في كثير من المناطق خصوصاً في شرق ووسط افريقيا.وخلال السنوات الاولى للدعوة الاسلامية ساهمت عمان بدور بارز في حروب الردة التي حدثت بعد وفاة الرسول (ص) كما شاركت في الفتوحات الاسلامية العظيمة براً وبحراً لاسيما في العراق وفارس وبلاد السند والاسهام الابرز تمثل من خلال نشاطها التجاري والبحري الكبير في شرق افريقيا خصوصاً في القرن التاسع عشر بالتعريف بالاسلام ونشره في كثير من مناطق الساحل الشرقي والوسط الافريقيين.. كماحمل العمانيون الاسلام معهم الى الصين والموانيء الاسيوية التي تعاملوا معها.[c1]أهمية موقعها[/c]تمتلك سلطنة عمان موقعاً استراتيجياً بالغ الاهمية كان له دوما صدى قوي في سياستها وخياراتها واسلوبها في التعامل مع كثير من القضايا والتطورات.تقع السلطنة في أقصى الجنوب الشرقي لشبه الجزيرة العربية وتمتد بين خطي عرض (26 - 40) درجة شمالاً وبين خطي طول(50 - 59) درجة شرقاً وتطل على ساحل يمتد اكثر من 1700 كيلو متر.يتبعها عدد من الجزر الصغيرة في خليج عمان ومضيق هرمز.ومن هذا الموقع تسيطر سلطنة عمان على أقدم وأهم الطرق التجارية البحرية في العالم وهو الطريق الذي يربط الخليج العربي بالمحيط الهندي وتبلغ مساحة السلطنة 309.500 كيلو متر مربع.[c1]التقسيم الإداري للسلطنة[/c]يعد التقسيم لاداري للسلطنة من الملامح المميزة للدولة العصرية حيث يضم هذا التقسيم ثلاث محافظات وهي مسقط وظفار ومسندم وتمثل كل منها أهمية خاصة إدارية وجغرافية واقتصادية وعلى نحو متكامل من المناطق الخمس الاخرى وهي الباطنة والظاهرة والداخلية والشرقية والوسطى .وتضم كل هذه المحافظات والمناطق عدداً من الولايات يصل مجموعها الى 59 ولاية.[c1]البوسعيد ( من التحرير إلى بناء الدولة العصرية) [/c]مثلت مبايعة الامام احمد بن سعيد الذي كان والياً على صحار وماحولها عام 1742م بداية لحقبة جديدة في التاريخ العماني واستمرت بمراحلها المختلفة على امتداد اكثر من قرنين ونصف القرن حتى الان وتمكن الامام من اعادة توحيد البلاد واخماد الفتن الداخلية وانشاء قوة بحرية كبيرة الى جانب اسطول تجاري ضخم.وبعد وفاة الامام احمد بن سعيد في مدينة ( الرستاق) سنة 1783م التي كانت عاصمة فلسفة عدد من الائمة والسلاطين الذين حافظوا على استمرار حكم اسرة البوسعيد .. وفي عهد حفيده حمد (1784م - 1792م) انتقلت العاصمة من ( الرستاق) الى مسقط لتستقر فيها حتى الآن.وكان استمرار حكم اسرة البوسعيد منذ منتصف القرن الثامن عشر قد قدم سياجا لدعم الوحدة الوطنية العمانية التي بلغت دروتها في السيد سعيد بن سلطان (1804م - 1856م) ، ثم في عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد باني عمان الحديثة.. وبغض النظر عن بعض فترات الضعف والانكماش الا ان هذه الحقبة قد أثمرت عدداً من الانجازات الهامة في مسيرة عمان التاريخية كان من ابرزها :- التخلص من كل صور ومظاهر الاحتلال والنفوذ الاجنبي.- بناء امبراطورية عمانية خلال النصف الاول من القرن التاسع عشر وفرض وجودها البحري في المحيط الهندي واقامة علاقات سياسية متوازية مع القوى العظمى في ذلك الوقت.- التغلب على مختلف التحديات الداخلية والاقليمية وتبني علاقات متوازنة خليجياً وإقليمياً ودولياً.- بناء دولة عصرية مزدهرة- تحقيق استمرارية ووحدة التاريخ العماني.[c1]نجاحات وإنجازات[/c]شهدت السلطنة خلال الستة والثلاثين عاماً الماضية نقلة نوعية ونهضة تنموية شاملة في قطاعات التنمية والاقتصاد والتجارة والنفط والزراعة والاسماك والتربية والتعليم العالي والتدريب المهني والاسكان والمواصلات والاتصالات والكهرباء والمياه وجرى الاهتمام بالشباب والتراث القومي والثقافة والسياحة وتعزيز القدرات الامنية والدفاعية للسلطنة.وجرى في السلطنة إنشاء وتطوير هياكل ومؤسسات الدولة العصرية ادارية وتنفيذية وفي مجال الشورى والسلطة القضائية كذلك فإن النظام الاساسي للدولة كفل كل الضمانات ليتمتع المواطن العماني بحقوقه ويمارس واجباته في إطار يقوم على المساواة والعدل وسيادة القانون ومن ثم المشاركة في صنع القرار وجهود التنمية سواء من خلال مؤسسات الشورى العمانية او من خلال الاجهزة المحلية في الولايات والتي تضطلع بدور حيوي في ادارة مصالح المواطنين في مختلف المناطق.. [c1]السياسة الخارجية [/c]تتسم السياسة الخارجية للسلطنة بالعقلانية والموضوعية والمشاركة الفعالة والمؤثرة في مختلف المواقف والمساعي الخيرة لصالح دول وشعوب المنطقة والعالم ككل.وتحكم السياسة الخارجية العمانية مجموعة من المبادئ التي تحدد خطوطها الاساسية ومساراتها والمتمثلة في :- انتهاج سياسة عدم الانحياز.- احترام القوانين والاعراف الدولية.- دعم التعاون بين دول الخليج العربي.- تدعيم العلاقات مع الدول العربية والوقوف الى جانب القضايا التي تهم العالم العربي.- اقامة علاقات ودية مع كافة الدول الاسلامية.- الوقوف الى جانب القضايا الدولية العادلة.وفي إطار هذه المبادئ استطاعت السلطنة عبر سياستها التي اتسمت بالوضوح والصراحة والقدرة على إقامة علامات متوازنة مع كافة الدول بغض النظر عن طبيعة نظمها السياسية والاجتماعية القيام بدور ملحوظ في معالجة كثير من القضايا الخليجية والعربية والاسلامية والدولية بمصداقية مشهودة.