غضون
* قبل نحو ستة أشهر بدأت حملة الشائعات العدوانية ضد اليمن أو خليجي (20) تحديداً، بدأت تشتد وتتوسع، وحينها قال فخامة رئيس الجمهورية : خليجي (20) ستقام في عدن وأبين وفي موعدها، واطمأن الأشقاء أن اليمن بخير .. وقال أيضاً : من سيفوز ببطولة خليجي (20) سوف أهنئه وأسلمه كأس البطولة بيدي .. وهذا هو ما تم في الحقيقة، وفي الواقع .. وكان نجاح اليمن في تنظيم خليجي (20) على أفضل مستوى من كافة النواحي بمثابة شمس ساطعة أماتت تلك الجراثيم أو الشائعات، وفي الوقت نفسه يبين هذا النجاح هزالة مواقف الذين يختارون لأنفسهم العداوة لوطنهم والتهديد بمقاومة كل ما هو مفيد وجديد.هذا النجاح صنعه مسؤولون في الدولة أولهم رئيس الجمهورية وصنعه مواطنون عاديون هم الأكثرية خاصة أهلنا في عدن وأبين، وهذه التجربة ترينا أننا أمة لا تتصالح مع التحديات بل تستخرج أفضل ما لديها من طاقة لمواجهة وقهر التحديات مهما كانت ومن أين جاءت.* يقول وزير الداخلية إن (25) ألف رجل أمن أمنوا الحماية في عدن وأبين ولحج أثناء خليجي (20) وهو عدد أقل مما كان معلناً عنه قبل، وأن الفترة التي أقيم فيها الخليجي لن تشهد أي اختلالات أمنية بل حدث عكس ذلك تماماً حيث انخفضت الحوادث بنسبة (25 %) عما كانت عليه في الأيام السابقة.الأمر الاستثنائي الوحيد هنا هو أن الجميع قام بواجباته .. وأقول استثنائي لأنهم في الأوقات العادية يتراخون .. هذه المرة - أو في هذه التجربة التي يجب استلهام العبرة منها - ترك القانون يعمل، طبق القانون على الجميع دون استثناء أو محاباة، زودت الهيئات المختلفة بمستلزمات العمل، تم متابعة العاملين والإشراف على الأداء .. بمعنى آخر توافرت شروط إقامة النظام .. وبمعنى أوضح أننا عندما نقرر أن نكون دولة محترمة بمعنى الدولة نستطيع ذلك في أي وقت وفي كل مكان من صعدة إلى عدن ومن أبين إلى تعز ومن المهرة إلى الحديدة.* يا إلهي كما أهدرنا من فرص وكم أهملنا من تجارب!! .. وأخشى أن لا نستفيد من التجربة الأخيرة.وقد قلت قبل إن الاستثنائي في هذه التجربة الناجحة هو العمل الخلاق، هو تنفيذ القانون، هو الإحساس بالمسؤولية .. فهل لابد من خليجي آخر في الجوف أو الضالع مثلاً لكي نتصرف كدولة قانون ومؤسسات كما تصرفنا في عدن وأبين؟ بوسع الجميع أن يفعل ذلك في كل وقت، في كل يوم من تلقاء نفسه وبدون انتظار مناسبات وتحديات عسيرة تستفزه ليخرج أفضل ما لديه أو ليقوم بما هو من صميم مسؤولياته واختصاصاته.أخيراً .. أزيد أذكر بكلام قلته مراراً .. إن المكاسب التي تحققت في عدن وأبين بمناسبة خليجي (20) يجب حمايتها على الدوام، وستكون جريمة كبيرة لو أهملت وتعرضت للعبث بعد انتهاء «الحفلة».