تشعر المرأة العاملة بتأنيب الضمير .. بمعنى تشعر بانها موزعة بين العمل والبيت وانها لا تؤدي وظيفتها في المكتب ولا في البيت كاملة .. انها موزعه بين تأكيد ذاتها بالعمل وبين واجبها نحو بيتها وزوجها واولادها .. وقد تصل في نهاية هذا العذاب الى قرار واحد هو ان تختار بين عملها وبين بيتها !!ولا تنعكس حيرة المرأة عليها وحدها ولكن على زوجها واولادها .. ان ازدياد جنوح الاحداث وانتشار المنحدرات بينهم وجرائم الاغتصاب وغيرها من مظاهر الانحراف سببها افتقاد الابناء لدفىء البيت الذي لا توفره الحياة الحديثة والتي تجعل الرجل يسعى الى زيادة دخله بزيادة ساعات عمله وتدفع المرأة للبحث عن ذاتها وزيادة دخلها .. وهكذا ينشغل الاثنان في معركة كسب العيش وتكون النتيجة او الضحية هم الاولاد .. ان شعور المرأة بالذنب يجعلها عصبية ويدفعها الى ان تتصرف تصرفات طائشة سواء في المكتب او المصنع او البيت فهي قد تربت على اسطورة الامومة الشاملة التي سارت طوال القرون الماضية وحتى الخمسينات كانت هي النظام الاجتماعي السائد .. اي ان الرجل يعمل في المكتب والمرأة تعمل في البيت فاذا فكرت في النزول للعمل تعرضت لعاصفة من النقد من الجميع سواء من اسرتها او مجتمعها ولكن هذه النظرة بدأت تتغير بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التي قتل فيها عشرات الملايين من الرجال او اصيبوا اصابات بالغة في ميادين القتال ولم يكن هناك حل الا دخول المرأة الى ساحة العمل لاعمار ما دمرته الحرب ولانتاج الطعام والشراب وهكذا كانت الضرورة الاقتصادية هي المحرك القوي لتسريع دخول المرأة ميدان العمل . بل ويزيد من قيمتها الاجتماعية عندما اصبح الشاب العاجز عن تمويل الزواج يبحث عن امرأة تشاركه الانفاق بل اصبحت المرأة التي تلازم البيت وتضحي بالعمل بئاً اقتصادياً .ان المرأة التي تتعلم وتحصل على شهاداتها الجامعية تشعر انها اهدرت وقتها وصحتها على الدراسة تم انتهت بتعليق الشهادة في البيت من دون ان تستفيد منها .. وهي تنظر الى زميلاتها اللواتي التحقن بالعمل بشيء من الأسى وربما الحسد ان ازدياد عدد الرجال الذين يعانون من البطالة دفع الكثير من المفكرين والاقتصاديين الى مطالبة المرأة بالعودة الى البيت حتى تتوفر الوظائف للرجال .. فالزوج الذي يجد زوجته تخرج الى العمل صباحاً وهو قابع في البيت يشعر بالاحباط والتعاسة وقد يدفعه هذا الى انواع من المشاكل النفسية او الاندفاع الى ارتكاب الجريمة .. فالمرأة العاملة اذن لا تتعرض للشعور بالذنب تجاه اولادها فقط ولكن حيال زوجها اولاً !! والمرأة متهمة دائماً فاذا بقيت في البيت من دون عمل اعتبرت عبئاً على اقتصاد الاسرة واذا خرجت اعتبرت عبئاً على سوق العمل واذا انجبت قالوا انها لا تهتم بأطفالها .. واذا لم تنجب اعتبرت سبباً في تراجع عدد السكان !! .ان المجتمع البشري يشهد الآن تطوراً حاسماً يتضح في قسمات جديدة وتنتزع فيه المرأة مزيداً من الحقوق والواجبات .. بحيث يمكن ان يقال ان المرأة اعادت اكتشاف نفسها وادركت ان في امكانها تغيير الثوابت التي ظلت الألوف السنين تحكم العلاقة بين الرجل والمرأة وبين المرأة ودورها في المجتمع .. والموقف الآن ان المرأة قد خرجت الى العمل ومن الصعب اعادتها بعد ان ذاقت طعم الحرية والاستقلال وادركت اهمية تحقيق الذات بقي ان تتمكن المرأة من التوفيق بين دورها في البيت ودورها في المكتب حتى لا تصبح متهمة طوال الوقت .
المرأة المتهمة في جميع الأحوال !!
أخبار متعلقة